نشر في تونسكوب يوم 25 - 05 - 2025

تُعد أغنية "ست الحبايب يا حبيبة" أيقونة خالدة في عالم الموسيقى العربية، وواحدة من أكثر الأغاني التي تلامس القلوب وتثير مشاعر الحنين والامتنان للأمهات. ولكن وراء هذه الأغنية العظيمة، تقف قصة إنسانية مؤثرة تستحق أن تُروى.
ولادة فكرة خالدة
تعود قصة الأغنية إلى عام 1958، عندما كان الشاعر الكبير حسين السيد في زيارة لوالدته. وفي يوم عيد الأم، نسي حسين السيد شراء هدية لوالدته، وهو ما أشعره بالحرج الشديد. عندما سألته والدته عن هديتها، ارتبك الشاعر ولم يجد ما يقوله. وفي تلك اللحظة، تدفقت الكلمات من قلبه، وبدأ يرتجل كلمات "ست الحبايب يا حبيبة، يا أغلى من روحي ودمي".
لحن من القلب
بعد أن كتب حسين السيد هذه الكلمات الرقيقة، توجه إلى صديقه الملحن محمد عبد الوهاب، وعرض عليه الأغنية. تأثر عبد الوهاب بالكلمات العذبة ووجد فيها تعبيراً صادقاً عن مشاعر كل ابن تجاه أمه. وعلى الفور، بدأ في تلحين الأغنية، ليخرج لنا لحناً بسيطاً وعميقاً، يلامس الوجدان ويُعبر عن الحنان والدفء.
صوت يُخلد الذكرى
لم يكن هناك صوت أنسب لأداء هذه التحفة الفنية من صوت الفنانة الكبيرة فايزة أحمد. بصوتها الشجي والعذب، أدت فايزة أحمد "ست الحبايب" ببراعة وإحساس لا مثيل لهما. لقد نجحت في نقل كل معاني الحب والعرفان الموجودة في الكلمات واللحن إلى المستمعين، لتصبح الأغنية جزءاً لا يتجزأ من وجدان الأمة العربية.
تأثير لا يزول
منذ إذاعتها لأول مرة، أصبحت "ست الحبايب" الأغنية الرسمية لعيد الأم في العالم العربي. تُذاع في كل مكان، وتُرددها الأجيال جيلاً بعد جيل. إنها ليست مجرد أغنية، بل هي بمثابة رسالة شكر وعرفان لكل أم، وتذكير دائم بفضلها وتضحياتها. لقد تخطت الأغنية حدود الزمان والمكان، وأصبحت رمزاً للحب الأمومي الخالد.
إن قصة "ست الحبايب يا حبيبة" هي قصة الإبداع الذي ينبع من الصدق، وقصة العمل الجماعي الذي ينتج عنه الخلود. إنها شهادة على أن الفن الحقيقي قادر على أن يلامس أرواح الناس ويبقى محفوراً في ذاكرتهم للأبد.

.