عز الدين سليم، الرئيس الأسبق لمجلس الحكم الانتقالي في العراق، وُلد في 23 مارس 1943 في قرية الهوير التابعة لمدينة البصرة في جنوب العراق. في طفولته، التحق بالكتّاب لتعلم القرآن الكريم والقراءة والكتابة. ثم أكمل دراسته في مدرسة الهوير الابتدائية ودرس في قضاء القرنة، حيث حصل على شهادة المتوسطة. بعد ذلك، التحق بدار المعلمين وتخرج منها في عام 1964 ليبدأ عمله كمدرس للمواد الأدبية مثل اللغة العربية والتاريخ في العراق والكويت.

الانتماء السياسي والنضال ضد النظام البعثي

خلال سنوات دراسته، انتمى عز الدين سليم إلى الحركة الإسلامية، وبدأ نشاطه السياسي منذ شبابه. في عام 1961، أصبح عضواً في تنظيم الدعوة الإسلامية، الذي أصبح يعرف لاحقًا بحزب الدعوة. ومن ثم، تدرج في صفوف التنظيم حتى أصبح أحد قيادييه البارزين. في عام 1975، اعتقل بتهمة الانتماء للتنظيم، وتم نقله إلى مديرية أمن الديوانية، ولكنه أُطلق سراحه بعد أن تعذر التعرف على شخصيته. ورغم مضايقات النظام، استمر في نضاله السياسي.

الهجرة والعمل في المنفى

بعد أن أصبح ملاحقاً من النظام العراقي، اضطر عز الدين سليم للهجرة إلى الكويت في عام 1975، حيث عمل مع مجموعة من الناشطين العراقيين ضد نظام صدام حسين. في بداية عام 1980، انتقل إلى إيران حيث أسس حركة الدعوة الإسلامية مع مجموعة من المهاجرين السياسيين. كما انضم إلى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عام 1983، وشارك في قيادة الإعلام والتنسيق السياسي للمجلس لأكثر من 15 عاماً.

النشاط السياسي: من المعارضة إلى القيادة

في عام 2001، ترك عز الدين سليم العمل في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، وكان من المؤسسين لـ اتحاد القوى الإسلامية العراقية في طهران، ثم أصبح أمينًا عامًا للاتحاد. شارك في فعاليات المعارضة الوطنية في الخارج، وكان عضواً في مؤتمر صلاح الدين عام 1992، وفي مؤتمر لندن الذي عقد قبل سقوط نظام صدام حسين. كما شارك في اجتماعات السليمانية ولجنة المتابعة والتنسيق.

العودة إلى العراق ورئاسة مجلس الحكم الانتقالي

في 17 مايو 2003، عاد عز الدين سليم إلى العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، وكان في استقباله حشود ضخمة من الجماهير. في 1 مايو 2004، تم انتخابه رئيساً لمجلس الحكم الانتقالي في العراق بعد تصويت أغلبية أعضاء المجلس لصالحه، ليقود المرحلة الانتقالية في البلاد.

تأسيس المركز الوطني للدراسات الاجتماعية والتاريخية

بعد سقوط النظام البعثي في العراق، أسس عز الدين سليم المركز الوطني للدراسات الاجتماعية والتاريخية في مدينة البصرة، بهدف تعزيز البحث العلمي والتاريخي في العراق بعد التغيير السياسي الذي شهدته البلاد.

الاغتيال: رحيل عز الدين سليم

على الرغم من جهوده الكبيرة في إعادة بناء العراق بعد سقوط النظام البعثي، تم اغتيال عز الدين سليم في 17 مايو 2004 على يد جماعة التوحيد والجهاد، المرتبطة بتنظيم القاعدة، ليكون رحيله خسارة كبيرة للعملية السياسية في العراق.