الرياضة

حارس مصر السابق يكشف معاناته: أعمل بـ 150 جنيهًا يوميًا وكنت قائد محمد صلاح والآن لا يتجاهلني

في شهادة مؤثرة كشفت عن وجه آخر لكرة القدم ما بعد الشهرة، تحدث محمد صبحي، حارس مرمى منتخب مصر ونادي إنبي السابق، عن ظروفه المعيشية الصعبة وتجاهل زملائه السابقين له. صبحي، الذي كان يومًا ما أحد الوجوه البارزة في الملاعب المصرية، يعيش اليوم واقعًا مؤلمًا بعيدًا عن أضواء الشهرة والثراء. يُقدم لكم موقع المواطن نيوز تفاصيل هذه الشهادة المؤثرة، والتي تحمل الكثير من الأسئلة حول مسؤولية المجتمع الكروي تجاه أبنائه.

تدهور صحي ومادي: صرخة حارس مرمى مصر الأسبق

لم يتمالك محمد صبحي دموعه خلال لقاء تلفزيوني مؤثر، وهو يروي تفاصيل تدهور حالته الصحية والظروف المادية القاسية التي يواجهها. صوته المرتعش ودموعه الصادقة عكست حجم المعاناة التي يعيشها لاعب كرة قدم أهدر شبابه وجهده لخدمة الأندية والمنتخب الوطني. يُعد هذا الظهور بمثابة صرخة استغاثة تُلقي الضوء على الوحدانية التي قد يُعاني منها بعض النجوم بعد انتهاء مسيرتهم الكروية.

في شهادته، كشف صبحي عن تفاصيل مؤلمة تتعلق بعمله الحالي: “أنا اليوم أعمل في مقهى وأقدّم الطلبات مقابل 150 جنيهًا في اليوم.. ولم يتذكرني أحد”. هذا المبلغ الزهيد، الذي لا يكفي لتغطية أبسط متطلبات الحياة الكريمة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، يُبرز مدى التدهور الذي لحق بحياة حارس مرمى كان يومًا ما جزءًا من النخبة الكروية المصرية.

رسالة عتاب إلى محمد صلاح: ألم التجاهل يفاقم المعاناة

وجه محمد صبحي رسالة عتاب مؤثرة إلى النجم العالمي محمد صلاح، الذي يُعتبر رمزًا للنجاح الكروي المصري. العلاقة بين صبحي وصلاح ليست وليدة اليوم، فكما ذكر صبحي: “كنت قائداً لمحمد صلاح في المنتخب، وكنا على تواصل دائم”. هذه العلاوة القديمة والصداقة التي جمعت بينهما في أروقة المنتخبات الوطنية تُعمق من ألم التجاهل الذي شعر به صبحي.

روى صبحي كيف حاول التواصل مع صلاح لطلب المساعدة في علاج والدته، التي تُعاني من مرض، لكنه فوجئ برد فعل لم يتوقعه: “لكنه لم يرد على اتصالاتي حين طلبت مساعدته لعلاج والدتي. كل ما فعله أنه كلّف أحد الأشخاص بالتواصل معي، لكنه هو لم يتحدث إليّ شخصيًا، وهذا ما آلمني”. تُشير هذه الكلمات إلى أن الأزمة ليست مادية فقط، بل هي أزمة شعور بالتخلي والتجاهل من قبل زملاء كان يعتقد أنهم سيقفون إلى جانبه في المحن. إن غياب التواصل المباشر من نجم بحجم صلاح، الذي يُعرف بأعماله الخيرية، ترك أثرًا نفسيًا عميقًا على صبحي.

الدعم الغائب والحاضر: شكر خاص لمحمد النني

لم تكن رسالة صبحي موجهة إلى محمد صلاح وحده، بل شملت أيضًا لاعبين آخرين. فقد أشار صبحي إلى غياب أي دعم من لاعبين آخرين مثل أحمد حجازي، الذي كان جزءًا من نفس الجيل الكروي. هذا الغياب يُطرح تساؤلات حول مدى التضامن بين لاعبي كرة القدم المصرية خارج المستطيل الأخضر، خاصة في ظل الثروات الطائلة التي يجنبها بعض اللاعبين.

لكن في المقابل، لم ينس صبحي أن يوجه الشكر والتقدير إلى اللاعب محمد النني، الذي أظهر اهتمامًا وتواصل معه من تركيا. يُعد تواصل النني بمثابة بصيص أمل في ظل الظلام الذي يعيشه صبحي، ويُبرز أن هناك بعض اللاعبين الذين لم ينسوا زملائهم القدامى وتأثروا بمعاناتهم. هذه اللفتة من النني تُظهر أن القيمة الإنسانية لا تزال موجودة لدى البعض، وأن المساعدة لا تقتصر على الدعم المادي فقط، بل تمتد لتشمل التواصل والاهتمام.

تداعيات اجتماعية ورياضية: دعوة للتضامن

تُثير قصة محمد صبحي تساؤلات جدية حول مستقبل اللاعبين المصريين بعد الاعتزال، وضرورة وجود آليات دعم فعالة لهم. هل يُمكن لاتحادات الكرة والأندية وصناديق التكافل أن تُقدم يد العون لهؤلاء اللاعبين الذين أفنوا حياتهم في خدمة اللعبة؟ إن الوضع الذي يعيشه صبحي يُعد بمثابة ناقوس خطر يُطالب الجميع بالالتفات إلى هذه القضية.

يُطالب الجمهور ومحبو كرة القدم بضرورة التضامن مع محمد صبحي، سواء من خلال المساعدات المادية أو حتى التواصل والدعم النفسي. هذه القصة تُشكل دعوة لكل نجوم الكرة المصرية للوقوف إلى جانب زملائهم الذين يمرون بظروف صعبة، فالعطاء لا يقتصر على الملعب فقط، بل يمتد إلى خارج المستطيل الأخضر ليشمل الجانب الإنساني. إن لم تُقدم المساعدة لأبناء اللعبة، فمن سيُقدمها؟!

محمد إسماعيل

صحفي مصري خريج كلية إعلام امتلك خبرة في كتابة الاخبار في العديد من المواقع الشهيرة. ومهتم بالتعرف على مستجدات الأخبار في الوطن العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى