يبرز غازي عسيري كواحد من الأسماء التي أثبتت حضورها اللافت في نادي القادسية، إذ كان نجمًا لامعًا في صفوف الفريق الأول لكرة القدم، قبل أن يشق طريقه إلى العمل الإداري، ويتولي منصب مدير الفريق خلال فترة سابقة.
وما بين ذكرياته في الملاعب، ومتابعته الدقيقة لأوضاع ناديه، عبر عسيري عن فخره واعتزازه بخوض فريقه مباراة تاريخية أمام الاتحاد، في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، الجمعة.
وفي حواره مع «الرياضية»، بدا عسيري واثقًا من قدرة القادسية على تحقيق طموحات جماهيره، مؤكدًا أن الفريق يملك عناصر قادرة على صنع الفارق.
وتطرق عسيري إلى ما وصفه بالنقلة النوعية في نادي القادسية بعد نقل ملكيته إلى شركة أرامكو ضمن مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، مبينًا أن هذه الخطوة أسهمت كثيرًا في استقراره المالي.

01
بداية.. كيف استقبلت خبر تأهل القادسية إلى نهائي كأس الملك؟
كانت لحظة عاطفية جدًا بالنسبة لي، والقادسية نادٍ كبير بتاريخه وجمهوره، وهذا الإنجاز هو ثمرة عمل وجهد كبيرين، وشعرت بالفخر والاعتزاز، وقلت في نفسي: هذا هو القادسية الذي نعرفه.. عاد للمشهد من أوسع أبوابه.
02
هل كنت تتوقع هذا التأهل في بداية الموسم؟
بكل أمانة، كنت متفائلًا، فالمشروع الحالي واضح المعالم، وهناك رغبة حقيقية في إعادة القادسية إلى مكانه الطبيعي، والفريق بدأ الموسم بثقة، ومع مرور الوقت بدأنا نرى هويةً فنيةً وروحًا قتالية عالية، والوصول للنهائي مستحق مئة في المئة.
03
القادسية سيواجه الاتحاد، فريق كبير وصاحب جماهيرية. كيف ترى المواجهة؟
النهائي لا يُقاس بالأسماء والتاريخ فقط. نعم، الاتحاد فريق ثقيل وله حضور، لكن القادسية ليس ضيف شرف، والنهائي يُحسم بالتفاصيل الصغيرة، بالهدوء والتركيز والانضباط التكتيكي، وأعتقد أن القادسية جاهز فنيًا وذهنيًا لخوض المباراة بشجاعة.
04
برأيك، ما الذي تغيّر في القادسية الموسم الجاري؟
أشياء كثيرة، لكن الأهم هو وضوح الرؤية، والنادي اليوم يدار بعقلية احترافية، بفضل مشروع التخصيص ودخول أرامكو كشريك استراتيجي، وأصبحت هناك بنية تحتية متطورة، واحترافية في اتخاذ القرار، والنتائج بدأت تظهر على أرض الملعب.
05
كيف ترى دخول أرامكو كمستثمر في القادسية؟
نقلة نوعية في تاريخ النادي، ونحن نتحدث عن واحدة من أكبر الشركات في العالم، وعندما تختار القادسية، فهذا تأكيد على أن النادي يمتلك مقومات النجاح والاستثمار، وأرامكو لم تأتِ من أجل تجربة، بل جاءت برؤية واستدامة ومشروع بعيد المدى.
06
ما أبرز التغيرات التي لاحظتها منذ بدء التخصيص؟
أبرزها على الإطلاق هو الاستقرار المالي والرؤية الواضحة، واليوم هناك وضوح في الأهداف، شفافية في العمل، دعم للرياضات المختلفة، وتحسين في البيئة الرياضية الشاملة، ولا ننسى الاهتمام بالفئات السنية والناشئين، وهذا مهم جدًا لبناء قاعدة صلبة للمستقبل.
07
القادسية مرّ بفترات صعبة.. ما الذي جعل النادي يعود بهذه القوة؟
العمل الجماعي أولًا، ولم يكن هناك تشتت، بل كان هناك تركيز على البناء، حتى في أصعب الأوقات، ومع دخول أرامكو تحوّل هذا العمل إلى منظومة قوية قادرة على المنافسة من جديد.
08
كيف تقيّم دور الجماهير في الموسم الجاري؟
جماهير القادسية كانت وما زالت عنصرًا مؤثرًا.. صحيح أننا نطمح لرؤية المدرجات ممتلئة في كل مباراة، لكن ما رأيناه في ربع النهائي ودور الأربعة يُثبت أن الجمهور بدأ يعود، وهذا يحمّل اللاعبين مسؤولية أكبر، والجمهور هو نبض النادي.
09
كيف تقرأ المواجهة أمام الاتحاد؟
الاتحاد فريق كبير وتاريخه معروف، لكن القادسية لا يقل شأنًا، النهائي مباراة مختلفة تمامًا، ومن يحضر ذهنيًا وبدنيًا سيحسم اللقب، والقادسية يملك عناصر قادرة على صناعة الفارق، والكل متحفز للظهور التاريخي.
10
من الناحية الفنية.. ما الفارق بين القادسية والاتحاد من حيث أسلوب اللعب.. وهل تعتقد أن القادسية قادر على مجاراة الاتحاد تكتيكيًا؟
الاتحاد فريق يُجيد السيطرة على مجريات اللعب ويمتاز بالخبرة والقدرة على استغلال أنصاف الفرص، خصوصًا في المباريات الكبرى، لكن القادسية يملك اليوم أسلوبًا واضحًا يعتمد على الانضباط الدفاعي والهجمات المرتدة السريعة، مع مرونة كبيرة في التحول بين الدفاع والهجوم، والفريق أظهر نضجًا تكتيكيًا عاليًا في المباريات السابقة، خصوصًا أمام فرق قوية، وأنا واثق أن القادسية قادر على مجاراة الاتحاد فنيًا، بل ومفاجأته إذا استثمر نقاط ضعفه بشكل ذكي.
11
يملك الاتحاد عناصر ذات خبرة دولية، بينما يعتمد القادسية على مزيج من الشباب والطموح.. كيف يمكن لهذا المزيج أن يشكّل ميزة في مواجهة نهائية؟
صحيح أن الخبرة سلاح مهم في النهائيات، لكن الطموح أحيانًا يكون أقوى، ولاعبو القادسية يلعبون بروح عالية، وهناك انسجام كبير بينهم، إضافة إلى رغبتهم في إثبات أنفسهم على الساحة الكروية، وهذا الحماس، إذا تم توجيهه بطريقة صحيحة من الجهاز الفني، سيكون أحد أهم أسلحة الفريق، أضف إلى ذلك أن اللاعبين الشباب عادة لا يخشون الأسماء الكبيرة، وهذا يعطي القادسية ميزة في المواجهات المفتوحة والمباريات ذات الطابع النفسي، مثل النهائيات.
12
ما رسالتك للاعبين قبل المباراة النهائية؟
أقول لهم أنتم تصنعون التاريخ، وأنتم تكتبون صفحة جديدة في سجل هذا الكيان العظيم، وأوصيهم بالهدوء والتركيز وعدم الانبهار بأجواء النهائي، والعبوا بثقتكم وروحكم، وكأس الملك غالية وثقتنا بكم بلا حدود.
13
وماذا تقول للجمهور القدساوي في هذه اللحظة التاريخية؟
هذا وقتكم، كونوا خلف الفريق كما كنتم دائمًا، والقادسية اليوم لا يمثل فقط مدينة الخبر، بل يمثل طموح أجيال عاشت هذا الكيان، فلنُظهر للعالم أن القادسية يستحق الذهب، جمهورًا ولاعبين وتاريخًا.
14
أخيرًا، كيف ترى مستقبل القادسية بعد الموسم الجاري؟
مستقبل مشرق بإذن الله، والمشروع الذي بدأ اليوم سيستمر لأعوام، والمنافسة لن تكون فقط على مستوى كأس الملك، بل على بطولات الدوري، والتأهل الآسيوي، وكل منصات التتويج، والقادسية عائد بقوة، وسيبقى رقمًا صعبًا في الكرة السعودية.