تعيش ساكنة مدينة قلعة السراغنة منذ مدة على وقع أزمة "عطش" متكررة يوميًا، دون أن تتمكن الجهات المعنية من إيجاد حل فعّال لها. وقد ازدادت حدّة هذه الأزمة مع حلول فصل الصيف، حيث تشهد أحياء المدينة انقطاعات طويلة في التزود بالماء الشروب، مما جعل الحياة اليومية للسكان أكثر تعقيدًا.

وفي أحدث تطورات هذا الملف، أفادت مصادر مطلعة أن عامل الإقليم الجديد دخل على الخط، خلال اجتماع انعقد أمس الخميس بمقر العمالة، بحضور مدير الشركة الجهوية متعددة الخدمات. ووفق ذات المصادر، طالب العامل بتقرير مفصل وعاجل حول الأسباب التقنية والتدبيرية الكامنة وراء هذه الانقطاعات، والإجراءات التي تم اتخاذها لمعالجة الوضع. كما اعتبر أن "الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب تمس أحد الحقوق الأساسية للمواطنين، ولا يمكن التغاضي عنها"، مؤكداً ضرورة إيجاد حلول عاجلة وجذرية، ومهدداً برفع الملف إلى الجهات المركزية بالرباط في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.

هذا التحرك لقي ترحيباً من قبل فعاليات مدنية محلية، خاصة وأنه يعكس معاناة الساكنة التي تعاني منذ مدة طويلة من انقطاع الماء، والتي سبق أن نظّمت وقفة احتجاجية قبل أيام أمام مقر العمالة، للتعبير عن سخطها من غياب حلول ملموسة رغم توالي الشكاوى.

واعتبر المحتجون أن الأزمة لم تعد قابلة للمزيد من التأجيل، في ظل الحاجة اليومية الملحة للماء من أجل الشرب، الطبخ، والنظافة. كما أعرب متضررون عن استيائهم من ما وصفوه بـ"التفاوت غير العادل" في توزيع الماء بين أحياء المدينة، مشيرين إلى أن بعض المرافق الترفيهية والمقاهي التي تضم مسابح لا تعاني من الانقطاعات، في حين تفتقر أحياء سكنية مثل حي البانكة إلى التزود المنتظم بالماء، ما يطرح مجددًا تساؤلات حول معايير الشفافية والعدالة في تدبير هذه المادة الحيوية بالمدينة.