في إطار جهود الدولة المصرية لتعزيز الرعاية الصحية وتوفير الخدمات الطبية الشاملة للمواطنين في المناطق الأكثر احتياجًا، أعلنت محافظة المنيا عن نجاح قافلة طبية مجانية في تقديم خدماتها لأكثر من 1200 حالة بقرية قصر هور بمركز ملوي. هذه القافلة، التي نظمتها مديرية الصحة بالمحافظة، تأتي ضمن المبادرات الصحية الشاملة وتوجيهات القيادة السياسية بضرورة وصول الخدمات الطبية مجانًا وبأعلى جودة إلى مستحقيها في كل ربوع مصر. يقدم لكم المواطن نيوز تفاصيل هذه القافلة، الخدمات التي قدمتها، وكيف تُسهم في تحقيق التنمية الصحية الشاملة للمجتمع.
المنيا: صحة المواطن في قلب اهتمام المحافظة
لطالما كانت صحة المواطن على رأس أولويات الدولة المصرية، وتُعد القوافل الطبية أحد أبرز الآليات التي تُترجم هذا الاهتمام إلى واقع ملموس. أعلن اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، عن الكشف الطبي على 1214 حالة وتقديم العلاج والفحوصات بالمجان خلال هذه القافلة. هذا العدد الكبير من المستفيدين يُسلط الضوء على الحاجة الملحة لمثل هذه الخدمات في القرى والمناطق النائية، ويُظهر فعالية القوافل في الوصول إلى شرائح واسعة من المجتمع.
وأكد المحافظ أن هذه القوافل تُنفذ ضمن المبادرات الصحية الشاملة التي أطلقتها القيادة السياسية، والتي تستهدف الوصول بالخدمات الطبية إلى مستحقيها مجانًا وبأعلى جودة ممكنة. هذه الجهود لا تقتصر على المدن الكبرى، بل تمتد لتشمل قرى المحافظة الأكثر احتياجًا، لضمان حصول الجميع على حقهم في الرعاية الصحية دون عوائق. فالهدف هو بناء مجتمع صحي ومنتج، قادر على المساهمة في مسيرة التنمية الشاملة.
اقرأ أيضًا: مصر تطلق العنان للسياحة الصحراوية: وجهات جديدة وتجارب فريدة لجذب محبي المغامرة والطبيعة
خدمات طبية متنوعة: تغطية شاملة لاحتياجات القرية
من جانبها، أوضحت الدكتورة نادية مكرم، وكيل وزارة الصحة بالمنيا، أن القافلة نُفذت على مدار يومي 14 و15 يوليو الجاري، مما يُشير إلى التنظيم الجيد والقدرة على تقديم الخدمات لعدد كبير من المرضى في فترة زمنية قصيرة. وقد تميزت القافلة بتقديم مجموعة واسعة من الخدمات الطبية المتكاملة، لتلبية احتياجات سكان قرية قصر هور:
- الكشوفات المتخصصة: شملت القافلة تخصصات طبية متنوعة لضمان تغطية شاملة لأغلب الحالات المرضية. فقد تم فحص:
- 374 حالة جراحة.
- 398 حالة أطفال، مما يُعزز من صحة الأجيال القادمة.
- 194 حالة باطنة، وهي من أكثر التخصصات التي تشهد إقبالاً في القوافل.
- 84 حالة نساء، لتقديم الرعاية الصحية للمرأة.
- 81 حالة أسنان، وهو تخصص حيوي غالبًا ما يكون صعب الوصول إليه في المناطق الريفية.
- 91 حالة قلب، للكشف المبكر عن أمراض القلب التي تحتاج إلى اهتمام خاص.
- 19 حالة تنظيم أسرة، لتقديم المشورة والخدمات المتعلقة بالصحة الإنجابية.
- الفحوصات المعملية والتشخيصية: لم تقتصر الخدمات على الكشف الظاهري، بل امتدت لتشمل فحوصات دقيقة. تم إجراء 164 تحليل عينات دم، مما يُساعد في تشخيص العديد من الأمراض. كما تم إجراء حالتين موجات صوتية و11 أشعة سينية، وهي فحوصات تشخيصية ضرورية لتحديد الحالات التي تحتاج إلى تدخلات طبية.
- التحويل للمستشفيات: في الحالات التي تتطلب تدخلات متقدمة أو عمليات جراحية، تم تحويل المرضى إلى المستشفيات لاستكمال العلاج اللازم. هذه الآلية تضمن استمرارية الرعاية الصحية للمرضى، وعدم اقتصار الخدمات على الكشف الأولي.
اقرأ أيضًا:مصر تعيد إحياء صناعة الحرير الطبيعي: مشروع قومي رائد في الوادي الجديد
التثقيف الصحي والكشف المبكر: وقاية خير من علاج
بالإضافة إلى الخدمات العلاجية والتشخيصية، أولت القافلة اهتمامًا كبيرًا بجانب التوعية والتثقيف الصحي، وهو ما يُعد ركيزة أساسية في الوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة العامة. تم تنظيم 10 ندوات تثقيف صحي استفاد منها 175 مترددًا، حيث قدمت هذه الندوات معلومات قيمة حول الأمراض الشائعة، طرق الوقاية منها، وأهمية تبني أنماط حياة صحية.
كما حرصت القافلة على إجراء فحوصات الكشف المبكر عن أمراض الضغط والسكر لـ114 مواطنًا. يُعد الكشف المبكر عن هذه الأمراض المزمنة أمرًا حيويًا، حيث يُمكن من التدخل السريع وتقديم العلاج المناسب قبل تفاقم الحالات، مما يُقلل من المضاعفات ويُحسن من جودة حياة المرضى. وقد تم تحويل 6 حالات من هؤلاء المواطنين إلى المستشفيات لاستكمال الرعاية الطبية اللازمة بعد اكتشاف حالات تستدعي المتابعة.
تُشكل هذه القافلة الطبية في قرية قصر هور بمركز ملوي نموذجًا يحتذى به في تقديم الرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة للمجتمعات المحلية، وتُبرز التزام الدولة المصرية بتحقيق أهداف التنمية المستدامة في قطاع الصحة، وصولاً إلى مجتمع يتمتع بالصحة والعافية.
