في تطور لافت، قامت دورية تابعة للقوات الفرنسية العاملة ضمن قوات الطوارئ الدولية “اليونيفل”، بمرافقة فريق من هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” في جولة ميدانية هي الأولى من نوعها منذ إعلان وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

الجولة التي جرت في منطقة وادي السلوقي جنوب لبنان، وصفها مراسل القناة البريطانية بأنها “عملية تمشيط” تهدف إلى “استكشاف مواقع يُشتبه بأنها تُستخدم من قبل مقاتلي حزب الله جنوب نهر الليطاني”. وقد أشار المراسل إلى حصوله على إذن نادر لمرافقة الجنود الفرنسيين خلال هذه المهمة، التي استمرت أكثر من ساعة.

وتضمّن التقرير المصوّر شروحات قدّمها أحد عناصر القوة الفرنسية، تناولت طبيعة المنطقة وما قيل إنها “أماكن إقامة لمقاتلين ونقاط انطلاق باتجاه منصات إطلاق الصواريخ”.

كما تضمّن التقرير تصريحًا لنائبة المتحدث باسم قوات اليونيفل، كانديس أدريال، أكدت فيه أن أبرز خروقات اتفاق وقف إطلاق النار مصدرها الجانب الإسرائيلي، مشيرة إلى تكرار الغارات الجوية، والانتهاكات المستمرة للأجواء اللبنانية من قبل الطائرات الحربية والمسيرة الإسرائيلية، بالإضافة إلى وجود قوات إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية في خمسة مواقع.

هذه الجولة أثارت تساؤلات جدية حول أهدافها وتوقيتها، وما إذا كانت تأتي في إطار مهمة أممية محايدة لمراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار، أم أنها تنطوي على مهمة أحادية الجانب تخدم أهدافًا استخباراتية عبر تقديم معلومات عملياتية ولوجستية قد يستفيد منها العدو الإسرائيلي.

كما طرحت الجولة علامات استفهام حول مدى فاعلية لجنة الإشراف الدولية على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وأعادت التذكير بدور الدولة اللبنانية السيادي في الجنوب، وبمدى تأثير الجهد الدبلوماسي الرسمي في لجم الانتهاكات الإسرائيلية التي تجاوزت، حتى اليوم، أربعة آلاف خرق للقرار الدولي.

المصدر: موقع المنار