أطلق أطباء وخبراء بريطانيون تحذيراً عاجلاً من مخاطر الجرعات الزائدة من دواء الباراسيتامول، حتى لو تجاوزت الكميات الموصى بها بفارق بسيط، مشيرين إلى ارتباط هذا المسكن الشائع بأمراض الكبد القاتلة التي تودي بحياة أكثر من 11 ألف شخص سنوياً في المملكة المتحدة وحدها.

وبحسب الدكتورة ديبا كامدار، المحاضرة في الصيدلة بجامعة كينغستون، فإن الإفراط في تناول الباراسيتامول يُنتج مركباً ساماً يُعرف باسم NAPQI، والذي يُفترض أن يتخلص منه الجسم عبر مادة واقية تُسمى الغلوتاثيون. لكن مع الجرعات العالية، تستنزف هذه المادة، ما يؤدي إلى تراكم السموم وتدمير خلايا الكبد تدريجياً.

وأوضح تقرير نشرته صحيفة "ذا صن" أن مخاطر فشل الكبد لا ترتبط فقط بالدواء، بل تشمل أيضاً عادات يومية سيئة مثل تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكر، التدخين، وقلة النشاط البدني، مشيرًا إلى أن أعراض تلف الكبد قد تكون صامتة في البداية مثل التعب والغثيان، قبل أن تتطور إلى علامات أكثر وضوحًا كاصفرار الجلد والعينين.

وأكدت مؤسسة الكبد البريطانية أن الوفيات الناتجة عن أمراض الكبد تضاعفت أربع مرات خلال العقود الأخيرة، محذرة من أن هذه الأمراض لا تلقى الاهتمام الكافي مقارنة بغيرها من الأمراض المزمنة، رغم أنها تُعد في 90% من الحالات قابلة للوقاية من خلال تعديل نمط الحياة.

في هذا السياق، شدد الأطباء على ضرورة الالتزام بالجرعة الموصى بها من الباراسيتامول وعدم تجاوزها إلا بإشراف طبي، إلى جانب اعتماد نظام غذائي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتجنب العوامل المسببة لتراكم السموم في الكبد، من أجل الوقاية من هذه الأمراض الصامتة.