توّج البرازيلي روبرتو فيرمينو، قائد فريق الأهلي الأول لكرة القدم، رحلة عودةٍ مذهلة من النفق المظلم إلى الأضواء، بجائزة أفضل لاعب في دوري أبطال آسيا للنخبة.
ومنح الاتحاد الآسيوي فيرمينو النجومية بلا منازع في القارة، بعد أن قاد الأهلي إلى بفوزٍ مُبهر 2ـ0 على كاواساكي الياباني في النهائي، حيث صنع هدفي الفوز ببراعةٍ.
فيرمينو، الذي كان يومًا رمزًا للإبداع في ليفربول، سطّر اسمه بأحرفٍ من ذهب في آسيا.
خلال 12 مباراة بالبطولة، سجّل ستة أهداف وصنع سبعة، ليصبح مهندس 13 هدفًا بموهبته الفذة.
هذا اللقب هو التاسع في مسيرة فيرمينو، التي شهدت سبعة ألقاب مع ليفربول، منها دوري أبطال أوروبا، وكوبا أمريكا 2019 مع البرازيل، لكن هذه المرة، لم يكتفِ بالتتويج الجماعي، بل حصد أول جائزة فردية في مسيرته على مستوى الأندية، متجاوزًا إرثه السابق، الذي اقتصر على دخول التشكيلة المثالية لدوري أبطال أوروبا 2018، وجائزة لاعب الشهر في إنجلترا 2016.
فيرمينو «33 عامًا»، الذي لم يسبق له الفوز بجائزة الأفضل في أي بطولة، أصبح الآن ملك آسيا.
عندما وطأت قدماه جدة في صيف 2023، أشعل دوري روشن السعودي بهاتريك في أول مباراة رسمية ضد الحزم «3ـ1»، لكن الفرحة لم تدم، إذ دخل في نفق مظلم، عاجزًا عن التسجيل لـ189 يومًا عبر 18 مباراة، ليواجه موجة انتقادات لاذعة.
في موسمه الأول، اكتفى بتسعة أهداف وسبع تمريرات حاسمة في 34 مباراة، أرقامٌ متواضعة لنجمٍ بوزنه، بل وصل الأمر إلى استبعاده من قائمة الأهلي المحلية في 2025 لإفساح المجال لمواطنه جالينو.
لكن فيرمينو لم يستسلم، احتفظ الأهلي بخدماته في النخبة الآسيوية، ليبدأ رحلة استعادة مجده.
تألق أمام السد القطري «3ـ1» بهدف وتمريرة حاسمة، ثم أمام الغرافة «4ـ2» بهدفٍ آخر.
في الأدوار الإقصائية، كان القائد بلا منازع، صنع هدفين أمام الريان في دور الـ 16، وسجّل وصنع أمام بوريرام في ربع النهائي، وهزم الهلال بهدفٍ في نصف النهائي، وختم ملحمته بصناعة هدفي النهائي.
من مهاجمٍ مُستبعد إلى بطلٍ لا يُضاهى، بـ13 مساهمة تهديفية في 12 مباراة، أثبت أن العمر مجرد رقم والموهبة لا تُطفأ.
روبرتو فيرمينو، النجم الذي عاد من الظلام، يقف الآن شامخًا كملك آسيا.