نشر في تونسكوب يوم 10 - 05 - 2025

فقدت الساحة الفنية التونسية والعربية، اليوم السبت 10 ماي 2025، أحد أبرز رموز موسيقى الراب، المغني أحمد العبيدي المعروف بلقب كافون.
رحل بعد صراع مرير وطويل مع مرض نادر، لكنه ترك إرثًا فنيًا وإنسانيًا سيبقى محفورًا في الذاكرة الجماعية.
فنان من الشعب... إلى الشعب
ولد كافون ونشأ في الأحياء الشعبية لتونس العاصمة، وهو ما انعكس بوضوح على محتوى أغانيه. اشتهر بأغنيته الشهيرة "حوماني"التي غناها إلى جانب محمد أمين الحمزاوي، لتصبح أيقونة موسيقية شبابية تعكس هموم الطبقة المهمشة وتنتقد الواقع الاجتماعي والسياسي بأسلوب عفوي صادق. تميز كافون بمزج الراب بأسلوب الريغي، وبلغ بأغانيه قلوب الشباب في تونس وخارجها.
رحلة فنية وتلفزيونية
لم يقتصر إبداعه على الموسيقى فقط، بل خاض تجربة التمثيل وشارك في عدة أعمال درامية أبرزها مسلسل "النوبة"و**"رقوج 1 و2"**، حيث أثبت قدراته كممثل عفوي يعكس نبض الشارع بصدق وواقعية.
المرض... وبتر الساقين
في عام 2017، بدأت رحلة المعاناة حين تعرض كافون لمضاعفات خطيرة في قدمه نتيجة ضيق في الأوعية الدموية، الأمر الذي تطلب بتر كعب ساقه. ورغم معاناته، ظل محافظًا على ابتسامته ونشاطه الفني. وفي 2018، اضطر الأطباء لبتر ساقه الثانية بعد تدهور حالته الصحية بسبب مضاعفات المرض المزمن والتدخين وتعاطي القنب الهندي.
ورغم هذه الصدمات، لم يتوقف كافون عن الإبداع، بل أصر على مواصلة الغناء، مقدمًا أعمالًا جديدة وشارك في برامج تلفزيونية ملهمة، ليبرهن أن الإرادة أقوى من الألم.
رسالة إلى الشباب
كافون لم يكن مجرد مغني، بل كان رسولًا يحمل رسالة واضحة: الابتعاد عن التدخين والمخدرات، والتمسك بالأمل مهما كانت الظروف. لم يتردد في الحديث عن أخطائه، ووجّه تحذيرات صادقة للشباب التونسي، في محاولة لحمايتهم من السير في نفس الطريق الصعب الذي سلكه.

.