نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رئيس بعثة مفوضية شؤون اللاجئين لـ سانا: 500 ألف لاجئ عادوا إلى سوريا ونرحب بإعلان رفع العقوبات عنها, اليوم الخميس 15 مايو 2025 05:02 مساءً
دمشق-سانا
أعلن رئيس بعثة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا، غونزالو فارغاس يوسا، أن عدد اللاجئين الذين عادوا إلى البلاد منذ سقوط النظام البائد بلغ نصف مليون شخص، معرباً عن ترحيبه بإعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة على سوريا.
وأوضح فارغاس يوسا في لقاء خاص مع سانا، أن سقوط نظام الأسد شكّل فرصة تاريخية لمعالجة قضية اللاجئين والنازحين، التي امتدت آثارها المؤلمة لأكثر من 14 عاماً، لافتاً إلى وجود رغبة كبيرة لدى هؤلاء بالعودة إلى ديارهم، بعد زوال السبب الرئيسي لابتعادهم، والمتمثل بالخوف من نظام الأسد وممارساته القمعية، مثل الاعتقال والتعذيب والتجنيد الإجباري، مشيراً إلى أن عدد العائدين بلغ حالياً نصف مليون لاجئ، معظمهم من الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر.
وبيّن فارغاس يوسا أن المفوضية دعت منذ سقوط نظام الأسد إلى رفع العقوبات عن سوريا، وأن إعلان ترامب أمس الأول عن رفعها إن تم تنفيذه بسرعة سيكون له أثر إيجابي كبير في دعم العودة الطوعية المستدامة والواسعة لملايين اللاجئين والنازحين السوريين الذين عانوا طويلاً في الشتات، موضحاً أن التحدي الأكبر حالياً أمام عودة اللاجئين هو الجانب الاقتصادي، نظراً لحجم الدمار الذي طال مختلف مناحي الحياة خلال السنوات الأربع عشرة الماضية.
برامج المفوضية في دعم العائدينوأشار رئيس البعثة إلى أن البنية التحتية في سوريا تضررت بشكل كبير، وأن المفوضية تحاول أداء دورها في تقديم الدعم الأساسي، وخصوصاً للعائدين من اللاجئين والنازحين، بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، مبيناً أن المساعدات تشمل تقديم الدعم في مجال النقل للاجئين والنازحين من الفئات الأكثر ضعفاً، حيث توجد فئة كبيرة منهم، ولا سيما في الأردن ولبنان، ترغب بالعودة لكنها لا تملك حتى تكلفة السفر.
ولفت إلى أن المساعدات تتضمن برامج صغيرة لإصلاح أجزاء من المنازل المتضررة، في ظل غياب الموارد المالية الكافية لإعادة إعمارها بالكامل، إضافة إلى برنامج جديد لتقديم مبالغ نقدية بسيطة للعائدين، لتغطية احتياجاتهم الأساسية خلال الأشهر الأولى من العودة، وتقديم الدعم القانوني للحصول على الوثائق الرسمية، وهو أمر بالغ الأهمية من الناحية الأمنية والخدمية، حيث تمكّن تلك الوثائق العائدين من إثبات هويتهم، والوصول إلى الخدمات الأساسية.
ورأى فارغاس يوسا أن ما تقوم به المفوضية وحده لا يكفي، فما يضمن عودة الملايين من اللاجئين والنازحين واستقرارهم هو رفع العقوبات، وبدء مشاريع استثمارية واسعة النطاق، وتوفير البيئة القانونية التي تتيح للقطاع الخاص العمل داخل سوريا، موضحاً أن هذه الإجراءات تتجاوز اختصاص المفوضية، وأن المانحين والمؤسسات المالية والحكومات يجب أن يسرّعوا مساهماتهم في هذا المسار.
علاقات المفوضية مع الحكومة السورية ودور المجتمع الدولي في دعم سوريا الجديدةوأكد فارغاس يوسا أن العلاقة مع الحكومة السورية الحالية شهدت تطوراً إيجابياً، والتعاون قائم بشكل جيد جداً، مع وجود لقاءات ثنائية عديدة، مع المحافظين في جميع أنحاء البلاد تهدف لتلبية الاحتياجات العاجلة للفئات الأكثر ضعفاً، مشيراً إلى استعداد هيئات الأمم المتحدة لتقديم الدعم للحكومة في تطوير قدراتها المؤسسية، مستفيدة من خبراتها الدولية.
واعتبر فارغاس يوسا أن للمجتمع الدولي دوراً محورياً في دعم جهود الحكومة السورية لبناء مجتمع متماسك وشامل، مؤكداً أن العملية السياسية، وإعادة الاندماج المجتمعي لا يمكن أن تنجح في ظل تدهور اقتصادي، فكلما زادت الاستثمارات، ووتيرة إعادة الإعمار، وتوفرت فرص العمل، يكون المجتمع أكثر قوة وتماسكاً.
مخاطر الألغام وتراجع التمويل الدوليوحذّر رئيس البعثة من أن الذخائر غير المنفجرة والألغام تشكل أحد أكبر العوائق أمام عودة اللاجئين والنازحين داخلياً، مشيراً إلى ضرورة أن يحرز المجتمع الدولي بالتعاون مع السلطات السورية، تقدماً ملموساً في هذا الملف، إذ يقتل أو يُصاب سوريون يومياً، بسبب هذه المخاطر.
وحول عمل البعثة داخل سوريا، أوضح فارغاس يوسا أن الكثير من القيود التي فرضها نظام الأسد البائد أُزيلت الآن، وهناك تحسن نسبي، حيث توفر المفوضية المأوى، وتقوم بإصلاح بعض المنازل، ومع ذلك فإن الانخفاض الحاد في تمويل المانحين هذا العام سيجبر المفوضية على إغلاق 44% من أصل 122 مركزاً مجتمعياً، وتقليص عدد الموظفين بنسبة تقارب 30%، مشيراً إلى أن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تعاني من الظروف نفسها، ما يعني أن عدداً أقل من السوريين سيحصل على مساعدات إنسانية في عام 2025.
كما حذّر من أن انخفاض الدعم الدولي ستكون له آثار مدمرة على حياة السوريين، حيث يرى موظفو المفوضية يومياً الآثار الإنسانية لهذا التراجع، وقد تكون له تداعيات سياسية، وخاصة أن التغيير السياسي الأخير خلق أملاً كبيراً لدى السوريين.
موقف المفوضية من الاعتداءات الإسرائيليةوفيما يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية، قال رئيس البعثة: “إن أي عمل من شأنه خلق حالة من عدم الاستقرار والخوف والقلق بين السوريين هو أمر سلبي للغاية، وقد يُسهم في تثبيط رغبتهم في العودة، سواء أكانوا لاجئين أم نازحين”.
مؤشرات التفاؤل مرتفعة بين السوريين حول مستقبل بلادهمأوضح رئيس البعثة أن سقوط نظام الأسد وتولي جهة جديدة إدارة البلاد قوبل بترحيب واسع من قبل غالبية السوريين في الداخل والخارج، مبيناً أن المفوضية أجرت مسحاً بين ممثلي اللاجئين السوريين في المنطقة بعد الثامن من كانون الأول، حول نواياهم بشأن العودة، وكانت النتيجة أن نحو 80% منهم عبّروا عن رغبتهم في العودة إلى بلدهم.
وأضاف: إن عدداً كبيراً من السوريين يمكن أن يعودوا خلال الأشهر المقبلة، وهو ما يعكس مؤشراً قوياً على التفاؤل الشعبي بالتغيير السياسي الذي شهدته البلاد، مشدداً على أهمية أن تواصل الحكومة السورية جهودها لتطبيق رؤيتها في بناء مجتمع يحظى فيه الجميع بالاحترام والمساواة.
0 تعليق