أطلقت الحكومة الأمريكية مشروعاً غير مسبوق لمكافحة طفيلي دودة الحلزونية، عبر إنشاء مصنع ضخم في ولاية تكساس لتربية ذكور الذباب العقيمة، في محاولة للقضاء تدريجياً على هذا الطفيلي الذي يُعد من أخطر التهديدات الصحية للماشية. وتُقدّر كلفة المصنع بـ8.5 ملايين دولار، وسيُقام على مقربة من الحدود المكسيكية، حيث ينتشر الطفيلي بشكل كبير، ويُهاجم الأبقار عبر وضع البيض في جروحها المفتوحة، ما يؤدي إلى إصابات مروعة وخسائر زراعية فادحة.

يعمل المشروع وفق استراتيجية بيولوجية تتمثل في إطلاق أعداد هائلة من الذكور غير القادرة على التخصيب إلى البرية، حيث تفشل دورة التكاثر عند التزاوج، مما يؤدي إلى انقراض الذباب تدريجياً دون اللجوء إلى المبيدات الكيميائية. وأثبتت هذه التقنية فعاليتها في الماضي عندما نجحت الولايات المتحدة في القضاء على الذباب الحلزوني خلال ستينيات القرن الماضي، وهو ما دفع وزارة الزراعة إلى تبني نفس الأسلوب مجدداً.

بالتوازي مع ذلك، تخطط واشنطن لتحديث منشأة مماثلة في جنوب المكسيك، وتحويلها إلى مركز إضافي لإنتاج الذباب العقيم، ضمن خطة تستهدف إنتاج 300 مليون ذبابة أسبوعياً. وتُعد هذه الخطوة جزءاً من تعاون ثنائي مع الحكومة المكسيكية، التي تسعى بدورها إلى احتواء تفشيات الذباب واستعادة صادرات الماشية المتوقفة.

وقد حذرت وزارة الزراعة الأمريكية من أن أسراباً من الذباب لا تفصلها سوى 700 ميل عن الحدود الجنوبية، ما يجعل من تنفيذ الخطة أمراً عاجلاً قبل بداية موسم الولادة لدى الماشية. وبحسب وزيرة الزراعة بروك رولينز، فإن "ما نفعله اليوم هو استثمار في أمن غذائي وصحي للمنطقة ككل، وعلينا أن ننجح كما فعلنا سابقاً".