الإمارات

الزراعة تكشف حقيقة الإصابات الحشرية في حقول القطن بالفيوم: تجربة رائدة نحو قطن خالٍ من المبيدات

في تأكيد على التزام مصر بتحقيق التنمية الزراعية المستدامة والنهوض بأحد أهم محاصيلها الاستراتيجية، أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن عدم وجود أي إصابات حشرية في حقول القطن بمركز سنورس بمحافظة الفيوم. هذا الإعلان يأتي لطمأنة المزارعين والمهتمين بقطاع الزراعة، ويكشف عن تفاصيل تجربة رائدة تهدف إلى تقليل استخدام المبيدات الكيماوية في زراعة القطن. علم المواطن نيوز أن هذه المبادرة جزء من خطة وطنية أوسع للنهوض بصناعة الغزل والنسيج، وزيادة المساحات المزروعة من هذا المحصول الحيوي.

القطن المصري: محصول استراتيجي ومستقبل واعد

يُعد محصول القطن من الأعمدة الرئيسية للزراعة المصرية، ويحظى باهتمام خاص من قبل وزارة الزراعة التي تخطط باستمرار لزيادة المساحات المزروعة منه. وتتجاوز المساحات المنزرعة حاليًا في مختلف المحافظات 200 ألف فدان، مع وجود حملات متابعة مستمرة لتقديم مختلف أوجه الرعاية للمحصول طوال فترة الزراعة وحتى الحصاد. الأهمية الاستراتيجية للقطن تتضاعف حاليًا مع تنفيذ المشروع القومي للنهوض بصناعة الغزل والنسيج، الذي يهدف إلى إعادة أمجاد القطن المصري طويل التيلة، وتوفير المادة الخام اللازمة للصناعات المحلية والتصديرية، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويخلق فرص عمل جديدة.

الفيوم: ريادة في الزراعة النظيفة للقطن

معهد بحوث القطن التابع لمركز البحوث الزراعية، ذراع وزارة الزراعة البحثية، قام بإعلان هام ينفي وجود أي إصابات حشرية أو ديدان لوز في حقول القطن بمركز سنورس بمحافظة الفيوم، والتي تشمل نحو ألف فدان. هذا النفي يؤكد على فعالية الإجراءات المتبعة وجودة المحصول. الأبرز في هذه التجربة هو عدم استخدام أي أسمدة كيماوية في هذه الحقول، بل تعتمد على تجربة جديدة لتقليل استخدام المبيدات والحفاظ على البيئة واستدامة إنتاج القطن. هذه التجربة الرائدة تتمثل في إطلاق طفيل الترايكوجراما في الزراعات على مساحة 1000 فدان لموسم 2025/2026. هذا الطفيل يلعب دورًا حيويًا في المكافحة الحيوية للآفات، مما يضمن إنتاج قطن خالٍ من المبيدات والملوثات، ويزيد من قيمته التنافسية في الأسواق العالمية التي تتجه نحو المنتجات العضوية والنظيفة.

اقرأ أيضًا:عاجل: تحويلات المصريين بالخارج تسجل ارتفاعاً غير مسبوق وتتجاوز 29 مليار دولار

متابعة دورية وتوسعات مستقبلية

أكد الدكتور وليد يحيى، وكيل معهد بحوث القطن لشؤون الإنتاج، خلال زيارته لمحافظة الفيوم، على أهمية المتابعة الدورية والمستمرة لزراعات القطن. هذه الزيارات تأتي تنفيذًا لتكليفات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، والدكتور عبد الناصر رضوان مدير معهد بحوث القطن، لضمان صحة المحصول وجودته. وأوضح الدكتور يحيى أن إطلاق طفيل الترايكوجراما يتم كل عشرة أيام بمعدل 22 مظروفًا للفدان، حيث يحتوي كل ظرف على ثلاثة أعمار مختلفة للطفيل لضمان تواجد الطفيل بشكل مستمر بين كل إطلاقة والأخرى. يبدأ الإطلاق عند عمر 70 إلى 75 يومًا من عمر النبات ويستمر لعدد 6 مرات، بفاصل 10 أيام بين كل مرة وأخرى. هذه المنهجية تضمن فعالية المكافحة الحيوية وتساهم في إنتاج قطن ذي جودة عالية وخالٍ من أي بقايا كيميائية. وأكد الدكتور يحيى على خطط استخدام الترايكوجراما في السنوات القادمة، مع نقل هذه التجربة الناجحة إلى محافظات أخرى لتعميم الاستفادة من هذه التقنية الصديقة للبيئة.

اقرأ أيضًا:  شراكة استراتيجية: مصر تستورد أبقارًا حية من لبنان لتعزيز الأمن الغذائي وإعادة تصدير اللحوم بقيمة مضافة

توصيات أساسية لموسم قطن ناجح

في سياق متصل، حددت الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي برئاسة الدكتورة أمل إسماعيل، مجموعة من التوصيات المهمة لمزارعي القطن بهدف النهوض بالمحصول وتحقيق أعلى عائد في الإنتاج وأقصى ربح للمزارع. شملت هذه التوصيات: عدم تعطيش النباتات خلال فترة التزهير للحفاظ على نموها، ضرورة الرش الدوري للنباتات بالمبيدات الموصى بها في حال ظهور إصابات ليست حيوية، التوعية المستمرة بأضرار التعطيش على المحصول، وأهمية التغلب على ظواهر مثل الهياج الخضري والعقد المبكر للنباتات وظاهرة البندقة للوز التي تؤثر على الإنتاجية. كما شددت على ضرورة إزالة أي نباتات غريبة عن الصنف المزروع لضمان نقاوة المحصول.

وأضاف الدكتور وليد يحيى أن التسميد المتوازن خلال الوقت الحالي يُعد شرطًا أساسيًا لنجاح الموسم، مشددًا على ضرورة تحقيق توازن دقيق بين العناصر السمادية الثلاثة الرئيسية: النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم. وأشار إلى أن كمية السماد التي يضعها المزارعون في الأرض تعتمد على أربعة عوامل رئيسية: المحصول السابق، نوع التربة (رملية، ضعيفة، خصبة، بها ملوحة)، ميعاد الزراعة، ونسبة الأملاح في التربة والمياه. وأكد أنه تم خلال السنوات الماضية تطوير أصناف جديدة من المحصول تتميز بمقاومة الأمراض والآفات، وزيادة الإنتاجية، وتحسين جودة الألياف، بالإضافة إلى إنتاج بذور عالية الجودة لضمان حصول المزارعين على أفضل النتائج. هذه الجهود المتكاملة تعكس التزام الدولة بتحقيق نهضة شاملة في زراعة القطن المصري.

ياسمين حسن

صحفية محترفة تكتب بموضوعية واحترافية في مختلف المجالات الإخبارية. تعمل على تغطية الأحداث العاجلة، وتقديم التحقيقات والتقارير المتعمقة حول القضايا الاجتماعية والسياسية. تتميز بأسلوبها التحليلي الذي يثري القارئ بالمعلومة الدقيقة، مع التزام كامل بالمصداقية والحياد. تهدف دائمًا إلى إيصال الحقيقة بوضوح لتكون مرجعًا موثوقًا في عالم الصحافة والإعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى