التاريخ السري للجماعة الإرهابية "3"

الجمهورية اونلاين 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التاريخ السري للجماعة الإرهابية "3", اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 02:30 مساءً

نواصل عرض الدراسة التي أعدها الفقيه المصري القاضي الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة المعروف بأبحاثه الوطنية بعنوان : "جماعة الإخوان: التاريخ السري لتنظيم استخدم الدين لهدم الدولة، جرائم التنظيم منذ النشأة حتي اليوم دراسة تحليلية في الجذور، أيديولوجيا العنف، بنية التنظيم، التمويل العابر للحدود والاختراق العالمي والرؤي المحتملة"

ونتناول في الجزء الثالث من هذه الدراسة المهمة تحول جماعة الإخوان الإرهابية من تنظيم محلي إلي شبكة دولية في أوروبا.. يقول الدكتور محمد خفاجي "منذ خمسينيات القرن الماضي، انتقلت جماعة الإخوان من مجرد تنظيم محلي في مصر إلي حركة عالمية لها فروع وواجهات في أكثر من 70 دولة، بما فيها الدول الأوروبية والولايات المتحدة وكندا، وقد استفادت من البيئة الديمقراطية والليبرالية الغربية لتوسيع نشاطها تحت غطاء العمل الخيري والديني".

ويضيف "جماعة الإخوان الإرهابية تؤسس شبكات في أوروبا، وقد عمدت تأسيس الشبكات في أوروبا علي النحو التالي:

في ألمانيا:
كان سعيد رمضان "صهر حسن البنا" من أوائل من أسسوا مراكز إسلامية كبري مثل "المركز الإسلامي في ميونيخ"، والذي تحوّل إلي منصة لتوسيع نفوذ الجماعة.

في بريطانيا:
استقر العديد من قادة الإخوان فيها بعد 2013. وأنشأوا منظمات مثل "منتدي التفكير الإسلامي"، و"رابطة مسلمي بريطانيا". وهي منظمات وُجهت إليها تهم الترويج لأجندة سياسية إخوانية.

في فرنسا والنمسا وبلجيكا:
أُسست جماعة الإخوان الإرهابية جمعيات إسلامية كبيرة بإدارة أشخاص مرتبطين بالجماعة، وبعضها حظي بتمويل خليجي - قطري خصوصًا -  معتمدين علي فكرة الواجهة الدعوية والمجتمعية، حيث استخدمت الجماعة المساجد، المدارس، والمراكز الثقافية كمنصات للتأثير المجتمعي، وقد تم تقديم أنفسهم كممثلين "شرعيين" للمجتمعات المسلمة في الغرب، مما منحهم اعترافًا رسميًا في بعض الحالات".

وفي الولايات المتحدة الأمريكية تعمل الجماعة من خلال منظمات مثل: "مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية"CAIR"  و"الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية"ISNA"  وهي منظمات واجهت اتهامات بدعم أجندات إسلامية سياسية، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، ولكن لم تُصنف الجماعة رسميًا منهم كمنظمة إرهابية، لكن العديد من السياسيين طالبوا بذلك، ووصفت بعض التقارير الجماعة بأنها "الوجه المقبول للتطرف"".

ويذكر "وقد روجت الجماعة لخطاب مزدوج : داخليًا: خطاب تعبوي وتكتيكي قائم علي فكرة "التمكين المرحلي"، وخارجيًا: خطاب معتدل يتحدث عن التعايش وحقوق الإنسان".

التمويل الخارجي في جنوب غرب اَسيا وأوروبا "التمويل والدعم من قطر وتركيا"

ويشير الدكتور محمد خفاجي " بعد 2013، تحولت تركيا وقطر إلي ملاذات آمنة لقيادات الإخوان الهاربة من مصر، واستخدمت الجماعة الأموال القطرية لإطلاق قنوات إعلامية وتحريك أنشطة دولية، في حين وفّرت أنقرة دعمًا لوجستيًّا وتنظيميًّا واضحًا، بل منحت الجنسية لبعض القيادات، وتحوّلت إسطنبول إلي مقرّ عالمي غير معلن للتنظيم الدولي للإخوان، وهو الجناح الخارجي الذي يدير الملفات السياسية، والإعلامية، والمالية، بعيدًا عن الضغوط الداخلية".

ويذكر: أما عن التمويل الخارجي في جنوب غرب اَسيا وأوروبا، فقد كشفت تقارير استخباراتية أوروبية عن تلقي منظمات مرتبطة بالإخوان تمويلًا كبيرًا من :

1-مؤسسات قطرية مثل "قطر الخيرية".
2- جهات تركية قريبة من حزب العدالة والتنمية.
بعض القليل من هذه الأموال استُخدمت في مشاريع دينية ومراكز اجتماعية، لكن كثيرها الآخر وجّه إلي أنشطة ذات طابع سياسي أيديولوجي".

"وعن التمويل القطري:  فبالنسبة إلي قطر يشهد التاريخ أنها لعبت دورًا محوريًا في دعم الجماعة ماليًا بعد 2011، ووفرت ملاذًا آمنًا لقياداتها الفارّة، كما أنها موّلت قنوات إعلامية مثل "الجزيرة مباشر مصر"، ومنظمات غير حكومية موالية للإخوان في أوروبا، ودعمت مشاريع عقارية وتعليمية واقتصادية بإشراف قيادات إخوانية".

" وعن الدعم التركي: فقد تحوّلت تركيا إلي مركز تنظيمي دولي للجماعة بعد 2013، حيث قدّمت دعمًا سياسيًا ولوجستيًا وماليًا، وسهلت تأسيس شركات واجهة للتنظيم، والكثير من القنوات الإعلامية المعارضة تم تمويلها وتأسيسها في إسطنبول".

التغلغل في الأحزاب اليسارية والليبرالية في أوروبا والأوساط الإعلامية والتحذيرات الغربية من المشروع الإخواني

يوضح الدكتور محمد خفاجي أن  جماعة الإخوان الإرهابية استطاعت بناء علاقات مع بعض الأحزاب اليسارية والليبرالية في أوروبا عبر: خطاب "المظلومية الإسلامية" والدفاع عن "الحريات الدينية"، كما نشطت في وسائل الإعلام الدولية، حيث تم تقديم كوادرها كـ"خبراء في شئون الإسلام"، مما منحهم مصداقية مزيفة، حيث وصف الجماعة بأنها "تنظيم أيديولوجي يهدف إلي فرض تغيير سياسي واجتماعي يتعارض مع القيم الغربية"، وفي ألمانيا والنمسا تم حظر عدد من المنظمات التابعة للجماعة، واتهامها بنشر التطرف والتخطيط لخلق مجتمع موازي".

ويؤكد " منها عل سبيل المثال تقرير الحكومة البريطانية 2015 هناك العديد من التحذيرات الغربية من المشروع الإخواني في عدة دول أوروبية".

ويذكر: وفي فرنسا شددت الرقابة علي الجمعيات الإسلامية بعد مقتل المدرس صامويل باتي، وتم الربط بين الإخوان وبعض الفاعلين في خطاب التحريض غير المباشر، وصفوة القول إن انتشار الإخوان في الغرب لم يكن محض صدفة، بل جزء من مشروع استراتيجي طويل المدي لتقديم الجماعة كبديل "معتدل" عن الحركات الجهادية، مع الاحتفاظ بجوهر أيديولوجي لا يقل خطورة، ومع تصاعد وعي الدول الغربية بخطرهم. بدأت موجة حظر وتضييق غير مسبوقة، تنذر بانحسار نفوذ الجماعة في فضاءها الأهم عالميًا".

منظمات تحت عباءة الجاليات الإسلامية
يكشف الدكتور محمد خفاجي أشياء خطيرة فيذكر " منذ ستينيات القرن الماضي، بدأت جماعة الإخوان ببناء وجودها في أوروبا وأميركا الشمالية عبر مايلي:

1-تأسيس منظمات واجهة مثل "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" 
2-"مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية "CAIR"".
" هذه الكيانات قدمت نفسها كمدافعة عن حقوق المسلمين، لكنها عملت علي نشر الأيديولوجيا الإخوانية، وخلق بيئة فكرية تعزز العزلة الثقافية والانفصال عن المجتمع الغربي، وقد وثّقت تقارير استخباراتية أوروبية هذا التغلغل، محذّرة من استخدام الدين كأداة سياسية لبناء "مجتمعات موازية"".

ويضيف "بعض المنظمات الدولية كأذرع مالية للإخوان : فتتمثل في منظمة الإغاثة الإسلامية و"المنظمة الإسلامية للإغاثة" في أوروبا، واجهت اتهامات متعددة بتحويل التبرعات إلي أنشطة تابعة للإخوان. كما أن العديد من الجمعيات الخيرية في لندن وجنيف تم تصنيفها في تقارير أمنية كواجهات تمويل غير مباشر".

شاط الإخوان في دول الربيع العربي" تونس وليبيا واليمن وسوريا نموذجا"

يوضح الدكتور محمد خفاجي أشياء مهمة فيقول " في تونس، وصل حزب النهضة "الجناح الإخواني" إلي السلطة، واتبعت نفس الأساليب القديمة: اختراق الدولة تحت غطاء ديمقراطي، مع المحافظة علي بنية تنظيمية عقائدية مغلقة، وفي ليبيا، دعمت الجماعة حكومة فايز السراج، وارتبطت بفصائل مسلحة في طرابلس ومصراتة، وفي اليمن، كان حزب "الإصلاح" أحد الأذرع الأساسية للإخوان، واتُّهم بالتنسيق مع جهات خارجية لتقويض الدولة اليمنية".

ويضيف "وفي سوريا اندمجت جماعة الإخوان في الحراك الشعبي عام 2011 مع اندلاع الاحتجاجات حاولت القفز علي الثورة وشكلت واجهات سياسية مثل "إعلان دمشق"، و"المجلس الوطني السوري" الذي سيطر عليه الإسلاميون، وحصلوا علي تمويل قطري وتركي مكثف لتوجيه الحراك نحو أجندة إخوانية، وتحالفت مع تنظيمات مثل "أحرار الشام" و"فيلق الشام"، والتي ضمّت مقاتلين إخوانيين سابقين أو موالين وتعاونت مع الجماعات الجهادية في سوريا "مثل النصرة، داعش، أحرار الشام" كما تحالفات خفية مع أطراف دولية كانت تسعي لإسقاط النظام السوري بأي وسيلة، حتي لو أدي ذلك إلي الفوضي الكاملة، ومارست سياسة "التمكين داخل الثورة" والنتيجة كانت كارثية علي الشعب السوري، وفضح النموذج السوري ارتباطهم العابر للحدود علي حساب الشعوب".

تصنيف الجماعة كتنظيم إرهابي
ويذكر " مع ازدياد الأدلة علي دعم العنف، بدأت عدة دول تصنّف الجماعة كتنظيم إرهابي، منها مصر، السعودية، الإمارات، البحرين، وسوريا التي انقضت عليها، وفي أوروبا، رغم عدم حظر الجماعة رسميًّا، إلا أن تقارير مثل تقرير البرلمان الألماني والنمساوي حذّرت من أن الإخوان أخطر علي المدي البعيد من السلفيين الجهاديين، بسبب قدرتهم علي التخفي والتمدد الثقافي والسياسي".

المال وسيلة الإخوان للتمكين مصادر التمويل الداخلي والدعم الخارجي

ويؤكد علي جوهر الأساس الذي تقوم عليه جماعة الإخوان الإرهابية فيقول " منذ تأسيسها، أدركت جماعة الإخوان أن المشروع الأيديولوجي لا يمكن أن يُبني إلا علي قاعدة مالية متينة، لذا سعت مبكرًا إلي بناء منظومة مالية خاصة بها، تغذي التنظيم داخليًا وتدعمه خارجيًا في توسّعه العالمي".

ويضيف "وعن مصادر التمويل الداخلي فإن الاشتراكات الشهرية تلزم  كل عضو  بدفع نسبة من دخله للتنظيم "تُعرف بالركن المالي"، وهناك أيضاً الجمعيات الخيرية: مثل "جمعية رابطة الطلاب المسلمين"، و"جمعية الدعوة"، التي تحصل علي تبرعات من عامة الناس تحت غطاء العمل الخيري، يضاف إليها المشاريع الاقتصادية المتمثلة في شركات مقاولات، مطابع، مكتبات، ومدارس خاصة تدر دخلاً مستمرًا لصالح التنظيم".

التحويلات العابرة وغسيل الأموال للجماعة الإرهابية لتمويل العنف بعد سقوطها من الحكم

يوضح " إن الجماعة استخدمت نظامًا ماليًا يعتمد علي شركات صرافة وتبادل غير رسمي عبر دول مثل: السودان واليمن وماليزيا وإندونيسيا، وهذا مكّنها من التملص من الرقابة البنكية، وتمويل أنشطتها في مناطق النزاع كـغزة وسوريا، وبعض الوقت سابقا في سيناء".

يذكر: بعد ثورة 30 يونيه  2013، تم تمويل مظاهرات وأعمال تخريب ممنهج، عبر ضخّ أموال لمجموعات مسلحة صغيرة تنفّذ "عمليات نوعية"، وهناك تقارير أمنية كشفت عن دعم مباشر لخلايا في الصعيد والدلتا، وكذلك تهريب أسلحة باستخدام الأموال المقدّمة من الخارج".

نشاط الجماعة المالي
ويختتم الدكتور محمد خفاجي بالقول: عدة دول أجرت تحقيقات في نشاط الجماعة المالي، مثل: بريطانيا  وتحديداً تقرير عام  2015 الذي خلص إلي أن الجماعة تشكّل تهديدًا أيديولوجيًا، وكذلك في ألمانيا والنمسا حيث تم حظر جمعيات إخوانية بتمويل خارجي، كما أنه في مصر بعد سلسلة حاكمة من القوانين لقطع  جذور الإرهاب صادرت أموال وممتلكات نحو 1200 شخص ومؤسسة مرتبطة بالتنظيم لضلوعها في تمويل العمليات الإرهابية".

ويؤكد "وهكذا يمثّل التمويل الخارجي حجر الزاوية في بقاء جماعة الإخوان واستمرار نفوذها الإقليمي والدولي، وبما أن مصادر التمويل ظلت محجوبة عبر قنوات معقدة، فإن خطر الجماعة لم يكن في سلاحها فقط. بل في قدرتها علي تمويل الصراع طويل الأمد ضد الدول والمجتمعات.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق