تزايد الإقبال على الوجبات الغنية بالبروتين بشكل ملحوظ، مدفوعاً بترويج المؤثرين لأنظمة غذائية تتجاوز بكثير الكمية اليومية الموصى بها، والتي تتراوح بين 0.8 إلى 1 غرام لكل كغم من وزن الجسم. وعلى الرغم من أن احتياجات البروتين تختلف تبعاً لعوامل مثل العمر ومستوى النشاط البدني والحالة الصحية، إلا أن الإفراط في تناوله ينطوي على مخاطر صحية حقيقية، خاصةً لدى المصابين بأمراض الكلى.

من جانب آخر، كشفت دراسات حديثة أن تناول كميات مفرطة من البروتين يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية، منها زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والسرطان. كما أن التأثيرات قد تطال الجهاز الهضمي، حيث قد يسبب الإمساك أو الانتفاخ، بالإضافة إلى احتمالية تلف الكلى مع مرور الوقت، حسب ما أوضحت أبحاث تناولت العلاقة بين استهلاك البروتين ومخاطر الأمراض المزمنة.

علاوة على ذلك، أظهرت الأبحاث أن الجسم لا يستفيد من البروتين الزائد بكفاءة عالية، مما قد يفرض عبئاً أيضياً إضافياً على العظام والكبد والكلى. وقد يؤدي ذلك إلى اختلالات صحية متعددة، أبرزها ارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر رئيسي للإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب والسكتات الدماغية.

في ضوء هذه المعطيات، يوصي الخبراء بضرورة التوازن في استهلاك البروتين ومراعاة الحاجات الفردية لكل شخص بناءً على نمط حياته وصحته العامة. فالإفراط، مهما كانت النية جيدة، قد يحوّل الغذاء الصحي إلى مصدر تهديد صامت لصحة القلب والكلى على المدى الطويل.