الوسط الرياضي ينعى الكابتن ميمي عبد الرازق: رحيل قامة تدريبية تركت بصمات خالدة

ببالغ الحزن والأسى، فُجع الوسط الرياضي المصري اليوم الأربعاء 16 يوليو 2025، بوفاة الكابتن ميمي عبد الرازق، المدير الفني السابق للنادي المصري، عن عمر ناهز 65 عامًا. جاء رحيله إثر أزمة قلبية مفاجئة، ليطوي صفحة مسيرة حافلة قضاها أحد أبرز رموز التدريب في مصر. المدرب القدير، الذي لطالما اعتبره أبناء بورسعيد أحد أعمدة الكرة في المدينة الباسلة، ترك خلفه إرثًا تدريبيًا غنيًا يمتد لأكثر من أربعة عقود. في هذا التقرير، نستعرض لكم عبر موقع المواطن نيوز أبرز محطات مسيرة الكابتن ميمي عبد الرازق، وإنجازاته، وآخر ظهور تدريبي له، ودوره المرتقب في لجنة التخطيط بالنادي المصري.
مسيرة تدريبية حافلة بالإنجازات
بدأ الكابتن ميمي عبد الرازق مشواره التدريبي عام 1983، بعد حصوله على الدكتوراه في التدريب الرياضي، ليُبهر الجميع بثقافته الواسعة ورؤيته الفنية الثاقبة. تدرج الفقيد بين عدد من الأندية داخل مصر وخارجها، تاركًا بصمات واضحة على فرق كثيرة. من أبرز هذه الفرق:
- النادي المصري: النادي الذي ارتبط اسمه به ارتباطًا وثيقًا، حيث قاده في فترات متعددة، وحقق معه إنجازات خالدة.
- سموحة: حيث ترك أثرًا إيجابيًا في أداء الفريق.
- العروبة السعودي: الذي قاده بمهارة لتحقيق إنجاز تاريخي وهو الصعود إلى الدوري الممتاز السعودي.
يُعد التتويج بـكأس مصر مع النادي المصري عام 1997 أحد أبرز وأخلد إنجازاته كمدرب، حيث لا يزال هذا اللقب محفورًا في ذاكرة جماهير بورسعيد كحدث تاريخي. عرف الكابتن ميمي عبد الرازق بشخصيته الهادئة، وحكمته، وقدرته على التعامل مع اللاعبين، مما جعله محل احترام وثقة كل من تعامل معه في الوسط الرياضي.
آخر ظهور تدريبي وتأمين مقعد الكونفدرالية
في آخر ظهور تدريبي له، تولى الكابتن ميمي عبد الرازق مسؤولية النادي المصري خلفًا للتونسي أنيس بوجلبان في مايو الماضي. على الرغم من ضيق الوقت والتحديات، نجح الفقيد في قيادة الفريق لتحقيق انتصارين مهمين على كل من البنك الأهلي وحرس الحدود. كانت هذه الانتصارات حاسمة، حيث أنهى بهما الفريق موسمه في المركز الرابع بجدول الدوري الممتاز، وهو ما كان كافيًا لتأمين مقعد للنادي المصري في بطولة الكونفدرالية الإفريقية الموسم المقبل. هذا الإنجاز يُعد شهادة على قدرته التدريبية الفائقة على تحقيق الأهداف حتى في أصعب الظروف.
دور مرتقب ولحظة رحيل صادمة
كان الكابتن ميمي عبد الرازق يستعد لتولّي مهام جديدة ومهمة في النادي المصري. كان من المقرر أن يباشر مهامه كرئيس للجنة التخطيط بالنادي المصري خلال الأيام القليلة المقبلة، في خطوة تعكس ثقة إدارة النادي في رؤيته وخبرته الطويلة في مجال كرة القدم. لكن القدر لم يمهله، وخطفه الموت في لحظة صادمة لعائلته، زملائه، وجميع محبيه في الوسط الرياضي المصري والعربي.
إرث لا يُنسى في قلوب وعقول الجميع
رحيل الكابتن ميمي عبد الرازق يُمثل خسارة فادحة للكرة المصرية. لقد كان شخصية فريدة جمعت بين العلم والخبرة العملية، فدكتوراه في التدريب الرياضي لم تكن مجرد شهادة، بل كانت انعكاسًا لعمق فهمه للعبة وقدرته على تطويرها. إرثه لا يقتصر على الألقاب والإنجازات التي حققها، بل يمتد إلى الأجيال العديدة من اللاعبين والمدربين الذين تتلمذوا على يديه واستلهموا منه. ستظل بصماته محفورة في تاريخ الأندية التي دربها، وستبقى ذكراه خالدة في قلوب جماهير الكرة المصرية، التي ستتذكر دائمًا المدرب الذي أعطى الكثير لوطنه ورياضته.