قالت هيئة البث التابعة لكيان الاحتلال إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيجري، اليوم الخميس، مشاورات أمنية مع قادة المؤسسة الأمنية، في ظل المفاوضات المتواصلة في الدوحة بشأن وقف إطلاق النار، واحتمال توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة.

وأشارت الهيئة إلى أن هذه المشاورات تأتي عقب إرسال نتنياهو وفدًا إلى الدوحة، وسط تقارير تفيد بوجود ضغوط أميركية على الحكومة الإسرائيلية من أجل التوصل إلى صفقة تبادل أسرى.

وفي هذا السياق، نقلت القناة 13 العبرية عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن “الحرب لن تنتهي قبل تحقيق جميع المطالب الإسرائيلية”. ووصفت القناة الساعات المقبلة من المفاوضات بأنها “حاسمة”، مشيرة إلى أن واشنطن طرحت عدة تصورات ممكنة للاتفاق، من بينها اتفاق جزئي لا يشمل وقفًا شاملاً للحرب في مرحلته الأولى.

ورغم هذه التحركات، تواصل الحكومة الإسرائيلية رفضها إنهاء العدوان ضمن أي اتفاق محتمل، ملوّحة بشن هجمات أوسع على غزة إذا لم تُسفر المحادثات عن نتائج ملموسة.

وكان كيان الاحتلال قد نكث باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير/كانون الثاني الماضي، واستأنف عدوانه على غزة في 18 مارس/آذار.

مفاوضات الدوحة

انطلقت الجولة الجديدة من المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووفد إسرائيلي، في حين تشارك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشكل غير مباشر.

وأفادت مصادر بأن ويتكوف ومسؤولين قطريين عقدوا اجتماعًا دام ساعتين مع الوفد الإسرائيلي مساء أمس، وفق ما ذكرته صحيفة يديعوت أحرونوت، التي أضافت أن ويتكوف وآدم بولر، مبعوثَي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، يرافقان الوفد الإسرائيلي خلال المباحثات.

ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن ويتكوف يسعى لإقناع رئيس الحكومة الإسرائيلية بتوسيع صلاحيات الوفد المفاوض في الدوحة، في محاولة لتسريع التوصل إلى اتفاق.

كما أشارت إلى أن المبعوث الأميركي يدرس مقترحات إضافية تتعلق بالإفراج المرحلي عن المحتجزين في غزة، بهدف دفع الأطراف إلى وقف القتال.

وأكدت الصحيفة أن كيان الاحتلال يصرّ على أن إنهاء الحرب مرهون بعودة جميع الأسرى، واستسلام حركة حماس، ونزع سلاحها، وترحيل قادتها.

ووفق تقديرات الحكومة الإسرائيلية، لا يزال هناك 58 محتجزًا في غزة، يُعتقد أن 24 منهم على قيد الحياة.

وكان المبعوث الأميركي ويتكوف قد زار تل أبيب أول أمس الثلاثاء برفقة آدم بولر، حيث التقيا عائلات الأسرى، وحثا نتنياهو على استغلال الفرصة عقب الإفراج عن الأسير الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر.

حماس: نتنياهو لا يكترث لأسراه ويسعى لحرب دائمة

من جانبها، قالت حركة حماس اليوم إن “الاحتلال يواجه جهود الوسطاء بالتصعيد العسكري”. وأضافت الحركة، في بيان عبر قناتها على تطبيق “تليغرام”، أن نتنياهو “لا يبدي أي اكتراث لمصير أسراه، ويسعى إلى حرب لا نهاية لها”.

وأشارت الحركة إلى أن كيان الاحتلال “يواجه المساعي الدولية لاستئناف التفاوض بالقصف الجماعي وفرض المزيد من المعاناة على المدنيين الأبرياء، في محاولة يائسة لفرض شروطه”.

وأضاف البيان أن “إصرار الاحتلال على التفاوض دون وقف العدوان، وتجاهل مساعي الوسطاء، يكشف أن هدفه من التهدئة هو كسب الوقت لاستئناف الحرب”.

وشددت حماس على أن أي مفاوضات يجب أن تفضي إلى “وقف شامل للعدوان، وإنهاء الحرب، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، والإفراج عن الأسرى”.

وكانت الحركة قد أعلنت، عقب إطلاقها سراح الأسير الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر يوم الاثنين الماضي، استعدادها الفوري للشروع في مفاوضات تهدف إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، يشمل الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من القطاع، وإنهاء الحصار، وتبادل الأسرى، والشروع في إعادة الإعمار.

وقد سبق للحكومة الإسرائيلية أن رفضت عرضًا من حماس بالإفراج عن جميع المحتجزين دفعة واحدة مقابل وقف الحرب، مصرّة على أن “المفاوضات ستجري تحت النار”.

المصدر: مواقع