فجّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل الشهيد عبد القادر القواسمي في مدينة الخليل، في اعتداء هو الثاني من نوعه على المنزل ذاته. وبحسب مصادر أمنية فلسطينية، فإن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت عدداً من أحياء المدينة، وتمركزت في منطقة دائرة السير، قبل أن تُقدِم على تفجير المنزل.

وأفادت المصادر ذاتها بأن جنود الاحتلال احتجزوا عدداً من العائلات الفلسطينية ومنعوا وصول المواطنين إلى المنطقة، كما نصبوا حاجزاً عسكرياً على مدخل الخليل الشمالي.

يُذكر أن الاحتلال كان قد فجّر منزل الشهيد القواسمي للمرة الأولى بتاريخ 21 كانون الثاني/ يناير 2024، علماً أن الشهيد ارتقى في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023.

ووفق ما أفادت به هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن سلطات الاحتلال نفّذت خلال نيسان/ أبريل الماضي 73 عملية هدم طالت 152 منشأة، بينها 96 منزلاً مأهولاً و10 منازل غير مأهولة و34 منشأة زراعية، وتركزت عمليات الهدم في طوباس (59 منشأة)، والخليل (39 منشأة)، ثم القدس (17 منشأة).

وفي جنين، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الحي الشرقي للمدينة، حيث أفادت مصادر محلية بأن عدداً كبيراً من الآليات العسكرية تمركز في حارات حليمة السعدية، وداهم الجنود عدة منازل، من بينها منزل غسان السعدي الذي خضع للتفتيش.

كما انتشرت الآليات في مناطق متعددة من وسط المدينة، وأعاقت حركة المواطنين ومركباتهم، ما تسبب بازدحام مروري شديد على شارع نابلس والشوارع الفرعية. وبحسب المصادر نفسها، داهمت قوة من الاحتلال مقهى دمشق في المدينة وفتشته، تزامناً مع اقتحام منزل مالكه في الحي الشرقي.

وفي بلدة قباطية جنوب جنين، أصيب فتى يبلغ من العمر 17 عاماً برصاص حي في البطن خلال اقتحام قوات الاحتلال للبلدة فجراً. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها قدّمت الإسعاف الأولي للفتى ونقلته إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وبحسب المصادر المحلية، رافقت آليات الاحتلال جرافات عسكرية بدأت بتجريف الشوارع قرب مسجد الزهراء وحارة أبو الرب، ما ألحق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية، في وقت كانت الطائرات المسيرة تحلق في سماء البلدة.

كما اعتقلت قوات الاحتلال عدداً من المواطنين بينهم عمر الأقرع ونجله محمود، ومحمد عماد أبو الرب، وماجد أبو الرب ونجله إيهاب. وتواصل قوات الاحتلال مداهمة المنازل وتفتيشها والتحقيق الميداني مع أصحابها.

وفي محافظة سلفيت، اقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم قرية سرطة غرب المحافظة، حيث داهم الجنود منزل المواطن عصام محمد صلاح، بالإضافة إلى روضة أطفال تعود ملكيتها لنجله، وعبثوا بمحتوياتها ودمروا أجزاء من جدرانها.

وبحسب ما أفادت به مصادر محلية، فإن الاقتحام يأتي في سياق حملة عدوانية مستمرة تستهدف بلدتي كفر الديك وبروقين منذ سبعة أيام، تخللها تحويل عدد من المنازل إلى ثكنات عسكرية وتسليم إخطارات بهدم منازل.

ووفق ما أفاد به الناشط فارس قصول من بلدة كفر الديك، فإن هذه الإجراءات التعسفية تطال السكان كافة دون استثناء، وتحرم المرضى، خصوصاً أولئك المصابين بأمراض مزمنة أو ممن يحتاجون لغسيل الكلى، من الوصول إلى المرافق الصحية بسبب الحصار المشدد.

بالفيديو | صرخة فلسطينية بعد إخلاء منزلها المكون من ثلاث طبقات تمهيداً لهدمه في بلدة كفر الديك غرب سلفيت

وفي رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة سلواد شمال شرق المدينة، ونفذت عمليات مداهمة لعدد من المنازل، ونشرت جنوداً مشاة في شوارع البلدة، في وقت استمر فيه إغلاق المدخل الرئيسي لبلدة ترمسعيا لليوم الثاني على التوالي، ما اضطر المواطنين إلى استخدام طرق التفافية طويلة، وفق ما أفادت به مصادر محلية.

وفي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال فجراً عدداً من أحياء المدينة، من بينها شارع تل غربا، حيث داهم الجنود منزلاً وفتشوه وعبثوا بمحتوياته. وامتد الاقتحام إلى البلدة القديمة وشوارع الباشا ورأس العين والتعاون ونابلس الجديدة والمعاجين. وأكدت مصادر أمنية ومحلية أن الاقتحام لم يسفر عن اعتقالات أو مواجهات حتى اللحظة.

كما نفّذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في بيتونيا ومخيم الجلزون في محافظة رام الله، طالت عشرة مواطنين، من بينهم والدة الأسير بدر عرموش، ونجله، ونجل شقيقه. وفي مخيم الجلزون، اعتقلت القوات سبعة مواطنين وهم: محمد صافي (والد الشهيد أيسر صافي)، وأيسر رائد صافي، وغسان رياض صافي، وثائر رمضان صافي، ورامي محمد عليان، وعبد الناصر محمد مقدادي، ومحمد ساهر دبور.

وأفادت مصادر محلية بأن جنود الاحتلال اعتدوا بالضرب على عدد من الشبان أثناء مداهمة منازلهم، كما منعوا المصلين من التوجه إلى صلاة الفجر، وفتشوا محلاً تجارياً بعد تفجير أبوابه.

وفي أريحا، أصيب شاب برصاص الاحتلال في يده خلال اقتحام حي كتف الواد، حيث داهم الجنود عمارة سكنية ثم انسحبوا من المنطقة، وفق ما أفادت به جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

وفي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة نحالين برفقة جرافات عسكرية إلى منطقتي خلة الدالية وقرنة الدعمس جنوب البلدة، تمهيداً لتنفيذ عمليات هدم، بحسب ما أفاد به رئيس بلدية نحالين جمال نجاجرة.

كما استولت القوات على ثلاث مركبات تعود للمواطنين أحمد إسماعيل عوض صلاح، ويوسف حسن إسماعيل عيسى، ومحمد خالد علي غنيم، وذلك خلال اقتحام بلدة الخضر. وداهم الجنود عدة منازل تعود لعائلات صلاح وغنيم وصبيح.

وفي الأغوار، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على حاجز الحمرا العسكري، وأغلقت البوابات الحديدية أمام حركة المواطنين، ما أعاق وصولهم إلى أماكن عملهم. وأفادت مصادر محلية بأن هذه الإجراءات المشددة مستمرة منذ نحو عامين.

وفي قلقيلية، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب أحمد جمال الجزار بعد مداهمة منزله وتفتيشه. وبحسب شهود عيان، فإن القوات اقتحمت المدينة من مدخلها الشرقي، وسيرت آلياتها باتجاه الجهة الجنوبية، وانتشرت في أحياء القرعان وشارع نابلس، كما داهمت بناية سكنية قرب مدرسة يوسف عودة.

هذا، وتتواصل اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدن وبلدات الضفة الغربية في إطار سياسة ممنهجة من التصعيد العسكري والضغط الأمني، تترافق مع ممارسات تهدف إلى تقويض الحياة اليومية للفلسطينيين، من خلال الاقتحامات الليلية، وعمليات الاعتقال الجماعي، وتدمير الممتلكات، ومصادرة الأراضي.

وتشهد مناطق عدة في الضفة حالة من التوتر الدائم نتيجة استمرار هذه الانتهاكات التي تصاعدت منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وامتدادها إلى مختلف الجبهات الفلسطينية.

وتأتي هذه التطورات الميدانية في ظل غياب أي أفق سياسي حقيقي، واستمرار الاحتلال في فرض سياسات القمع والتنكيل، ما ينذر بمزيد من التصعيد والتدهور الأمني والإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في وقت تُحمّل فيه الفعاليات الفلسطينية المجتمع الدولي المسؤولية عن صمته تجاه هذه الجرائم، وتطالب بتوفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني.

المصدر: موقع المنار