نشر في باب نات يوم 31 - 05 - 2025

رغم الارتفاع المتواصل في تكلفة الحج إلى البقاع المقدسة (بلغت أكثر من 20 ألف دينار لموسم الحج الحالي)، فإن عدد المترشحين لأداء مناسك الحج يتجاوز 200 ألف سنويًا، وقد بلغ هذه السنة 226 ألف مترشح قبل عملية الفرز وفق الشروط المحددة، ليصل عددهم إلى قرابة 11 ألف حاج وحاجة حسب الحصة المخصصة للحجيج التونسيين.
وقد فسّر الخبير في الاقتصاد مراد الحطاب في حوار مع صحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن الإقبال على الحج لا علاقة له بنمط الاستهلاك أو دخل التونسي، بل هو مرتبط بالجانب الديني والعبادة والقناعات الشخصية والمشاعر الدينية، مبينًا أن من يعقدون العزم على أداء فريضة الحج هم من مختلف الفئات الاجتماعية، سواء كانوا من ميسوري الحال أو من ذوي الدخل المحدود، ما يؤكد أن المسألة مرتبطة بالقناعات الدينية الشخصية.
وأشار إلى وجود عنصر آخر يمكن أن يفسّر العلاقة بين الوضع المادي والأداء الفعلي للفريضة، يتمثل في اعتماد فئة كبيرة على الادخار أو في كون الحج هدية من الأقرباء أو الأبناء أو غيرهم.
وتشمل تكلفة الحج، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة الذي تُشترط في أدائه الاستطاعة المادية، معاليم السكن والإعاشة والنقل بالبقاع المقدسة، وهي خدمات تحددها شركة الخدمات الوطنية والإقامات، إضافة إلى معلوم تذاكر الطائرة.
وقد اعتبر وزير الشؤون الدينية أحمد البوهالي في تصريح سابق، أن تسعيرة الحج "معقولة".
من جهته، أفاد كمال عزوز، مدير الحج والعمرة بوزارة الشؤون الدينية، بأن الحج "يُعتبر فرصة العمر"، وأن أداءه على أكمل وجه وفي ظروف ملائمة من خلال توفير الخدمات الجيدة وضمان سلامة الحجيج، هو الهدف الأول لكل الهياكل المتدخلة، موضحًا أن التكلفة مرتبطة بجودة الخدمات المقدمة (فنادق قريبة، نقل ملائم، وكل أسباب الراحة).
وكما أن أداء فريضة الحج غير مرتبط بنمط الاستهلاك، فهو لا يرتبط كذلك بالفئة العمرية، حيث بلغ معدل أعمار الحجاج لسنة 2025 قرابة 55 سنة، وبلغ عمر أكبرهم 92 سنة وأصغرهم 23 سنة. ويعد معدل أعمار الحجيج هذه السنة أقل نسبيا من السنوات المنقضية، وهم ينقسمون إلى 59,97% إناث و40,03% ذكور، وفق إحصائيات وزارة الشؤون الدينية.

.