جرمانا… لوحة سوريا الملونة… تنوع يزدهر وتاريخ يتحدى

الوكالة العربية السورية للأنباء 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
 جرمانا… لوحة سوريا الملونة… تنوع يزدهر وتاريخ يتحدى, اليوم السبت 3 مايو 2025 09:40 مساءً

ريف دمشق-سانا

في قلب الجنوب الشرقي للعاصمة السورية دمشق، تتوضع مدينة جرمانا على مساحة تقارب 5950 دونماً، حاملةً في اسمها الذي اشتُق من اللغة الآرامية معنى “الرجال الأشداء”، وصفاً يعكس صمودها عبر التاريخ وتحديات الحاضر.

-جرمانا… سوريا المصغرة

لطالما أُطلق على جرمانا لقب “سوريا الصغرى”، ليس فقط لقربها من دمشق، بل لأنها تجسيد حي للتنوع السوري، ففيها تعايش المسلمون والمسيحيون بمحبة، واستقبلت نازحين من مختلف المحافظات السورية ودول الجوار، لتصبح نموذجاً للوحدة الوطنية والتلاحم الاجتماعي.

ولا تقتصر أهمية جرمانا على تنوعها الديمغرافي، بل تمثل مركزاً اقتصادياً حيوياً في ريف دمشق، حيث تشتهر بحركتها التجارية النشطة، والمنشآت الصناعية التي تدعم الاقتصاد المحلي، إلى جانب تاريخها الزراعي العريق قبل التوسع العمراني.

-من قرية زراعية إلى مدينة صاخبة

جرمانا التي تعود أصولها إلى العصور القديمة، حيث ذكرها مؤرخون كبار مثل ياقوت الحموي وابن بطوطة، كانت إحدى قرى غوطة دمشق الخصبة، اعتمدت على الزراعة، وخاصة أشجار الجوز والمشمش، وسُقيت من نهر العقرباني أحد فروع بردى.

ومع الزمن، تحولت إلى مدينة نابضة بالحياة، فارتفع عدد سكانها من 5 آلاف نسمة في الخمسينيات إلى نحو مليون بعد توافد أبناء المحافظات الأخرى، ما أكسبها تنوعاً ثرياً ضم المجتمع السوري بكل مكوناته، إلى جانب لاجئين من فلسطين والعراق.

-جرمانا والثورة السورية… ملاذ للنازحين

مع بداية الثورة السورية، تعرضت جرمانا لعدة اعتداءات من قبل النظام البائد، لكنها صمدت واحتضنت آلاف النازحين من المناطق المتضررة، ليرتفع عدد سكانها إلى نحو مليوني نسمة، مؤكدةً بذلك دورها الإنساني وروح التكافل لدى أبنائها.

كما كانت جرمانا من أوائل المناطق في دمشق التي رفضت النظام البائد، وأسهمت في التصدي لعدوانه، ما يعكس إيمان أبنائها بالحرية والكرامة.

-اقتصاد متنوع وعمران متجدد

شهدت جرمانا تحولاً اقتصادياً من الزراعة إلى التجارة والصناعة، مع تطور عمراني كبير، فضمت أحياء حيوية مثل الروضة والجمعيات والنهضة، إلى جانب مساجدها وكنائسها التي تعكس تنوعها.

-منارة ثقافية في ريف دمشق

برزت جرمانا كمركز ثقافي وفني، حيث قدمت العديد من المبدعين في التشكيل والموسيقا والأدب، مثل الفنان مجيد كرباج وحكمت أبو حمدان وإسماعيل صفايا، الذين أسهموا في إثراء المشهد الثقافي السوري.

-نموذج لوحدة سوريا الجديدة

اليوم تؤكد جرمانا أهمية الحوار والتعايش، وتعمل السلطات المحلية مع وجهاء المدينة على تعزيز الأمن والاستقرار، وفي مرحلة إعادة الإعمار يتطلع أبناؤها إلى أن تكون نموذجاً لسوريا الجديدة القائمة على الوحدة الوطنية والتنمية المستدامة، لتعيد إحياء قيم التسامح والسلام التي تميز المجتمع السوري الأصيل.

تابعوا أخبار سانا على التلغرام والواتساب
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق