بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذ عملية إجلاء لدبلوماسييها وموظفيها غير الأساسيين من سفارتها في بغداد، مع منح الضوء الأخضر لعائلات العسكريين الأمريكيين في بعض القواعد الخليجية للمغادرة الطوعية، في خطوة احترازية تعكس تصاعد القلق الأمني في دوائر صنع القرار الأمريكي مع اقتراب جولة حاسمة من المفاوضات النووية مع إيران.

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادر في وزارتي الخارجية والدفاع أن هذه الإجراءات جاءت بعد تقييمات أمنية دورية، خصوصًا عقب تهديدات إيرانية بالرد الصاروخي في حال تعرّضت منشآتها النووية لهجوم.

هذا التحرك الأميركي يأتي بعد ثلاثة أيام من اجتماع مغلق عقده الرئيس دونالد ترامب مع فريق الأمن القومي في منتجع "كامب ديفيد"، خُصص بالكامل لبحث سيناريوهات المواجهة المحتملة مع إيران وسبل حماية المصالح الأمريكية في المنطقة.

بالتوازي مع ذلك، أصدرت هيئة العمليات البحرية البريطانية تحذيرًا للسفن التجارية في الخليج العربي وخليج عمان ومضيق هرمز، داعية إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة خشية اندلاع تصعيد مفاجئ في المنطقة.

وفي تصريحات رسمية، أوضحت نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، أن الإجلاء جاء بعد مراجعة أمنية دقيقة، مؤكدة أن "سلامة المواطنين الأمريكيين تمثل أولوية قصوى".

من جانبه، أشار مسؤول في وزارة الدفاع إلى أن وزير الدفاع بيت هيجسيث وافق على مغادرة عائلات العسكريين في بعض القواعد، في وقت تتابع فيه القيادة المركزية (CENTCOM) الوضع عن كثب عبر تقييمات ميدانية مستمرة.

التحرك الأمريكي قابله رفعٌ لحالة التأهب في إسرائيل إلى أقصى المستويات، تحسبًا لاحتمال تصاعد الأوضاع، لاسيما عبر وكلاء إيران في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان والمليشيات الموالية لطهران في العراق وسوريا.