نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جلالة الملك محمد السادس قائد الدبلوماسية المغربية الحكيمة, اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 08:48 مساءً
لَقد دَقّت ساعة بيغ _بين الشهيرة لِتُعلن عن موقف تاريخي لدولة كبرى ،موقف كبير من المملكة المتحدة البريطانية اتجاه قضية الصحراء المغربية ، لِتُعلن عَن محطة تاريخية في مسار العلاقات المغربية_البريطانية التي تمتد لأزيد من ثماني قرون، كما أنّ اتفاقية السلام والتجارة بين البلدين تمتد لأزيد من 300 سنة.
إنّ موقف بريطانيا العظمى يُضاهي الموقف الإسباني والفرنسي ،بل وحتى الأمريكي كذلك، وذلك راجع لعدة دلالات أهمها كون بريطانيا عضوا دائما بمجلس الأمن الدولي لها حق الفيتو، وبذلك نجحت الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس في جعل أوّلاً %60 من أعضاء مجلس الأمن الدائمين يؤيدون مقترح الحكم الذاتي للصحراء المغربية ،وثانيا كون بريطانيا عضو رئيسي في مجموعة أصدقاء الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء المغربية ،وثالثا كون المملكة المتحدة من كبريات دول العالم التي ترسم السياسات الجيو_استراتيجية الدولية ، ورابعا يتجلى في الدور الذي تلعبه بريطانيا العظمى في الترافع على مقترح الحكم الذاتي للصحراء المغربية سواء أوروبيا، وكَذا دوليا من خلال انخراطها في العديد من التكتلات الدولية ذات التأثير العالمي، على غرار التجارة الشاملة بالمحيط الهادي ،وتزعمها لمنظمة الكمنولث ،لا ننسى كذلك التأثير الكبير لبريطانيا أوروبيا خصوصا بعد انسحابها من الإتحاد الأوروبي سنة 2020، إضافة إلى تأثير بريطانيا العظمى على الدول المُنضوية لها على غرار ويلز و إرلندا الشمالية ،وكذا الدول الأفريقية الأنجلو_سكسونية، إنطلاقا من هذه الدلالات يتضح دور المملكة المتحدة البريطانية ما يجعل موقفها كما قلت يضاهي الموقف الإسباني والفرنسي التاريخيين، وقد يقترب من الموقف الأمريكي باعتبارها دولتان صديقتان.
إنّ الموقف البريطاني التاريخي لم يكُن مَحض الصدفة ،بل كان نتاج دينامية دبلوماسية مغربية بقيادة جلالة الملك ،جعلت الموقف البريطاني ينضج بشكل متسلسل ،فإذا انطلقنا من سنة 2023 سنجدُ الحكم القضائي لأكبر درجات التّقاضي بلندن تصفع الكيان الوهمي بتأكيد الشراكة الإستراتيجية المغربية_البريطانية التي دخلت حيز التنفيذ سنة 2021 بعد توقيعها سنة 2019 ، مرورا بالرسالة التي وقعها أزيد من 30 برلمانيا من اللوردات بالبرلمان البريطاني إلى وزير خارجيتهم آن ذاك دفيد كاميرون يحُثّون خلاله الحكومة البريطانية لِتبني موقف واضح وصريح ومستعجل يؤيد مقترح الحكم الذاتي للصحراء المغربية باعتبار كما قالت الرسالة المغرب حليفا إستراتيجيا يحْظى بالثقة الدولية ،وصولا إلى نقاش البرلماني البريطاني خلال شهر أكتوبر المنصرم عبر سؤال كتابي من البرلماني عن حزب المحافظين موريسون موجه لوزير الخارجية البريطاني دفيد لامي يحث خلاله الحكومة البريطانية لتبني موقف سياسي واضح من الصحراء المغربية ، لنصل لفاتح أبريل من هذه السنة عندما تكررت نفس المبادرة بالبرلمان البريطاني عبر البرلماني أندرو ميتشيل عن حزب المحافظين يحث رئيس الدبلوماسية البريطانية المنتمي لحزب العمال ،مايؤكد حاليا اتفاقا للدولة البريطانية إنطلاقا من الدينامية الإستراتيجية التي تعززت كما قال البلاغ المشترك بفضل قيادة جلالة الملك محمد السادس والملك تشتالز الثالث ،وصولا للتقارب الحكومي الكبير بين البلدين من تأييد بريطاني عام لأهم تيارين سياسيين هما حزبي العمال والمحافظين ،وصولا إلى الشراكة البرلمانية البريطانية وهذا ما تؤكده الدينامية الحالية، سواء بعد عودة دفيد لامي إلى بريطانيا تم مناقشة الموضوع باللوردات وتم التأكيد على نفس الموقف، أو من خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها فابيان هاميلتون إلى المملكة المغربية ،وبالتالي يتّضح بِشَكل جلي المكانة التي توليها بريطانيا للمملكة المغربية باعتبارها كما قال وزير الخارجية البريطاني دفيد لامي بوابة إفريقيا للتنمية الإقتصادية والإجتماعية وحليف إستراتيجي.
إنّ هذه الشّراكة الإستراتيجية المغربية_البريطانية سيكون لها أبعاد إقتصادية توازي التقارب السياسي والدبلوماسي بين البلدين ، ستتعزز هذه الشراكة الإقتصادية التي بلغت حاليا تقريبا 3 مليارات جنيه إسترليني ،كَما أن صادرات المغرب تضاعفت ثلاث سنوات، كما أن ما أعلنت عنه الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات سَتستثمر حوالي 5 مليار جنيه إسترلني بمجموع تراب المملكة المغربية بما فيها الصحراء المغربية، لتكون تلك أكبر إشارة على الموقف البريطاني التاريخي في انتظار تشييد قنصلية بريطانية بالأقاليم الجنوبية ، هذا دون نسيان نقاط الدورة الخامسة للحوار الاستراتيجي بين البلدين بما فيها توقيع تسع مذكرات تفاهم واتّفاقيات إطار تتضّمن مجالات البنية التحتية والطاقات المتجددة والفلاحة والسياحة.
إنّ الشّراكة المغربية _البريطانية نموذج جديد يؤكد نجاعة وحكمة الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس الذي وضع خارطة طريق تضع الصحراء المغربية النظارة التي ينظر بها المغرب إلى صِدق الشراكات ونَجاعتها، ما جَعل جارتنا الشرقية أو العالم الآخر ما زال يعبر في بياناته عن الأسف ،في حين أن المملكة المغربية تحصد الثمار التي جعلت أزيد من 110 دولة تعترف بِمبادرة الحكم الذاتي ،مع ثلاثين قنصلية% 40 منها من القارة الإفريقية ، مع الموقف الإسباني التاريخي باعتبارها المستعمرة للأقاليم الجنوبية منذ سنة 1884 إلى حدود 1975، دون نِسيان قرارات مجلس الأمن الدولي حول الصحراء المغربية وتقارير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريتش التي تنظر بسمو لمبادرة الحكم الذاتي المغربي، في مقابل ذلك أَقْبرت الأسطوانة المشروخة لكيان البوليساريو ومن ورائه الجارة الشرقية ومصطلحاتها التي فاتها الزمن وتجاوزتها المستجدات الدولية.
خِتاماً إنّ هذا النزاع الإقليمي المُفتعل قريب من الحلحلة، في انتظار الذكرى الخمسون للمسيرة الخضراء المُظفّرَة التي يمكن أن تأتي بمستجدات حاسمة مُبشّرة بِقرب نهاية هذا النزاع الإقليمي المُفتعل.
0 تعليق