في مشهد يجسد أسمى معاني الوفاء والتلاحم القبلي، شهد منزل الفقيد الشيخ أنيس الجردمي توافد وفد كبير من وجهاء وأبناء قبيلة الجعادنة، الذين حضروا لتقديم واجب العزاء والمواساة في وفاة هذه القامة الوطنية والاجتماعية التي رحلت تاركة خلفها إرثًا من القيم والمواقف المشرفة.

وقد عبر وفد الجعادنة عن بالغ حزنهم وألمهم لرحيل الشيخ أنيس، مشيرين إلى أن فقدانه لا يمثّل خسارة لقبيلة الجردمي فحسب، بل لكل من عرف الرجل ووقف على مواقفه النبيلة ودوره الريادي في خدمة قضايا العدل والوحدة والكرامة.

وخلال الزيارة، ألقى الشيخ حسين عشال كلمة مؤثرة، استذكر فيها مناقب الفقيد ومواقفه الشجاعة، لاسيما في قضية شقيقه المقدم علي عشال، مؤكدًا أن الشيخ أنيس كان من أوائل من ساندوا القضية، ووقفوا إلى جانب الحق دون حسابات أو مصالح. كما أشار إلى الدور البارز للفقيد في صفوف اللجنة التحضيرية لـ"مليونية عشال" في مرحلتيها الأولى والثانية، حيث كان من أعمدة التوجيه والتنسيق ولمّ الصفوف، مشيدًا بشخصيته الجامعة وصوته العادل في مختلف المواقف.

وقال حسين عشال:
"لم يكن الشيخ أنيس مجرد شيخ قبيلة، بل كان رجل مبادئ ومواقف، وصوتًا للحق والعدالة، وسيظل حاضراً في ذاكرتنا ووجداننا بما تركه من إرث أخلاقي وإنساني عظيم."

وأضاف أن الراحل عاش كريمًا ومات مرفوع الرأس، مشيدًا بما خلفه من رجال يسيرون على نهجه ويحملون رسالته.

وفي ختام الزيارة، جدّد وفد الجعادنة العهد على استمرار روابط الأخوّة بين القبيلتين، مؤكدين استعدادهم للوقوف إلى جانب قبيلة الجردمي في كل ما تحتاجه، في لفتة تنم عن أصالة أبناء القبائل وعمق القيم التي تربطهم، من شهامة ووفاء وتضامن في المواقف الصعبة.