تقرير مصور | نتنياهو يحترف إشعال الحروب ويُفتقر إلى رؤية للخروج منها

قناة المنار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تقرير مصور | نتنياهو يحترف إشعال الحروب ويُفتقر إلى رؤية للخروج منها, اليوم الاثنين 16 يونيو 2025 06:52 مساءً

أجمع مراقبون صهاينة على أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يمتلك استراتيجية مدروسة في إشعال الحروب، لكنه يفتقر إلى أي رؤية واضحة للخروج منها، وهو ما تكرّر في المواجهة الحالية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. فالهجوم الذي ظنّ نتنياهو أنه سيمثل “ضربة حاسمة”، ارتدّ عليه سريعًا بسبب فعالية الصواريخ الإيرانية التدميرية، وما أحدثته من هزة قوية في الجبهة الداخلية للكيان، مما اضطره إلى الاستنجاد بالتدخل الأميركي، في ظل عجزه عن خوض هذه المواجهة منفردًا أمام دولة تمتلك قدرات هائلة ومتعددة الأبعاد.

النهج ذاته تكرّر، حيث برع نتنياهو في رسم سيناريو الهجوم، لكنه علق مجددًا في مرحلة “اللاخطة” بعد التنفيذ، كما حدث مع إيران: بدأ العدوان، احتفل بما وصفه “إنجازات نوعية”، لكنه سرعان ما اصطدم بالسؤال المصيري: وماذا بعد؟ فالمعضلة أن هذه المرة ليست كسابقاتها، إذ تواجه “إسرائيل” دولة بحجم إيران، تملك أدوات ردع حقيقية وقوة صاروخية بدأت آثارها الكارثية تظهر منذ اليوم الأول.

ورغم الرقابة العسكرية المشددة، ومحاولات كتم الأصوات، فإن حجم الدمار وعدد القتلى والمصابين بات يدفع نحو مساءلة عاجلة: كيف نخرج من هذه الورطة؟ العناد والاستمرار لن يؤديا سوى إلى انفجار الجبهة الداخلية عاجلًا أو آجلًا، ومن هنا جاءت مساعي نتنياهو الحثيثة لطلب دعم أميركي مباشر، رغم إدراكه أن وقف الحرب الآن يعني سقوط روايته الكاذبة حول “إسرائيل الكبرى” والسيطرة الإقليمية.

المحلل القضائي الصهيوني “بني أشكنازي” صرّح قائلًا “أنا لا أريد أن أُفسد فرحتكم، لكن دعوني أؤكد أن هناك الكثير من الحسابات الخاطئة. الدخول في الحرب أمر سهل، لكن المشكلة تكمن في كيفية إنهائها. لقد تساءلنا دائمًا: ماذا عن الجانب السياسي؟ هذه الحكومة ليست مهيّأة لمناقشة ذلك. مع إيران، الأمر مختلف تمامًا. متى يمكننا أن نقول إن الإيرانيين استسلموا؟ الإيرانيون لا يمانعون القتال لثلاثين عامًا أو أكثر. لديهم صبر، ويعانون اقتصاديًا منذ سنوات، لكنهم يقاتلون. أما نحن، فعلينا أن نسأل أنفسنا: هل نعلم متى سيرفع الإيرانيون أيديهم ويقولون ’كفى‘؟”.

الخبير الاستراتيجي الصهيوني “باراك ساري” كشف أن الاحتلال قدّم طلبًا رسميًا إلى الولايات المتحدة للمشاركة في استهداف مفاعل “فوردو” النووي الواقع في عمق الأراضي الإيرانية، إلا أن الإدارة الأميركية لا تزال منقسمة. وأوضح أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يمانع في دعم “إسرائيل” دفاعيًا، لكنه يرفض التورط في الهجوم، مخافة تعرّض المنشآت والقوات الأميركية حول العالم للردّ الإيراني. وأضاف: “حتى هذه اللحظة، الجواب الأميركي هو ’لا‘. علينا أن ندبّر أمورنا بأنفسنا”.

يتّضح من المشهد الميداني أن رهان نتنياهو على صمود الجبهة الداخلية، وعلى فعالية منظومات الدفاع الجوي، بات في مهبّ الريح. فمع كل دفعة صاروخية، ترتفع حدة الصراخ، الذي وإن بدا أعلى من أنين المصابين تحت الأنقاض أو آهات من شرّدتهم الحرب، إلا أن الأيام المقبلة قد تكشف أن الصراخ السياسي سيكون أعلى من دويّ الصواريخ ذاتها.

قائد منظومة الدفاع الجوي الصهيوني الأسبق، “إيلان بيتون”، قال “نحن نواجه خرقًا لمنظومات الدفاع، نتيجة إطلاق عدد كبير من الصواريخ نحو نقطة واحدة. الصواريخ لا تسقط على أهداف عسكرية فقط، بل بات انحراف بسيط في المسار يؤدي إلى إصابات مباشرة في مناطق مدنية. بعض الصواريخ خلّف حفَرًا عميقة وأضرارًا جسيمة غير مسبوقة.”

أما “تسفيكا حيموفيتش”، القائد الأسبق لمنظومة الدفاع الجوي، فأوضح أن إيران تُطلق ما بين 50 إلى 100 صاروخ في كل دفعة، مضيفًا “نلاحظ تحرّك مناطق الإطلاق الأساسية التي أنشأها الإيرانيون لخوض هذه المعركة، والهدف الواضح يتمثل في ضرب منشآت عسكرية وبنى تحتية استراتيجية. الهجمات الأخيرة طالت مصافي التكرير وقواعد جوية وبحرية في حيفا، إضافة إلى محيط مقر وزارة الدفاع ’الكريا‘ في تل أبيب، ومناطق غليلوت ورمات هشارون. وكلها تقع ضمن منطقة ضيقة، ما يعني أن أي انحراف بسيط يؤدي إلى خسائر مدنية مباشرة. نسبة الاختراق في منظومة الدفاع بلغت 10%، وارتفعت في آخر رشقة صاروخية”.

ختم مراقبون صهاينة تحذيراتهم بالإشارة إلى أن “حرب الاستنزاف” جزء أصيل من العقيدة القتالية الإيرانية، وأن طهران مهيأة نفسيًا وشعبيًا لتحمل أعباء طويلة الأمد. وأضافوا “يجب قول الحقيقة: من دون تدخل أميركي مباشر، فإن كفة المعركة ستُرجّح لصالح الإيرانيين. سيواصلون القتال، وستنهك إسرائيل اقتصاديًا وعسكريًا ومعنويًا.”

المصدر: موقع المنار

أخبار ذات صلة

0 تعليق