استهداف مباشر للجوعى والنازحين في غزة… والمساعدات تتحوّل إلى فخاخ موت

قناة المنار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
استهداف مباشر للجوعى والنازحين في غزة… والمساعدات تتحوّل إلى فخاخ موت, اليوم الخميس 12 يونيو 2025 03:10 مساءً

في تصعيدٍ جديد لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقّ المدنيين الفلسطينيين، شهد قطاع غزة خلال الساعات الماضية سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي، تخللتها مجازر مروّعة استهدفت مراكز توزيع المساعدات والمناطق المأهولة بالنازحين، وذلك في وقت تتهاوى فيه المنظومة الإنسانية والصحية، وسط حصار خانق وانقطاع شبه تام لخدمات الاتصالات.

وأفادت مصادر طبية باستشهاد أكثر من 21 مواطنًا، وإصابة نحو 294 آخرين، جراء استهداف مباشر نفذته طائرات الاحتلال الإسرائيلي المسيّرة ضدّ مراكز توزيع المساعدات في عدّة مناطق من قطاع غزة.

وقد أوضح مستشفى العودة في النصيرات أنّه استقبل 13 شهيدًا و170 إصابة، من بينهم أطفال ونساء ومسنّون، عقب قصف استهدف تجمّعًا للمواطنين قرب محور “نتساريم” وسط القطاع.

كما أكّد مستشفى الشفاء في مدينة غزة استشهاد خمسة مواطنين وإصابة آخرين، إثر قصف استهدف المنتظرين لتسلّم المساعدات في منطقة السودانية شمال غربي القطاع، بينما تم تسجيل وصول شهيد إضافي من نفس المحور.

كذلك، استُشهد المواطنان قاسم أبو رجيلة وسعدية أبو نحل برصاص الاحتلال قرب مركز توزيع المساعدات في منطقة الشاكوش شمال غربي رفح.

وتندرج هذه الجرائم ضمن سلسلة من الاعتداءات المتكررة على مراكز توزيع المساعدات، والتي وصفها مراقبون بأنها جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى تهجير السكان قسرًا، والتضييق عليهم في لقمة عيشهم، في إطار استراتيجية تطهير عرقي متصاعدة.

وفي هذا السياق، صرّح المتحدث باسم وكالة “أونروا”، عدنان أبو حسنة، قائلًا: “لقد أُضيفت ساحة قتل جديدة للفلسطينيين، ليس فقط بالقصف أو المرض أو التجويع، بل بإطلاق النار على الجائعين مباشرةً. إنّ مؤسسة غزة الإنسانية ليست سوى واجهة، ولا تمتلك أدنى معايير العمل الإنساني.”

من جهته، ندّد المفوّض العام للوكالة، فيليب لازاريني، بما سمّاه “الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات”، واصفًا إيّاها بأنها “مهينة ومذلّة وتُعرّض الأرواح للخطر”، ومضيفًا: “لا يمكن أن تتحوّل ألعاب الجوع الخيالية إلى واقع دائم. نحن -كأمم متحدة، بما في ذلك أونروا- نمتلك الخبرة والثقة المجتمعية لتقديم المساعدات بطريقة كريمة وآمنة. فقط دعوا العاملين الإنسانيين يؤدّون واجبهم”.

قصف متواصل شمالًا وجنوبًا… وقطاع غزة معزول عن العالم

بالتوازي مع الاستهداف المتكرّر لمراكز الإغاثة، واصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ غارات مكثفة في عدّة محاور من القطاع. فقد استُهدف المواطنون في مناطق جورة اللوت والتحلية شرق خان يونس، إضافة إلى المواصي وبطن السمين جنوب المدينة.

كما طالت الغارات مناطق جباليا البلد، المقوسي، وعبسان الكبيرة في شمال وشرق غزة، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، من بينهم نساء وأطفال، وسط إطلاق نار مكثّف من الطائرات المروحية والدبابات.

وفي تطوّر بالغ الخطورة، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني فقدانها القدرة على التواصل مع طواقمها في القطاع، نتيجة انقطاع كامل لخدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية، وذلك عقب استهداف مباشر للبنية التحتية من قبل قوات الاحتلال.

وأوضحت الجمعية أن غرفة عمليات الطوارئ تعاني من صعوبات شديدة في التنسيق مع المنظمات الإنسانية الأخرى، ما يعيق الاستجابة الفورية للحالات الطارئة.

وفي السياق ذاته، أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن قطع جيش الاحتلال لخطوط الاتصالات بشكل متعمد، يُعد “خطوة عدوانية جديدة في سياق حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة”.

وأضافت الحركة في بيان صحفي اليوم الخميس أن “الاحتلال يسعى من خلال هذا الإجراء إلى شلّ القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها القطاعان الطبي والإنساني، مما يعمّق الكارثة الإنسانية بحق المدنيين العزّل”.

وحذّرت الحركة من تصاعد الخطر الذي يتهدد أبناء الشعب الفلسطيني، بفعل استهداف ما تبقى من البنية التحتية وقطاعات العمل المدني، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته، والتحرك العاجل لوقف العدوان وضمان حماية المدنيين والمنشآت الإنسانية.

من جانبه، حذّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA) من “معاناة مهينة” تواجهها النساء والفتيات في ظل النزوح وفقدان الخصوصية والخدمات الصحية الأساسية. كما أكد أن منع إدخال الوقود يهدد بتوقّف المستشفيات ومحطات التحلية، ما يُنذر بكارثة إنسانية شاملة، في وقت يتزايد فيه الجوع وتقل فيه المساعدات.

حصيلة الشهداء والإصابات: أرقام مهولة والمجازر لا تهدأ

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 103 شهداء و427 إصابة، بينما لا تزال جثامين عشرات الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، بسبب تعذر وصول طواقم الإسعاف إليهم.

وقد ارتفعت حصيلة الشهداء منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر 2023 إلى 55,207 شهيدًا و127,821 إصابة، في حين سُجل منذ 18 مارس فقط، استشهاد 4,924 مواطنًا وإصابة 15,780 آخرين.

أما ما بات يُعرف بـ”شهداء لقمة العيش”، أي من سقطوا في مراكز توزيع المساعدات، فقد بلغ عددهم 245 شهيدًا وأكثر من 2,152 إصابة، منذ بدء هذه الهجمات المتعمّدة.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد جدد عدوانه على قطاع غزة فجر 18 مارس/آذار 2025، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم بوساطة أمريكية–مصرية–قطرية، واستمر نحو شهرين. وأسفر التصعيد عن استشهاد أكثر من 4,800 مواطن، وإصابة ما يزيد على 15,000 آخرين خلال أقل من ثلاثة أشهر.

وبدعم أمريكي مباشر، يواصل جيش الاحتلال ارتكاب إبادة جماعية موصوفة بحق سكان القطاع، بلغت حصيلتها حتى الآن أكثر من 182,000 شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن أكثر من 11,000 مفقود، في ظل صمت دولي مطبق وتواطؤ سياسي مكشوف.

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق