نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترمب “يزبل” نتنياهو.. إسرائيل في خطر وجودي, اليوم السبت 10 مايو 2025 07:30 مساءً
“المتأسرلون” و”المتأمركون” في ذهول، فقد وقعت الصاعقة على رؤوسهم بصورة مفاجئة. وحزب الليكود العربي والإسلامي في حالة ذهول، والعقول المتحجرة والتي لم تفهم وغالبا لن تفهم ما يجري، في حالة إحباط شديد. أما التافهين الذين استعجلوا التغزل بنتنياهو وإنجازاته الخلبيَّة، فالصاعقة أشدُّ وطأةً عليهم، فقد دهمتهم التطورات والأحداث والمتغيرات وصعقتهم، فلم تمنحهم وقتاً كافياً للانبساط بما افترضوه وصدَّقوه من إنجازات لنتنياهو، وانتصارات وهمية لإسرائيل.
أبداً لم يفاجئنا ترمب بأي من تصرفاته، لا في أمريكا، ولا في حروبه لإعادة هيكلتها وتغير نظامها حدياً، ولا في سياساته وخططه وقراراته لإعادة هيكلة مكانتها ودورها في العالم، وخاصة في شرقنا العربي والإسلامي.
قراءة ترمب ومعرفة خططه، وأين يركز جهده، وما هي أولوياته، حقاً بسيطة ويسيرة وممكنة، بل هي واضحة كالشمس لمن يعرف الواقع وتجلياته، ويقرأ في تحولاته، وحاجات الظروف، ومنطق الأحداث، وتراكمها، بلوغاً للحظات انعطافيه، أسميناها “رميات الله” أو “حاجات الظرف الموضوعي ومستلزماته للتطور والارتقاء”.
ترمب أوضح مِن الوضوح، فمن ساعته الأولى قالها؛ “أمريكا أولاً”، ولسنا شرطي العالم، ولن نقاتل أو نحمي أحداً، والحروب عبثية، وتبدد ثروات أمريكا وموازناتها، والعولمة محاولة اغتصاب للعالمية، في محاولة لحكومة الشركات الخفية أَمركة العالم وتنميطه بقيم وحياة لتخديم الشركات، بعد أن استولت على أمريكا نفسها، وتستخدمها أداة لإخضاع البشر لمشيئتها. وهذه تعاكس حقائق الحياة، وحاجاتها، وطبيعة البشر أنفسهم. وأعلن على الملأ حربه لتدمير العولمة، وأدواتها، ونظامها، وأذرع لوبي العولمة في كل مكان.
إسرائيل توأم أمريكا في النشأة والتكوين والوظيفة، وكلاهما دول ونُظم جرى تصنيعها في خدمة لوبي العولمة وحكومة الشركات. ولم تكن إسرائيل يوماً، ولا تأسست كدولة صاحبة حق، وقدرة على الاستمرار بدون تبني وتمويل وإدارة وتوظيف من حكومة الشركات. وإنشائها وحروبها ومكانتها وتطبيعها كانت بقوة حكومة الشركات ونفوذها، وما صنعته بداية القرن المنصرم من كيانات ونُظم وأُسَر مكنتها من تلك الدول المسخ، لوظيفة التساند والتكامل مع الدور الوظيفي لإسرائيل، والكل في خدمة الشركات ولوبي العولمة.
جذر وأعطاب عدم فهم ترمب، والجاري وموجته العاتية التي ستضرب في كل مكان، وفي الإدارات بدءاً من أوروبا، وامتداداً في العالم الانجلو ساكسوني. وحيث لأمريكا دور ونفوذ هي “الظاهرة الترمبية”، التي خرجت بجعة سوداء ومن خارج الصندوق وفي أمريكا. فالظاهرة القومية والدولتية، لم تكن من طبائع أمريكا التي صُنعَّت نظاماً وليس دولة وليست أمة أومجتمع ذو هوية موحدة.
لم تُفهَم ظاهرة ترمب، ولا أُعطيت حقها بالدرس، وعومل الرجل كأنه أحمق متقلب وارتجالي وطارئ، على عكس الظاهرة الأصيلة، والتي عَبَّرت عن حاجات مادية وجاءت تتويجاً لتطورات وتراكمات استوجبتها. وعندما يكون العقل قاصراً عن فهم الظاهرة، فلن تُفهَم نتائجها ولا مشروعها ولا تصرفاتها.
ترمب قادم للمنطقة، ورغبته جمع الأموال والمشاريع لإنعاش أمريكا وإنقاذها من الإفلاس والانهيار، الذي تسببت به حكومة الشركات، وبددت الموازنات والثروات، ونهبتها بذريعة الحروب. هو معني بإنقاذ أمريكا، لا بتأمين مصالح الشركات، لهذا يتصرف بحنكة وعقلانية شديدة، فيريد الاقتصاد الإيراني وأموال الخليج، ولا تحقق غايته الحروب، فلهذا أدار ظهره لنتنياهو وإسرائيل صاحبة الدور الوظيفي، لتأمين الشركات، وبالحروب.
ولأنه غير معني بحماية نتنياهو وتأمينه في إسرائيل، ألزمه بوقف الحرب قبل دخوله البيت الأبيض. إلا أنَّ نتنياهو ولوبي العولمة افترضوا أنهم يتذاكون على ترمب فانقلبوا. وأعاد نتنياهو لأسبابه، ولأوامر أسياده إشعال حرب غزة، فتركه ترمب حتى يصل إلى الإخفاق والعجز، ويُدَّفع جيشه أثمان باهظة في غزة، على يد أساطيرها وشعبها المقاوم الأسطوري. وورط البنتاغون بحرب اليمن، حتى كشف ضعفه وقصوره، وضرب ضربته بإعلان وقف الحرب على اليمن، وعزل مستشار الأمن القومي صاحب نتنياهو ومندوب لوبي صناعة الحروب، ثم أعلن القطيعة مع نتنياهو شخصاً، ونتنياهو يقود إسرائيل ويحكمها بقبضته الحديدة ويرهن مستقبلها بمستقبله هو.
ترمب وعد بإعلان كبير وهام جداً بشأن غزة، وسيلزم نتنياهو وقف الحرب بلا أية مكاسب أو انتصارات، وهو يؤهل الإعلام لقبول اتفاق نووي مع إيران لا يرضي نتنياهو ولا لوبي العولمة والشركات. وأوقف حرب اليمن، وقرر أن يعطي محمد بن سلمان كرت رابح، فلا ضغوط للتطبيع ولا مطالبة له بالتحالف مع إسرائيل. ونتنياهو فهم ترمب المال والاستثمارات، وليس تعويم نتنياهو ولا تخديم اسرائيل.
بين قرار وقف الحرب على اليمن، وعدم الضغط للتطبيع، والتفاهم مع إيران، وقطع العلاقة مع نتنياهو، باتت إسرائيل ووجودها، واستمرار هيمنتها قاب قوسين أو أدنى. فما نفع عنتريات نتنياهو واستعراض عضلاته في سورية ولبنان، حيث لا من يقاومه أو يتصدى، وقد عجز في غزة، وتأزمت أموره السياسية والعسكرية في إسرائيل، وقرر ترمب التخلي عنه وعن إسرائيل؟!
قلناها؛ ستقع الحرب بين التشرينين ،٢٠٢٣ ومن غزة. وعندما حصلت الطوفان العجائبية حسمنا أن إسرائيل هُزِمت والمحور قد لا ينتصر. وباتت أيام إسرائيل العادية معدودة، وقلنا أنَّ نتائج الحروب تقررها موازين القوى الكلية، والبيئات الاستراتيجية، وكلها في غير صالح نتنياهو وإسرائيل. صادَق نتنياهو وغالانت على قولنا، وأعلناها حرباً وجودية وقالا؛ إن لم تنتصر إسرائيل فيها، فلا مكان لها في المنطقة.
لله في خلقه شؤون ورميته أصدق الإنباء.
المصدر: بريد الموقع
0 تعليق