في مشهد يُجسد قمة الإهمال واللامبالاة، يعيش سكان دوار الزوية الفقنية التابع لجماعة بغاغزة بإقليم تطوان تحت رحمة شبكة كهربائية متآكلة، تمرّ بطريقة عشوائية فوق رؤوسهم، وكأن أرواحهم لا تساوي شيئًا لدى الجهات المسؤولة.

الأسلاك العارية والمهترئة، التي تتدلّى بشكل خطير فوق منازل المواطنين، ليست مجرد تفصيل بسيط يمكن التغاضي عنه، بل هي قنبلة موقوتة تهدد بتحويل المنطقة إلى مسرح لكارثة إنسانية في أي لحظة.

وفي سياق متصل، أكد محمد، وهو من ساكنة الدوار، لـ"أخبارنا" أن تماسا كهربائيا خطيرا وقع مؤخرا، كاد أن يتحول إلى فاجعة حقيقية، بعدما اندلعت النيران في جزء من منزل، متسببة في حالة من الذعر وسط الساكنة، خاصة النساء والأطفال. الحادث، لحسن الحظ، لم يُخلّف ضحايا، لكنه أظهر حجم الخطر الحقيقي الذي يهدد السكان يوميا.

وتابع المتحدث قائلا إن الإهمال لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتيجة تراكم سنوات من التغاضي والتجاهل من طرف المؤسسات الرسمية، وفي مقدمتها المكتب الوطني للكهرباء ووزارة الطاقة، في غياب تام لأي تدخل لإصلاح الوضع الكارثي الذي يعيشه السكان.

وختم محمد تصريحه قائلا إن الوضع بلغ حدا لا يمكن السكوت عنه، وأي تأخر في التحرك الفوري قد تكون كلفته باهظة. الأمر لا يحتاج إلى لجان ولا وعود، بل إلى قرار عاجل يضع حدًّا لهذا التهديد القاتل، ويعيد إلى المواطنين حقهم في العيش بأمان داخل بيوتهم.