حذّر خبراء الصحة من أن اللجوء إلى الاستحمام بالماء البارد في الأيام شديدة الحرارة ليس بالضرورة خياراً آمناً كما يعتقد كثيرون، بل قد يؤدي إلى آثار صحية عكسية، بل وخطيرة، في بعض الحالات، لا سيما لدى من يعانون من أمراض القلب والدورة الدموية.

وأوضحت دراسة نُشرت على موقع "The Conversation" أن الماء البارد يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية القريبة من الجلد، مما يحد من تدفق الدم إلى الأطراف ويسبب احتباس الحرارة في عمق الجسم، وتحديداً حول الأعضاء الحيوية، رغم الشعور المؤقت بالانتعاش الخارجي.

وأشار الباحثون إلى أن هذا التفاعل الجسدي يُعرف بـ"استجابة الصدمة الباردة"، حيث يرتفع ضغط الدم فجأة ويزداد معدل ضربات القلب، وهو ما يُشكّل خطراً على المصابين بمشكلات قلبية، وقد يؤدي في حالات نادرة إلى اضطرابات في نظم القلب أو حتى الوفاة.

لكن الخبراء أوضحوا أن الخطر يكمن في التغيير المفاجئ والحاد لدرجة الحرارة، وليس في الماء البارد بحد ذاته. فالاستحمام بماء فاتر أو بارد بدرجة معتدلة لا يُمثل خطراً إذا تم بشكل تدريجي بعد التعرض للحرارة، مما يسمح للجسم بالتأقلم دون صدمة.

كبديل آمن، نصح الأطباء باستخدام طرق تبريد تدريجية مثل الإكثار من شرب الماء، وتجنب المشروبات المنبهة والكحولية، وارتداء ملابس فاتحة، كما شددوا على أهمية حماية المساحات الداخلية من أشعة الشمس. وفي غياب أجهزة التكييف، يُنصح باستخدام المراوح لطرد الهواء الساخن، خصوصاً إذا وُضعت قرب النوافذ كما أوصى خبير الطاقة "ليس روبرتس".