هاي كورة (بقلم خوان خيمينيز – as)

حين تولى الألماني هانز فليك قيادة برشلونة، لم يأتِ بشعارات ولا وعود فارغة، بل بخطة محكمة، وعقلية صارمة، وكرة قدم شاملة قلبت موازين الليغا.

منذ أول يوم، زرع فليك قيمه داخل الفريق: الحماس، الثقة، الإرادة، والمتعة؛ مبادئ تعلّمها منذ طفولته في نادي قريته موكنلوك، وتحوّلت إلى هوية جماعية جديدة داخل كامب نو.

بداية التحول جاءت من اجتماع خاص في لندن، حيث أقنع فليك اللجنة الرياضية برؤيته وقراءته الدقيقة للفريق.

بعد أيام، بدأ عمله الفعلي بالتواصل مع اللاعبين، وقيادة إصلاح شامل للجهاز البدني، وفي جولة أمريكا الصيفية، أعلن مشروعه: كرة هجومية شاملة، ضغط متقدّم، ودفاع متمركز في منتصف الملعب، ورغم الشكوك الأولية، اقتنع اللاعبون، وظهرت النتائج.

رفض فليك المظاهر، وركّز على التفاصيل: توحيد الزي، الانضباط الصارم، والمسؤولية الجماعية.

رغم التحديات المالية، اعتمد على عناصر شابة وغير معروفة، وحقق بها انتصارات نوعية، أبرزها اكتساح ريال مدريد في الكلاسيكو 4-0.

مرّ الفريق بفترات صعبة، منها “نوفمبر الأسود”، والإيقاف الشخصي لفليك، لكنه لم يتزعزع.

وفي نهاية الموسم، انقلبت الطاولة: من تأخر بسبع نقاط إلى صدارة بفارق سبع.

تألق برشلونة بعقلية جديدة، وأداء هجومي شرس، وثقة لا تهتز.

تميز فليك بصدقه وشجاعته، واجه النجوم بحقائقهم، واستبعد من لا يخدم فكره التكتيكي، ولو كانوا قادة.

لكن بالمقابل، بنى ثقة جماعية جعلت اللاعبين يتبعونه بشغف، وزادت قيمة التشكيلة السوقية، وظهرت روح جديدة في الفريق.

بتجديد عقده حتى 2027، يبقى السؤال الأهم: كيف تأخر هذا المدرب عن قيادة فرق النخبة؟ ربما كان ينتظر برشلونة، والأكيد، أن ثورته بدأت… ولم تنتهِ بعد.