في حادثة أثارت غضب الجالية المغربية بإسبانيا، أقدم شرطي بلدي بمدينة "توريخون دي أردوث" قرب مدريد، على قتل المواطن المغربي عبد الرحيم بعد أن أطبق على عنقه لمدة قاربت ربع ساعة، ما تسبب في وفاته اختناقاً، بحسب روايات شهود عيان.

ووفق مصادر إعلامية محلية، فإن الشرطي البالغ من العمر 59 سنة، كان برفقة زميل متقاعد، وتبدو عليهما علامات تعاطي الكحول، وهو ما أكدته التحاليل التي أجريت لهما عقب الحادث. 

شهود حضروا الواقعة صرّحوا بأنهم حاولوا التدخل لإنقاذ الضحية، وصاحوا في وجه الشرطي مطالبين بتركه، إلا أن هذا الأخير استمر في خنقه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

الشرطي المعني يخضع حالياً لتحقيق قضائي في قضية "القتل غير العمد الناتج عن الإهمال"، وقد أعلنت نائبة عمدة مدريد المكلفة بالأمن، "إينماكولادا سانز"، خلال ندوة صحفية، أن المجلس البلدي قرر فتح تحقيق تأديبي مع توقيف الشرطي مؤقتاً إلى حين صدور الحكم القضائي. ورغم ذلك، سيواصل الشرطي تلقي راتبه الأساسي، دون تعويضات إضافية.

السلطات القضائية قررت، بعد ساعات من الندوة الصحفية، الإفراج المؤقت عن المتهم، مع إلزامه بتسليم جواز سفره والمثول أسبوعياً أمام المحكمة، في انتظار استكمال التحقيق. في المقابل، أكدت عائلة الضحية أنها بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، بمساعدة من القنصلية المغربية، من أجل الترافع في الملف.

وتعيد هذه الحادثة للأذهان قضايا مشابهة شهدتها دول أوروبية، كان ضحيتها مواطنون من أصول مغاربية، مما يطرح أسئلة ملحة حول تعامل بعض عناصر الأمن مع المهاجرين، وسط مطالب حقوقية بفتح تحقيق نزيه ومعمق، ومحاسبة المتورطين.