نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دعا إلى "ثورة" في المغرب.. "حامي الدين" يفحم "مقري" برد ناري ويفضح تورط الجزائر في مخطط إسرائيلي, اليوم الخميس 5 يونيو 2025 12:26 مساءً
في رد قوي ومباشر، وجّه القيادي في حزب العدالة والتنمية "عبد العالي حامي الدين" رسالة نارية إلى السياسي الجزائري "عبد الرزاق مقري"، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، وذلك على خلفية نشر هذا الأخير رسالة مثيرة دعا فيها الشعب المغربي إلى "الثورة" ضد نظامه السياسي بسبب ما وصفه بـ"الخيانة العظمى المرتبطة بالتطبيع مع إسرائيل".
واعتبر "حامي الدين" أن ما صدر عن "مقري" لا يعدو كونه محاولة صريحة لتأليب الشعب المغربي على نظامه، مؤكداً أن بعض السياسيين في الجزائر يلبسون عباءة النصح وهم في الحقيقة يخفون رياح الفتنة. وقال في هذا الصدد: "خرج علينا السيد عبد الرزاق مقري، من وراء الحدود، برسالة حماسية ظاهرها الغيرة على فلسطين وباطنها بث رياح الفتنة، يدعو فيها الشعب المغربي إلى 'الثورة'... على من؟ على نظامه، على تاريخه، على رموزه على قيمه، وكأن الشعب المغربي أصبح نادلاً في مطعم سياسي تُملَى عليه الوصفات من تندوف أو من باب الوادي في العاصمة الجزائر".
وأضاف المتحدث ذاته أن هذه ليست المرة الأولى التي ينبري فيها "مقري" للتدخل في الشأن السياسي المغربي بطريقة وصفها بـ"الخفيفة والنزقة"، وذكّره بخلفيته الحزبية قائلاً: "السيد مقري هو سياسي جزائري ينحدر من حركة مجتمع السلم التي كان يقودها المرحوم محفوظ النحناح، وهي الحركة التي دشنت مسار التعاون والتحالف مع النظام الجزائري في أسوأ نسخه العسكرية وذهبت في ذلك إلى أبعد الحدود، إلى درجة الدفاع عن النظام السلطوي في مواجهة نتائج الاقتراع التي حملت الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى السلطة، حتى وصل الأمر بزعيم الحركة محفوظ النحناح غفر الله له أن قام خطيبًا في تندوف داعمًا لحركة البوليساريو الانفصالية بعدما كان يعتبر أن الصحراء الغربية مشكلة مفتعلة ويكفي إضافة حرف الميم لمصطلح 'الغربية' وستُحل المشكلة".
وهاجم "حامي الدين" مضامين رسالة "مقري" الأخيرة، التي وصف فيها النظام المغربي بـ"الخائن"، واعتبرها تحريضًا مباشرًا على الدولة والملكية، وقال: "هذا الكلام المستفز الذي يعتبر بمثابة تحريض مباشر للشعب المغربي ضد النظام الملكي، ينم عن جهل كبير بطبيعة العلاقة التي تجمع بين الشعب المغربي والملكية منذ مرحلة الحماية حينما رفض الوطنيون المغاربة مقترح الاستعمار بإقرار دستور للبلاد سنة 1954، واشترطوا قبل ذلك عودة الملك محمد الخامس إلى عرشه، لأنهم كانوا يرون فيه رمزا سياديا لا يتم الاستقلال إلا بوجوده".
وأضاف أن الشرعية في المغرب قائمة على أسس متينة من الرضى الشعبي والدستور، بعكس الأنظمة العسكرية المهزوزة، مشددا على أن "مقري" يحاول أن يصوّر للناس أن الثورة على الملكية هي المدخل لنصرة فلسطين، والحال أن ذلك يخدم أجندات إسرائيلية تهدف إلى تفتيت الدول العربية من الداخل.
وانتقد القيادي البيجيدي بشدة عدم توجيه "مقري" أي نقد للنظام الجزائري، قائلاً: "لو كان السيد مقري صادقًا في دعوته وغيرته، لتوجه بها إلى النظام الحاكم في الجزائر لإنهاء دعمه المتواصل للمشروع الانفصالي في تندوف، الذي تحتضنه الجزائر وتوفر له الغطاء السياسي والدبلوماسي المتواصل، وهذا العداء الجزائري للمغرب للأسف الشديد هو حجر الزاوية في خطاب دعاة التطبيع في بلادنا وحججهم للاقتراب من إسرائيل، وبذلك تكون الجزائر مشاركة بطريقة غير مباشرة في هذا الاختيار السياسي الديبلوماسي، مع اختلافي معه".
وأضاف: "كان على السيد مقري إذا كان صادقًا في دعواه أن يتوجه برسالته إلى الشعب الجزائري للثورة على نظام عسكري أوليغارشي يبدد ثروته النفطية لدعم مشروع الانفصال بهدف إضعاف جاره في الغرب ودعم مشروع الاستبداد لإضعاف جاره في الشرق، هذا الإضعاف الذي لا يصب في النهاية إلا في صالح المشروع الصهيوني، لو يعلمون".
واستطرد "حامي الدين" في نقده، قائلاً: "لو كان السيد مقري صادقًا في دعمه للقضية الفلسطينية ومنسجمًا مع نفسه، لتوجه برسالته للنظام الجزائري من أجل السماح للشعب الجزائري بالتظاهر في الشارع لممارسة حقه في التعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني في غزة، عوض أن يتوجه للنظام المغربي الذي لم يواجه شعبه بالقمع والعنف، وترك المظاهرات المليونية ترفع الصوت في شوارع الرباط والدار البيضاء وطنجة ومراكش وفي جل الحواضر المغربية، بالإضافة إلى مئات المسيرات والوقفات اليومية المساندة للشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف التطبيع، وهو ما شهدت به المقاومة في غزة وحيته أكثر من مرة".
وختم رسالته بلهجة قوية: "جرب يا سيد مقري أن تعيش هذا التضامن الصاعد من قلب الشعب وروحه في الجزائر قبل أن تمر إلى اقتراح المرور إلى الثورة في المغرب، حاول فقط، وناضل على هذه الجبهة وبعدها نتحدث معك عن تصورك وأحلامك وأوهامك عن الأوضاع في المغرب"، مشيرا إلى أن "النضال على جبهة توسيع الحريات ورفع القمع عن الشعب الجزائري سيكون أجدى وأنفع لك وللشعب ولفلسطين، جرب فقط ورد علينا"، قبل أن يؤكد أن "المطلوب من السيد مقري وأمثاله أن يبذلوا جهودهم لتنظيف بيوتهم وترك المغرب وشأنه، فأهل المغرب أولى وأدرى بشعابه وتعقيداته وتحالفاته".
0 تعليق