الإفلاس.. شبح حطم أندية ليون وبارما وبوردو

فهرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإفلاس.. شبح حطم أندية ليون وبارما وبوردو, اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 07:55 مساءً

شكلت الأزمات المالية شبحًا يهدد أعظم الأندية الرياضية في العالم، فقد شهد التاريخ الرياضي سقوط أندية كبرى إلى مستويات متدنية بسبب تراكم الديون وإعلان الإفلاس، ما أدى إلى هبوطها إلى دوريات الدرجات السفلى، ومن بينها نادي أولمبيك ليون الفرنسي، الذي كتب فصولًا مشرفة في تاريخ الكرة الفرنسية، إلى جانب أندية أخرى، مثل بارما الإيطالي، وبورتسموث الإنجليزي، وبوردو الفرنسي.
يعد نادي أولمبيك ليون من أبرز الأمثلة الحديثة على هذا السقوط المأساوي، وهو الذي تأسس عام 1950، وحقق إنجازات استثنائية، حيث سيطر على الدوري الفرنسي بسبعة ألقاب متتالية بين 2001 و2008، ليصبح رمزًا للاستقرار والتفوق في فرنسا، لكن الأزمة المالية بدأت تلوح في الأفق بعد انتقال ملكية النادي إلى رجل الأعمال الأمريكي جون تيكستور عام 2022، حيث تراكمت الديون لتصل إلى أكثر من 500 مليون يورو، وفاقم الوضع إنفاق النادي الباهظ في سوق الانتقالات الصيفية الماضية، حيث أنفق نحو 145 مليون يورو على صفقات جديدة، ما زاد من الضغط على خزائنه، وفي نوفمبر 2024، أصدرت هيئة الرقابة المالية الفرنسية «DNCG» تحذيرًا بالهبوط المؤقت إلى الدرجة الثانية، إذا لم يتم تسوية الوضع المالي، وعلى الرغم من محاولات إدارة النادي، بما في ذلك بيع حصص في أندية أخرى وفريق السيدات، فشلت في تقديم ضمانات كافية، ليعلن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم في 24 يونيو 2025 هبوط ليون رسميًا إلى الدرجة الثانية، في قرار هز الأوساط الرياضية، خاصة أن النادي أنهى الموسم الماضي في المركز السادس بالدوري الفرنسي برصيد 57 نقطة.
في فرنسا أيضًا، لم يكن ليون الضحية الوحيدة، فقد عانى نادي بوردو، بطل الدوري الفرنسي ست مرات، آخرها عام 2009، من أزمة مالية حادة، حيث فشل في تقليص ديونه، ما أدى إلى قرار صادم في يوليو 2024 بهبوطه درجتين إضافيتين إلى الدرجة الرابعة، مع سحب صفة الاحتراف عنه، ويعكس هذا القرار حجم الكارثة التي حلت بأحد أعرق الأندية الفرنسية، حيث تحول من منافس على الألقاب إلى فريق يكافح من أجل البقاء في دوري الهواة.
عاش نادي بارما الإيطالي قصة مشابهة، الذي كان خلال حقبة التسعينيات أحد عمالقة الكالتشيو بقيادة نجوم كبار على غرار جانلويجي بوفون، وفابيو كانافارو، وهيرنان كريسبو، وخوان سباستيان فيرون، وغيرهم، محققًا أربعة ألقاب أوروبية، بما في ذلك كأس الاتحاد الأوروبي، وكأس الكؤوس، لكن الإنفاق المفرط، وسوء التخطيط المالي، أديا إلى تراكم ديون بلغت 218 مليون يورو بحلول عام 2015، وفي 19 مارس من ذلك العام، أعلن النادي إفلاسه رسميًا، ليهبط إلى الدرجة الرابعة «دوري الهواة»، في سقوط تاريخي لنادٍ كان يضم عمالقة اللعبة، وعلى الرغم من ذلك، استطاع بارما العودة تدريجيًا إلى الدرجة الأولى بحلول 2018 بفضل دعم المشجعين وإعادة الهيكلة المالية.
على الجانب الآخر من أوروبا، وتحديدًا إنجلترا، عانى نادي بورتسموث الإنجليزي من مصير مماثل، فقد كان النادي من الأسماء البارزة في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال العقد الأول من الألفية، محققًا لقب كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2008، لكن الأزمات المالية بدأت تتراكم بسبب الإنفاق غير المحسوب على اللاعبين والرواتب، لتصل ديونه إلى 84 مليون يورو بحلول 2010، ليصبح أول نادٍ إنجليزي يعلن إفلاسه رسميًا في الدوري الممتاز، ما أدى إلى خصم 9 نقاط من رصيده في تلك السنة، واستمر التراجع حتى هبط إلى الدرجة الرابعة عام 2013، في رحلة استغرقت ثلاثة أعوام فقط، ومع ذلك، بفضل دعم جماهيره التي أسهمت ماليًا في إنقاذ النادي، تمكن بورتسموث من الصعود إلى الدرجة الثانية «التشامبيونشيب» في الموسم الماضي، ليبدأ رحلة العودة نحو الأضواء.
تتكرر هذه القصص في أنحاء أوروبا، حيث عانت أندية، مثل فيورنتينا الإيطالي، الذي هبط إلى الدرجة الرابعة عام 2002 بسبب ديون طائلة، قبل أن يعود لاحقًا إلى الدوري الإيطالي الممتاز، وكذلك نادي رينجرز الإسكتلندي، الذي أعلن إفلاسه عام 2012، وهبط إلى الدرجة الرابعة، لكنه استعاد مكانته لاحقًا في الدوري الإسكتلندي الممتاز.


أخبار ذات صلة

0 تعليق