شهدت المملكة المتحدة واحدة من أخطر قضايا الاحتيال في القطاع الصحي، بعدما كُشف أن امرأة تُدعى زوليا عليمي، استخدمت وثائق مزوّرة لممارسة الطب النفسي ضمن هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) على مدار عقدين، دون أن تمتلك أي مؤهلات طبية معترف بها.

هاجرت عليمي، المولودة في إيران، إلى نيوزيلندا في أوائل التسعينيات، لكنها لم تحصل على شهادتي البكالوريوس في الطب والجراحة. ورغم ذلك، انتقلت إلى بريطانيا واستغلت ثغرة قانونية كانت تتيح لأطباء من دول الكومنولث العمل في البلاد دون الحاجة لاجتياز اختبار الكفاءة الطبية (PLAB)، وتمكنت من تجاوز المتطلبات الرسمية باستخدام وثائق مزيفة.

طوال ما يقارب 20 عاماً، مارست عليمي الطب النفسي في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، معالجة مئات المرضى دون أن تكون مؤهلة لذلك. وقال ممثل الادعاء أدريان فوستر: "لقد عرضت سلامة المرضى للخطر عن طريق انتحال صفة طبيبة نفسية، واستفادت مالياً من نظام الرعاية الصحية دون وجه حق".

وقد انكشفت القصة بالكامل في عام 2018، عندما أُدينت عليمي بتزوير وصية امرأة مسنّة تبلغ من العمر 84 عاماً من أجل وراثة منزلها، ما دفع السلطات إلى فتح ملفاتها واكتشاف سلسلة طويلة من التزوير والاحتيال. وأسفر ذلك عن حكم بالسجن لمدة 5 سنوات، تلاه أمر قضائي يُلزمها بسداد أكثر من 400 ألف جنيه إسترليني، تحت طائلة السجن لفترة أطول.

وتُقدّر أرباح عليمي من عملها غير القانوني في القطاع الصحي بأكثر من 1.2 مليون جنيه إسترليني. وأثارت هذه الفضيحة قلقاً واسعاً دفع المجلس الطبي العام في المملكة المتحدة إلى فتح مراجعة شاملة لأكثر من 3000 ترخيص طبي صادر لأطباء أجانب في التسعينيات، تحسباً لاحتمال وجود حالات مشابهة.