المبادرة، التي يتم تمويلها من خلال "صندوق الخدمات والتنمية المحلية"، تأتي كتجربة غير مسبوقة لتركيب ألواح شمسية علي منازل المواطنين بنظام "العداد التبادلي" المربوط بالشبكة العامة، وتستهدف في مرحلتها الأولي العاملين بالوحدة المحلية لمركز الفرافرة، علي أن تشمل لاحقًا باقي العاملين بالجهات الحكومية وعموم الأهالي، في خطوة استراتيجية تهدف لتخفيف الأعباء المعيشية، وترشيد استهلاك الكهرباء، وتقليل الاعتماد علي الوقود الأحفوري.

أطلق مركز الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد مبادرة طموحة لتحويل أسطح المنازل إلي منصات لإنتاج الكهرباء النظيفة، من خلال تركيب ألواح شمسية بنظام "العداد التبادلي"، وبتمويل مباشر من صندوق الخدمات والتنمية المحلية، وبتقسيط ميسر يُخصم من رواتب العاملين في الوحدة المحلية، تمهيدًا لتوسيع التجربة لاحقًا.

وتستهدف المبادرة في مرحلتها الأولي العاملين المثبتين بالوحدة المحلية، علي أن تشمل المرحلة الثانية الموظفين في باقي الجهات الحكومية، ثم تتوسع لتشمل عموم المواطنين، ضمن خطة استراتيجية مدروسة تراعي البعد الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين، خصوصًا في المناطق الحدودية والنائية.

وتتمثل الشروط الأساسية للاستفادة من المبادرة في إثبات ملكية المنزل أو تقديم موافقة الشركاء في حال تعدد الملكية، إضافة إلي أن تكون فترة سداد الأقساط أقل من المدة المتبقية لإحالة المتقدم إلي المعاش، مع استيفاء الشروط الفنية والهندسية لضمان كفاءة التركيب وسلامته.

أكد النائب محمد علي عبدالغني، عضو مجلس النواب، أن هذه الخطوة تُعد مثالًا حيًا علي الحلول المستدامة التي تخدم المواطن والدولة في آن واحد.. مشيرًا إلي أن تركيب الألواح الشمسية لا يساهم فقط في تقليل الانبعاثات الضارة وتوفير الكهرباء، بل يؤدي أيضًا إلي تخفيف الفواتير الشهرية علي الأسر، ما يسهم في تحسين المستوي المعيشي، ويعزز التنمية المحلية المستدامة.

ومن جانبه، أشار أيمن سعدالله، مدير إدارة التضامن الاجتماعي بمركز الفرافرة، إلي الأثر الإيجابي المباشر للمبادرة علي الأسر الأولي بالرعاية، مؤكدًا أن توفير الكهرباء عبر الطاقة الشمسية في أقساط ميسرة سيقلل من الأعباء الاقتصادية، خاصة مع دخول فصل الصيف وموسم الامتحانات.

أعرب العديد من سكان مركز الفرافرة عن سعادتهم الغامرة بهذه المبادرة، معتبرين أنها تمثل نقلة نوعية في حياتهم اليومية، ودليلًا علي أن الدولة حاضرة في كل ركن من أركان الوطن، حتي في أقصي الحدود.

وقال أحمد سالم، من قرية أبو منقار، إن المبادرة تعكس الاهتمام الحقيقي من القيادة السياسية، وعلي رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي. بتنمية الوادي الجديد، مشيرًا إلي أن ما يحدث في الفرافرة هو تجسيد حي لشعار "حياة كريمة".

بينما أكد رضا حمودة. الذي يعمل في الإرشاد السياحي. أن المحافظة تواصل جهودها في تقديم الدعم لمواطنيها، لا سيما في المناطق الواعدة والحدودية، بما يضمن استقرارهم وتحسين ظروفهم المعيشية.

وأشار مجدي مرسي، أحد أبناء مركز الداخلة، إلي أهمية تعميم هذه التجربة علي باقي مراكز المحافظة، مؤكدًا أنها ستحدث نقلة نوعية في استهلاك الطاقة، وتدعم الاستثمار في الطاقة المتجددة. بما يعزز جهود الدولة نحو التنمية المستدامة.

سيتم استقبال طلبات الراغبين في الاستفادة من المبادرة بمقر الوحدة المحلية لمركز ومدينة الفرافرة، مع إعطاء الأولوية بأسبقية التقديم واستيفاء الشروط المطلوبة، والتي تشمل أن يكون المتقدم من العاملين المعينين بالوحدة المحلية "في المرحلة الأولي" وتقديم ما يفيد بملكية المنزل أو الحصول علي موافقة الشركاء في الملكية وأن تكون مدة سداد الأقساط أقل من المدة المتبقية لإحالة المتقدم للمعاش واستيفاء الشروط الفنية والهندسية والمالية المطلوبة.

بهذه الخطوة الرائدة، تضع محافظة الوادي الجديد نفسها في طليعة المحافظات الساعية إلي التحول نحو الطاقة النظيفة، وتؤكد علي أن التنمية لا تعرف حدودًا جغرافية، وأن الرؤية الوطنية الشاملة نحو "حياة كريمة" تجد صداها في واحات الصحراء كما في قلب الحضر، الفرافرة اليوم تشرق من جديد، ليس فقط بشمسها الطبيعية، بل بأمل جديد يصعد من فوق أسطح البيوت في صورة ألواح شمسية تحمل وعدًا بمستقبل أكثر إشراقًا.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل