“الأسد الصاعد” لم ينهض… ونبوءة نتنياهو سقطت بوحدة إيران خلف الرد القاسي

قناة المنار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
“الأسد الصاعد” لم ينهض… ونبوءة نتنياهو سقطت بوحدة إيران خلف الرد القاسي, اليوم الأحد 15 يونيو 2025 12:50 مساءً

أطلقت “إسرائيل” اسم “الأسد الصاعد” على عمليتها العسكرية الأخيرة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في خطوة تكشف البعد الأيديولوجي والدعائي للعدوان، وتُظهر مسعى واضحًا لتحويل التصعيد العسكري إلى مشروع تحريضي يستهدف زعزعة الداخل الإيراني.

استندت التسمية الإسرائيلية إلى آية توراتية من سفر العدد: “ينهض كشبل، ويتشامخ كأسد، لا يضطجع حتى يأكل الفريسة” (العدد 24:9)، ما يعكس توظيفًا رمزيًا دينيًا يستدعي دلالات القوّة والهيمنة. وتكتسب هذه الرمزية بعدًا إضافيًا حين يُلاحظ أن الأسد كان رمزًا رسميًا في علم إيران خلال عهد الشاه، في إشارة مزدوجة تستحضر الحقبة الملكية وتحاول استثارة حنين ما قبل الثورة الإسلامية.

وقد تعمّق هذا المسعى الاستفزازي حين عمد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، قبيل بدء العدوان بساعات، إلى وضع ورقة تحمل الآية التوراتية ذاتها في حائط البراق، في مشهد استعراضي يربط العدوان بمشروع ديني ذي طابع “مقدّس”، يصوّر إيران كـ”خصم شيطاني”، كما اعتاد وصفها في خطابه السياسي.

وفي كلمة متلفزة فجر يوم العدوان، وجّه نتنياهو رسالة مباشرة إلى الشعب الإيراني، دعاهم فيها إلى “الانتفاض على الطغاة”، واعتبر أن “الفرصة قد حانت للخلاص”، في خطاب تحريضي غير مسبوق، يستهدف تفجير الجبهة الداخلية الإيرانية والدفع نحو تمرّد سياسي داخلي.

ولم يجد نتنياهو تجاوبًا لدعوته إلا من رضا بهلوي، نجل آخر شاه لإيران، الذي سارع إلى دعوة الشعب والقوات المسلحة إلى الانشقاق عن النظام، متبنيًا خطاب الاحتلال ومراهناً عليه في تكرار سيناريو الانقلاب.

وهكذا، تبيّن أن العدوان الإسرائيلي لم يكن مجرّد ضربة عسكرية تقليدية، بل جزء من معركة مزدوجة: عسكرية ونفسية، هدفت إلى تدمير البنية النووية والعسكرية الإيرانية، وإشعال الداخل الإيراني بخطابٍ دعائي ممنهج.

غير أن هذه المحاولة باءت بالفشل سريعًا، بعدما توحّد الشعب الإيراني حول قيادته، مستجيبًا لنداء الإمام السيد علي الخامنئي، الذي توعّد بـ”ردّ قاسٍ وشامل على الجريمة الكبرى”، مؤكداً أن “اليد القوية للجمهورية الإسلامية ستقتصّ بقوّة وإيمان من العدو، في الداخل والخارج”.

الرد الإيراني، الذي جاء حاسمًا، أسقط نبوءة نتنياهو بتحريض الشارع الإيراني، وفنّد أوهامه بإمكانية استغلال العدوان لصناعة تمرد داخلي. لقد حمل الرد رسالةً مزدوجة: الداخل الإيراني متماسك ومحصّن ضد الانقسام، والخارج لن يكون بمنأى عن تداعيات أي عدوان على سيادة البلاد.

وبذلك، سقط مشروع “الأسد الصاعد” قبل أن ينهض، وانهارت معه رهانات نتنياهو على كسر إرادة إيران، لتُسجّل الجمهورية الإسلامية موقفًا جديدًا في معادلة الردع، يؤكد أن زمن الهجمات دون ثمن قد انتهى.

المصدر: يونيوز

أخبار ذات صلة

0 تعليق