«المشهد اليمني» تحاور الدكتور محمد سعد: برامج الماجستير والدكتوراه في الإعلام تؤهل أساتذة يفتقرون للمهارات الرقمية

المشهد اليمني 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«المشهد اليمني» تحاور الدكتور محمد سعد: برامج الماجستير والدكتوراه في الإعلام تؤهل أساتذة يفتقرون للمهارات الرقمية, اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 10:27 مساءً

نخرج نُسخاً كربونية بلا تجديد.. والتعليم الإعلامي يحتاج إلى ثورة شاملة

في خضم التحولات التكنولوجية المتسارعة التي يعايشها الإعلام العربي، يطرح الدكتور محمد سعد إبراهيم أستاذ الصحافة بجامعة المنيا، وعميد معهد الشروق للإعلام سابقًا ومؤسس منتدى الأصالة والتجديد في بحوث الإعلام العربية، رؤيته النقدية الحادة حول واقع برامج الدراسات العليا في الإعلام بالجامعات العربية، داعيًا إلى إعادة هيكلتها لتواكب متطلبات العصر الرقمي وتدمج بين البعد الأكاديمي والتطبيقي؛ في هذا الحوار، يضع سعد النقاط على الحروف، مشخّصًا الإشكالات ومقترحًا حلولًا عملية.

س: دكتور محمد، ما أبرز ملاحظاتك على برامج الماجستير والدكتوراه في الإعلام؟

للأسف الشديد، برامج الدراسات العليا في الإعلام ما زالت تدور في حلقة مفرغة، فهي لا تُعدّ الطالب ليصبح صحفيًا رقميًا أو باحثًا ميدانيًا، بل تقتصر على تأهيله ليكون "أستاذًا محاضرًا"، وهذا في حد ذاته أمر ليس خاطئًا، لكن حين يكون هذا هو الهدف الوحيد، نكون قد حصرنا مستقبل الإعلامي في قاعة المحاضرات.

س: ما الفجوة الأساسية التي تراها في هذه البرامج؟

الفجوة الكبرى تكمن في غياب المهارات التطبيقية. قبل خمسين عامًا، تعلمنا على يد رواد مثل جلال الدين الحمامصي كيف نكتب الخبر والتحقيق، واليوم لا نجد من يعلم طلابنا أساسيات تحليل البيانات، أو فهم خوارزميات التوزيع، أو تقنيات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت قلب العمل الإعلامي الرقمي. نحن بحاجة إلى تعليم يربط بين النظرية والتكنولوجيا، بين المعرفة والتطبيق.

س: هل ترى أن هناك نمطًا معينًا من المخرجات يتكرر دون تطور؟

بالتأكيد. الجامعات تخرج نُسخًا كربونية من أساتذة الإعلام، تكرار في الفكر، في المواضيع، في الأدوات. لا تجديد ولا إبداع ولا مهارة، البحوث التطبيقية شبه غائبة، رغم أن التكنولوجيا أحدثت تحولات هيكلية في العمل الإعلامي، من غير المعقول أن تكون بحوثنا ما زالت تناقش نفس العناوين منذ عقدين، دون التطرق لتأثير الذكاء الاصطناعي، أو تقنيات الواقع المعزز، أو البودكاست، أو غرف الأخبار المدمجة.

س: كيف يمكن إصلاح هذه المنظومة؟

الإصلاح يبدأ بإعادة هيكلة برامج الماجستير والدكتوراه لتقوم على ثلاثة مكونات رئيسية: أولًا، المقررات الأكاديمية التي تركز على البعد المعرفي والفلسفي وتجديد المنهج العلمي، ثانيًا، مشروع بحثي تطبيقي يكون مكملًا للدراسة النظرية، وثالثًا، مجموعة من المهارات الرقمية التي تدمج تقنيات البحث العلمي بالممارسة الإعلامية.

س: هل هناك أساليب تدريس حديثة تقترحها لتفعيل هذا الإصلاح؟

نعم، أدعو إلى تبني أساليب "التعلم القائم على المشروعات" (Project-Based Learning)، بحيث ينجز الطالب مشروعًا إعلاميًا حقيقيًا يطبق فيه ما تعلمه من مهارات تحليل المحتوى والجمهور والتصميم الرقمي والتصوير والمونتاج والبرمجة، كذلك من المهم أن تتضمن الخطط البحثية للكليات نصيبًا واضحًا من البحوث التطبيقية المرتبطة بسوق العمل الإعلامي.

س: وماذا عن الدورات التدريبية المعتمدة كشرط للمناقشة؟

كثير من الدورات المفروضة حاليًا شكلية وتُفرض فقط لتنمية موارد الكليات، لا لتطوير الطالب، أقترح استبدال هذه القائمة بدورات نوعية في المهارات الإعلامية الرقمية، مثل أدوات السوشيال ميديا، صحافة الموبايل، الكتابة الرقمية، وتقنيات تحليل الترند، هذه هي المهارات التي يحتاجها خريج الإعلام ليكون فاعلًا في السوق، لا مجرد شهادة ورقية.

س: هل تغيرت صورة "أستاذ الإعلام" في خيال الطلاب؟

قديماً، كان يُتندر على أستاذ الإعلام الذي لا يجيد كتابة خبر أو تصميم صفحة. اليوم، نحن إزاء تعليم إعلامي متعدد التخصصات ومهارات متنوعة، لكن واقع الأستاذ لم يتغير كثيرًا، مما يجعل السخرية أعمق. تخيل أن بعض الأساتذة لا يعرفون كيف يستخدمون أدوات تحليل الجمهور أو يتعاملون مع خوارزميات النشر! هذه الهوة بين ما ندرّسه وما يعيشه الإعلام خارج الجامعة أصبحت فجّة، ويجب أن تُردم فورًا.

الماجستير في الإعلام، الدكتوراه في الإعلام، محمد سعد، جامعة المنيا، الإعلام الرقمي، تعليم الإعلام، المهارات الرقمية، الذكاء الاصطناعي في الصحافة، إصلاح التعليم الإعلامي، التعلم القائم على المشروعات، Project-Based Learning، تطوير مناهج الإعلام، الدراسات العليا، الصحافة الحديثة، تحليل البيانات، التعليم الجامعي العربي، بحوث الإعلام التطبيقية، البرمجة للإعلاميين، خوارزميات التوزيع، إعلام متعدد التخصصات.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق