نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فشل آلية توزيع المساعدات الإسرائيلية-الأمريكية في رفح وسط فوضى وانسحاب الموظفين الأميركيين, اليوم الثلاثاء 27 مايو 2025 10:09 مساءً
شهدت أول تجربة لتطبيق آلية توزيع المساعدات الغذائية التي تموّلها الولايات المتحدة وتشرف عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة فشلًا ذريعًا، بعد فقدان السيطرة على حشود المواطنين الجائعين، وتفاقم حالة الفوضى في أحد مراكز التوزيع غربي مدينة رفح جنوب القطاع.
الآلية التي تستبعد المنظمات الإنسانية الدولية، وفي مقدمتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، أثارت منذ انطلاقها موجة رفض من قبل مؤسسات الإغاثة الدولية، التي أكدت عدم تعاونها مع هذا المسار البديل، مطالبة بعودة العمل وفق الآليات السابقة التي تشرف عليها الأمم المتحدة.
وبحسب ما أفادت به مؤسسة “غزة الإنسانية” المدعومة أميركياً، فقد بدأت اليوم الثلاثاء عملية توزيع المساعدات الغذائية في مركز يخضع لسيطرة جيش الاحتلال. إلا أن العملية خرجت عن السيطرة بعد تدفق آلاف المواطنين المحاصرين والجائعين، مما أدى إلى حالة من الفوضى الشديدة.
مصادر عبرية، وفق ما نقلته وكالة “صفا”، أكدت انسحاب موظفي الأمن التابعين للشركة الأميركية المكلفة بتأمين التوزيع، بعد انهيار النظام داخل المركز، وقيام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار لتفريق الحشود، ما أسفر عن إصابات في صفوف المدنيين. كما أشارت المصادر إلى أن المواطنين اقتحموا المركز واستولوا على محتوياته، بما فيها المواد الغذائية والمعدات اللوجستية.
وفي السياق، أفادت القناة الإسرائيلية “12” عن مصدر قال إن “الاكتظاظ الكبير والضغط الشديد أديا إلى انهيار تام للنظام داخل مركز التوزيع”، مضيفًا أن الأهالي استحوذوا على كل ما في المركز، من مساعدات وأدوات وتجهيزات.
مصدر فلسطيني مطلع حمّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تفاقم المجاعة في غزة، واصفًا الآلية الجديدة بأنها جزء من “مسار ابتزاز سياسي تمارسه واشنطن وتل أبيب”، محذرًا من أن استبعاد الأونروا وغيرها من المنظمات الدولية يكرّس إدارة فاشلة وغير إنسانية للوضع الكارثي في القطاع.
من جهته، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة فشل مشروع الاحتلال الإسرائيلي لتوزيع المساعدات في ما يُسمى بـ”المناطق العازلة”، مشيرًا إلى أن المشهد في مركز رفح يعكس الانهيار التام لما وصفته سلطات الاحتلال بـ”المسار الإنساني”، في ظل حصار مستمر منذ أكثر من 90 يوماً تسبب في وفاة عشرات الأطفال والمواطنين بسبب الجوع.
وأضاف البيان أن الجائعين اضطروا لاقتحام المركز والاستيلاء على الطعام تحت وطأة المجاعة، بينما تعاملت قوات الاحتلال بإطلاق النار على المدنيين، في مشهد مأساوي يعكس غياب أي مسار منظم أو مسؤول لتقديم المساعدات.
وطالب المكتب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالتحرك الفوري لوقف الجريمة، وفتح المعابر الإنسانية دون قيود، وتمكين المؤسسات الدولية من أداء مهامها بعيداً عن تدخل الاحتلال. كما دعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتوثيق جريمة التجويع، وتقديم قادة الاحتلال إلى المحاكمة بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
الاحتلال يواصل جرائمه شمال غرب غزة… وشهداء في الكرامة والشاطئ
لا تزال الجرائم الإسرائيلية متواصلة في قطاع غزة حتى هذه اللحظات، حيث تستمر الاستهدافات الجوية والمدفعية في مختلف مناطق القطاع، بالتزامن مع اليوم الـستمئة للحرب المستمرة.
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازر جديدة راح ضحيتها 90 شهيدًا، بينهم نساء وأطفال، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وذلك جراء قصف عنيف استهدف مناطق متفرقة في أنحاء القطاع.
وفي آخر التطورات الميدانية، أفاد مراسلنا عن استهداف مباشر لمجموعة من المواطنين في منطقة الكرامة شمال غرب مدينة غزة، إضافة إلى استهداف خيمة للنازحين في مخيم الشاطئ غرب المدينة، ما أسفر عن استشهاد اثنين من عائلة موسى.
يترافق هذا التصعيد مع استمرار تدمير المربعات السكنية بشكل ممنهج، لا سيما في المناطق الشرقية من القطاع وشماله، حيث تتركز الآليات العسكرية الإسرائيلية، وتُنفّذ عمليات نسف وتدمير للبنى التحتية والأحياء السكنية.
وفي المقابل، شهد هذا اليوم تصعيدًا ملحوظًا في عمليات المقاومة الفلسطينية، حيث أعلنت سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن تنفيذ كمين محكم استهدف مجموعة من جنود الاحتلال شرق حي الشجاعية، أدى إلى وقوع إصابات مؤكدة في صفوف القوة المستهدفة. كما أعلنت عن تنفيذ كمين آخر في منطقة “شرق 700″، وسط استمرار المواجهات في عدة محاور ميدانية.
الوقائع المتسارعة في غزة تعكس استمرار الاحتلال في سياسته القائمة على القتل والتجويع والتدمير، في ظل صمت دولي وعجز أممي عن وقف هذه الجرائم المتواصلة بحق أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين منذ شهور.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق