مصر

مصر تستقبل أول قطار “فيلارو” الكهربائي السريع أغسطس المقبل: قاطرة التنمية تربط الجمهورية من البحر للبحر

تتأهب مصر لاستقبال حدث تاريخي في مسيرة التنمية والنقل الحديث، حيث تستعد الحكومة المصرية لاستقبال أول قطار كهربائي سريع من طراز “فيلارو” الألماني، المصنع بواسطة شركة سيمنز العملاقة، خلال شهر أغسطس المقبل. هذه الخطوة تمثل علامة فارقة نحو التشغيل الفعلي للمشروع القومي للقطار الكهربائي السريع، الذي يعتبر ملحمة هندسية غير مسبوقة تهدف إلى ربط الجمهورية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. علم المواطن نيوز أن هذا المشروع يندرج ضمن خطة الدولة الشاملة للتحول نحو منظومة نقل حديثة ومستدامة، قادرة على دعم النمو الاقتصادي وتسهيل حركة الأفراد والبضائع.

أسطول متكامل: تقدم هائل في تصنيع قطارات سيمنز لمصر

تواصل وزارة النقل المصرية تحقيق تقدم لافت في أعمال التصنيع الخاصة بأسطول قطارات الشبكة الكهربائية السريعة. وقد تم بالفعل وصول أول قطار إقليمي إلى مصر، وهو من طراز “ديزيرو” ويُصنع أيضًا في مصانع سيمنز الألمانية، مما يشير إلى بدء توريد المكونات الرئيسية للمشروع. الإنجازات تتوالى بوتيرة سريعة؛ فقد تم الانتهاء من تصنيع 15 قطارًا إقليميًا من إجمالي 34 قطارًا مخططًا، كما اكتمل تصنيع 5 قطارات سريعة من طراز “فيلارو” من أصل 15 قطارًا مخصصًا للخط الأول. بالإضافة إلى ذلك، تم تصنيع 14 جرارًا مخصصًا لنقل البضائع بالكامل، مما يؤكد على الأهمية اللوجستية والاقتصادية للمشروع. ومن المقرر أن يصل أول قطار سريع “فيلارو” فعليًا إلى الأراضي المصرية في أغسطس 2025، لتبدأ بعد ذلك مرحلة التشغيل التجريبي على عدد من المسارات المحددة ضمن الخط الأول، تمهيدًا للتشغيل الكامل.

اقرأ أيضًا:خبر عاجل وحصري: مصر تعلن عن الافتتاح التجريبي للمرحلة الأولى من القطار فائق السرعة اليوم

الخط الأول: 660 كيلومترًا من الإنجاز والتحديث

يتواصل العمل بوتيرة محمومة في تنفيذ مشروع الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع. هذا الخط الحيوي يمتد لمسافة 660 كيلومترًا، ليربط بين العين السخنة على ساحل البحر الأحمر ومرسى مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، مما يجعله محورًا لوجستيًا واقتصاديًا يربط بين البحرين بريًا. يضم الخط الأول 21 محطة متكاملة، منها 13 محطة مخصصة للقطارات السريعة و8 محطات للقطارات الإقليمية، مما يضمن تغطية واسعة للمناطق الحيوية على طول المسار.

وبحسب تقارير وزارة النقل، يجري حاليًا تنفيذ أعمال تركيب القضبان وتشطيبات المحطات على قدم وساق، في سباق مع الزمن للانتهاء من المشروع وفقًا للجداول الزمنية المحددة. وتُظهر الصور الميدانية الواردة من مواقع العمل مشاهد ضخمة تجسد مجهودًا هندسيًا ومعماريًا مصريًا غير مسبوق، يعكس القدرة المصرية على تنفيذ مشروعات البنية التحتية العملاقة بأعلى المستويات العالمية.

اقرأ أيضًا:تحدث اصطدام قطار باريس المثالي مع عقبة قوية من تشيلسي في نهائي كأس العالم للأندية

“قناة سويس على قضبان”: شبكة تنموية شاملة

يمثل مشروع القطار الكهربائي السريع رؤية أوسع تتجاوز مجرد كونه وسيلة نقل؛ فهو يُمثل بحق “قناة سويس جديدة، ولكن على قضبان”. هذه الشبكة المتكاملة، التي من المخطط أن يصل طولها الإجمالي إلى 2000 كيلومتر، ستغطي أنحاء الجمهورية عبر 3 خطوط رئيسية. تشمل الشبكة في مجملها 60 محطة، و2 ورشة رئيسية للصيانة، و6 نقاط صيانة فرعية، وستضم أسطولًا ضخمًا من القطارات مكونًا من 41 قطارًا سريعًا، و94 قطارًا إقليميًا، بالإضافة إلى 41 جرارًا مخصصًا لنقل البضائع، مما يؤكد على طبيعتها المتعددة الأغراض.

لن يقتصر دور هذه الشبكة الضخمة على نقل الركاب فقط، بل ستكون شرايين تنمية حقيقية تخدم قطاعات حيوية ومناطق استراتيجية في مصر. ستدعم المناطق الصناعية الكبرى في (حلوان، 15 مايو، برج العرب، 6 أكتوبر، المنيا الجديدة، أسيوط الجديدة)، مما يسهل حركة المواد الخام والمنتجات النهائية. كما ستعزز الحركة السياحية بمرورها عبر المناطق السياحية الرئيسية في (الجيزة، سوهاج، الأقصر، أسوان، أبو سمبل، البحر الأحمر)، مما يوفر وسيلة نقل مريحة وسريعة للسياح. ولن يغفل المشروع دعم المناطق الزراعية الواعدة في (الدلتا الجديدة، مستقبل مصر، جنة مصر، غرب المنيا، توشكى، شرق العوينات)، مما يسهل نقل المنتجات الزراعية الطازجة إلى الأسواق المحلية والعالمية. بهذا، يتحول القطار الكهربائي السريع إلى مشروع تنموي متكامل، يربط أطراف مصر ويعزز من قدراتها الاقتصادية واللوجستية على حد سواء.

ياسمين حسن

صحفية محترفة تكتب بموضوعية واحترافية في مختلف المجالات الإخبارية. تعمل على تغطية الأحداث العاجلة، وتقديم التحقيقات والتقارير المتعمقة حول القضايا الاجتماعية والسياسية. تتميز بأسلوبها التحليلي الذي يثري القارئ بالمعلومة الدقيقة، مع التزام كامل بالمصداقية والحياد. تهدف دائمًا إلى إيصال الحقيقة بوضوح لتكون مرجعًا موثوقًا في عالم الصحافة والإعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى