التوجيهات الرئاسية بتوطين إنتاج الحرير الطبيعى توفر آلاف فرص العمل للشباب فى الوادى الجديد وقنا

صوت الامة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التوجيهات الرئاسية بتوطين إنتاج الحرير الطبيعى توفر آلاف فرص العمل للشباب فى الوادى الجديد وقنا, اليوم السبت 7 يونيو 2025 06:29 مساءً

مصر تستهلك 500 طن حرير طبيعى سنويا وتنتج 1.5 طن فقط.. وخطة التطوير توفر 100 طن سنويا

 

نقلاً عن العدد الورقى

 

«مشروع الحرير لازم يخلص ويفتح بيوت ناس»، «المشروع ده مهم جدا»، بهاتين العبارتين أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى انطلاق مشروع قومى متعدد الجوانب، فهو مشروع زراعى صناعى تنموى شامل، فالطريق إلى نسيج الحرير شاق وغير ناعم، ويحتاج لكد وتعاون بين المزارع والصانع والجهات الرسمية بالدولة، لكنه من اكثر المشروعات ربحية وأسرعها نتيجة وتأثيرا على اقتصاديات الدول، وقد ينقل الاقتصاد المصرى نقلة كبرى ويساعد فى حل مشكلة البطالة.

 

حديث الرئيس السيسى، كان موجها إلى اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد، على هامش افتتاح موسم حصاد القمح فى مشروع «مستقبل مصر»، قبل ثلاثة أسابيع، وهو ما جعلنا نبحث فى تفاصيل هذا المشروع، خاصة أن الحكومة التقطت الاهتمام الرئاسى، وعقدت الأسبوع الماضى، اجتماعا برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، لاستعراض جهود توطين صناعة الحرير فى مصر، بحضور الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، وعلاء الدين فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، واللواء محمد الزملوط، محافظ الوادى الجديد، وباسل رحمى، الرئيس التنفيذى لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وعدد من مسئولى الوزارات والجهات المعنية.

 

فى هذا الاجتماع استعرض محافظ الوادى الجديد، الموقف التنفيذى لمبادرة إنتاج الحرير الطبيعى، حتى مايو 2025، موضحا أن عدد المعامل المجهزة يصل إلى 32 معملا، كما تصل المساحة المنزرعة إلى نحو 344 فدانا و14 صوبة زراعية، ويتم تنفيذ 25 مشروعا فى هذا الإطار، كما تطرق إلى الإجراءات التى اتخذتها المحافظة فى إطار هذه المبادرة، ومن ذلك تنفيذ دورات تدريبية لشباب الخريجين وصغار المزارعين، بالتنسيق مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، والتعاون مع منظمة الأغذية العالمية «الفاو» لتنفيذ برامج تدريبية وزراعة 31 ألف شجرة توت، وعرض نماذج من المشروعات القائمة بالمحافظة لإنتاج الحرير الطبيعى، مؤكدا تضافر الجهود بين الوادى الجديد ومختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص لإنجاح هذه المبادرة وتحقيق أهدافها فى دعم جهود التنمية.

 

ووفقا لمجلس الوزراء، فإن هناك خطة تستهدف توطين صناعة الحرير الطبيعى فى مصر من خلال إقامة مراكز إنتاج الحرير بمختلف محافظات الجمهورية لتحقيق مجموعة من الأهداف المرحلية، من خلال منهجية تطوير التكتلات التى تعتمد على مجموعة من المحاور أبرزها: تطوير أساليب زراعة أشجار التوت، وتطوير أساليب تربية دودة الحرير وطرق حل الحرير ودعم التسويق لمختلف المنتجات، فضلا عن دعم بيئة العمل داخل تكتلات إنتاج الحرير.

 

والحرير الطبيعى الناتج عن دودة القز يُصنف من أفضل أنواع الحرير الطبيعى، وإنتاج الحرير الطبيعى يمثل نحو 65% من إجمالى الإنتاج العالمى للحرير المخصص للأغراض التجارية.

 

وفى ديسمبر 2020، شهد اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد لأول مرة على أرض المحافظة باكورة إنتاج مشروعى تربية دودة القز لإنتاج الحرير بقريتى المعصرة وإسمنت، المقامتين على مساحة 51 فدانا، حيث شهد مرحلة حل شرانق الحرير وإنتاج الخيط الحريرى من خلال ماكينة حل الحرير محلية الصنع، مشيدا بالحرير المنتج وبمعدلات العمل بالمشروعات، وذلك ضمن جولته الميدانية لمتابعة المشروعات الجارى تنفيذها بمركز الداخلة.

 

وفى أكتوبر 2022، قام عدد من الوزراء ومجموعة من سفراء دول عربية وأجنبية ورجال أعمال ومستثمرين، بزيارة واحة «الحرير» ومجمع الصوب الزراعية شمال مدينة الخارجة، وأكد خلالها وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الوادى الجديد، أنه جرى تنفيذ نموذج لتصنيع واستخراج الحرير من خلال وحدات لتربية دودة القز ووحدات استخلاص خيوط الحرير، مع صوب زراعية لزراعة التوت شمال مدينة الخارجة، ضمن مبادرة المحافظة «وادى الحرير» والتى تستهدف إعادة صناعة الحرير مرة أخرى.

 

وفى نوفمبر 2024، عقد محافظ الوادى الجديد اجتماعا مع باسل رحمى الرئيس التنفيذى لجهاز تنمية المشروعات، الذى أكد أن الاجتماع تناول آليات تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بتوطين صناعة الحرير فى مصر والتنسيق بين محافظة الوادى الجديد والجهاز لوضع خطة عمل مشتركة لتوطين هذه الصناعة المهمة عن طريق إتاحة الخبرات والتمويلات اللازمة من خلال الجهات الشريكة الدولية وبالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة وعلى رأسهم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى ووضع خريطة متكاملة لمراحل الإنتاج والتصنيع.

 

وأشار «رحمى» إلى أنه سيتم البدء فى إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع، وتطبيق نموذج مقترح فى عدد 2 قرية بكل مركز من مراكز المحافظة كنواة لتكرار النموذج فى مناطق أخرى داخل وخارج المحافظة بعد تطبيق وتقييم التجربة، مشيرا إلى أن الخطة ستتضمن توفير ماكينات إنتاج خيوط الحرير وإنشاء معمل لإنتاج بيض دودة الحرير بالمحافظة، للمساهمة فى تقليل الواردات المصرية من الحرير الخام، والتوسع فى إنتاج شتلات أشجار التوت الهندى، بالتنسيق مع مراكز البحوث المتخصصة لتوفير أوراق التوت التى تعتبر المصدر الرئيسى لتغذية دودة القز المنتجة للحرير.


لماذا الاهتمام بمشروعات الحرير؟
لم تأت تشديدات الرئيس السيسى على أهمية استغلال الأراضى المتاحة فى صعيد مصر، وعلى سرعة إتمام مشروع الحرير، من فراغ، فقد ظل يرددها مؤكدا أن هذه الأراضى تحمل قيمة تنموية واقتصادية عالية يجب أن توظَّف لصالح مشروعات إنتاجية، فأشجار التوت عالية الجودة والمعروف أنها تجتذب دود القز الذى ينتج - بعد دورة حياة مدتها 28 يوما - شرنقة من الحرير الطبيعى الذى يمكن جنيُه واستخلاصه فى غضون أسبوع واحد فقط، ثروة مربحة لكل من يريد الاستثمار فى هذا المجال، لذا فهذا المشروعات هى الأكثر التى تستطيع إسعاف الاقتصاد المصرى وتحسين حياة المواطن بشكل عاجل.

 

ولا يحظى مجال إنتاج الحرير بقدر كاف من الاهتمام فى السوق المصرى، بالرغم من الأرباح العالية جدا التى يجنيها المستثمرون فى هذا المجال، فعلى سبيل المثال بلغ إنتاج سوق الحرير العالمى فى عام 2022 أكثر من 15 مليار دولار، ويتراوح سعر بيع كيلو الحرير الخام أو المفتول ما بين 250 إلى 350 جنيها للكيلو.

 

وجاءت التوجيهات الرئاسية للإسراع فى تنفيذ مشروع الحرير، لتكون انطلاقة حقيقية لواحد من أهم المشروعات التى تساعد فى انعاش الاقتصاد المصرى، بما توفره من فرص عمل لقطاع عريض من الشباب، وتتضمن التوجيهات التركيز على دعم توطين صناعة الحرير الطبيعى فى مصر، مع التركيز على زيادة الإنتاج وتوفير الدعم المالى والفنى اللازم.

 

ويؤكد الدكتور محمد فتحى سالم، أستاذ الزراعة الحيوية بجامعة السادات، أن صناعة الحرير مشروع كبير وعملاق، ويحتاج لأيد عاملة كثيرة، والشجر المناسب له يزرع فى الدلتا، موضحا أن مصر إذا اهتمت بهذه الصناعة فيمكنها أن تتفوق فيه بشكل كبير، خاصة أن صناعة الحرير من الصناعات المربحة، والتى تحقق أرباحا عالية تصل إلى 8 أضعاف المادة الخام، موضحا أن الحرير الطبيعى غالى التكلفة، وتتسيده دول محددة فى الصناعة والزراعة، وتعد أشجار التوت أحد مصادر تربية دود القز المنتجة للحرير، ولتحقيق إنتاج مكثف نحتاج لغابات شجرية لتوسيع زراعة وتربية دودة القز، وبالتالى النهوض بصناعة الحرير لأنها كثيفة العمالة.

 

وتنتج مصر نحو 1.5 طن من الحرير الطبيعى سنويا، لكن هذا لا يمثل سوى نسبة ضئيلة جدا من حجم الاستهلاك السنوى، حيث تستهلك مصر حوالى 500 طن سنويا، ويتم سد هذه الفجوة بالاستيراد من الخارج، ويهدف المشروع إلى إحياء صناعة الحرير الطبيعى فى مصر، من خلال دعم زراعة التوت وتربية دودة القز، ما يفتح المجال أمام آلاف الأسر للمشاركة فى سلسلة إنتاج متكاملة ذات عائد اقتصادى كبير، فرغم توقف صناعة الحرير فى مصر منذ عصر محمد على، ما زالت المعامل التى تم استخدامها فى تلك الصناعة بمصر شاهدة على حقبة ذهبية من تاريخ مصر فى العهد البطلمى، حيث كان الحرير أساس صناعة الملابس، وفى عهد الرئيس السيسى، عادت تلك الصناعة إلى الصحراء الغربية، وتحديدا فى محافظة الوادى الجديد بعدد 15 مشروعا لإنتاج الحرير، ضمن خطط الدولة لدعم المشروعات الصغيرة وتمكين الشباب والمعيلات اقتصاديا.

 

مشروع قومى ودعم رئاسى وتحديات

كل الظروف الآن تتيح لمصر الدخول بقوة والحصول على مكانة متقدمة فى إنتاج الحرير عالميا، شريطة الإسراع فى تذليل العقبات للتوسع فى عمل مشروع الحرير، من خلال التوسع فى استيراد بيض دودة القز وعمل بروتوكولات مع الدول المتقدمة لإدخال تقنيات حديثة، مع أهمية التوسع فى إنتاج شجر التوت الهندى عالى الجودة القزمى، الذى يكبر بسرعة فى خلال 6 أشهر، ويزرع فى الفدان الواحد 7 آلاف شجرة، تمكن من تربية عدد كبير من البيض ويخرج عائدا كبيرا، كما يجب أن يكون هناك أماكن معتمدة فى التدريب العملى لضمان نجاح المشروعات.

 

وتسهيلا لذلك، ألغت وزارة المالية منذ 2020 التعريفات الجمركية على بيض دود القز لدعم الإنتاج المحلى، لكن المنتجين يقولون إنه يتعين بذل المزيد لإطلاق هذه الصناعة على مستوى البلاد لخفض الصادرات.

 

ويعتبر الحرير من أقوى الألياف الطبيعية، إذ أن خيطه أقوى من شعيرة فولاذية بنفس القُطر، وله مرونة عالية عند شده، ويستعيد أبعاده الأصلية عند إزالة قوة الشد المؤثرة عليه، ويسمى الحرير بملك الألياف لأن بريقه الطبيعى لا يتوافر إلا فى القليل من الألياف الأخرى، ويمتص الحرير الرطوبة ويحتفظ بمقدار 30% رطوبة بدون أن يبدو عليه البلل ومقدار الرطوبة، وله القدرة على احتمال درجات الحرارة العالية، حتى يمكن تسخينه حتى درجة حرارة 140 درجة مئوية بدون أن يتحلل، ويبدأ بالتحلل عند درجة حرارة 170 درجة مئوية، كما أن الملابس الحريرية خفيفة الوزن جدا وأدفأ من الملابس المصنوعة من القطن أو الكتان أو الحرير الصناعى، ويمكن كى الحرير بسهولة فهو مقاوم للانكماش.

 

استخدام خيط الحرير فى صناعة السجاد

ولا يستخدم الحرير فى الملابس فقط، فيمكن حل 5 صفائح شرانق فى اليوم خلال ورديتين ويستخدم الحرير الناتج عنه فى صناعة السجاد، ويوجد منه طراز قديم حيث يحتوى حوض الحل على من 6 إلى 10 عيون، ويبلغ محيط دولاب الحل من 140 إلى 150 سم، وأحد أضلاعه متحرك وينتج جميع العيارات وهو أفضل من الدولاب البلدى ينتج 1 كيلوجرام من الحرير عيار متوسط فى اليوم 8 ساعات.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق