نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حاصباني: تداعيات الحرب الإسرائيلية - الإيرانية على لبنان حتمية والحياد ضرورة وطنية, اليوم السبت 14 يونيو 2025 12:18 مساءً
اعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني أن الهجوم الإسرائيلي على إيران يحمل تداعيات إقليمية أولية، أبرزها الخلل الذي تسبب به في الحركة التجارية وحركة السفر والنقل، حيث جرى تعليق وتحويل العديد من الرحلات الجوية نتيجة ارتفاع مستوى المخاطر في المنطقة. ولفت إلى أن هذا الارتفاع وحده كفيل بزيادة الكلفة الاقتصادية في مجمل الإقليم، سواء على مستوى أسعار النفط والغاز أو كلفة الشحن والتأمين وسواها.
ورأى حاصباني أن احتمالية نشوب حرب شاملة باتت كبيرة، إذ أن هذه الضربة مؤجلة منذ عام 2006، وكان من المتوقع أن تحدث بعد حرب تموز، ولا يزال هذا الاحتمال قائماً اليوم بنسبة مرتفعة.
وعلى الصعيد اللبناني، أشار إلى أن التداعيات المباشرة ستكون على موسم الصيف السياحي، الذي قد يتأثر سلباً نتيجة التوترات الإقليمية وارتفاع منسوب المخاطر. كما لفت إلى وجود احتمال لامتداد هذه الحرب إلى الداخل اللبناني، إما من خلال تحرّك من داخل الأراضي اللبنانية أو عبر تحرك استباقي من قبل إسرائيل على الأراضي اللبنانية.
وقال حاصباني إن المخاطر مرتفعة مع اقتراب موسم الصيف، خاصة أن العملية قد تدوم لأسابيع في حال عدم حصول تصعيد إضافي، وتعتمد إلى حد كبير على قدرات الرد الإيرانية، التي تبدو حتى الآن محدودة. وتساءل: "هل سيتم استخدام قدرات رد أخرى في المنطقة إن كانت لا تزال موجودة؟"
وأوضح أن هذه الأسئلة المفتوحة ترفع مستوى عدم اليقين حيال ما يمكن أن يحدث في المنطقة، ما يضاعف المخاوف الاستثمارية والسياحية والتجارية في لبنان، ويثير القلق من تكرار سيناريو الدمار والانزلاق إلى حرب واسعة. وشدّد في هذا السياق على أهمية بقاء لبنان محايداً، للحد من التداعيات المحتملة، مشيراً إلى أن "لبنان نال حصّته من الحروب والدمار، ولم يعد يحتمل المزيد".
وأكد حاصباني أن مفاعيل المواجهة القائمة في المنطقة ستتضح للبنان عند انتهائها، بحسب نتائجها وبحسب الدور الذي سيؤديه الفاعلون اللبنانيون في تلك المواجهة. وأضاف أن الإجابات على كثير من الأسئلة قد تظهر خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة، حيث سيُحسم المشهد إقليمياً.
وأشار إلى أن التداعيات السلبية على الموسم السياحي، والحركة التجارية، والكلفة الاقتصادية هي تداعيات حتمية، حتى في حال عدم تصعيد إضافي أو عدم توسّع الحرب إلى مستوى شامل، وحتى في حال بقي لبنان على الحياد. ولفت إلى أن دخول لبنان موسم الصيف السياحي في ظل حالة عدم اليقين وارتفاع منسوب المخاطر، وسط خلل في حركة السفر والنقل الجوي، يجعل من التأثير السلبي أمراً واقعاً.
وأوضح حاصباني أن هناك سيناريوهين مطروحين: الأول يتمثل في إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات مع إيران بعد ضرب منشآتها النووية، بما يضع حداً لحالة التوتر الحالية خلال شهر أو شهرين. أما الثاني، فيقوم على استمرار التوترات وتحوّلها إلى حرب طويلة واستنزافية تؤدي إلى تغييرات في الأنظمة السياسية والعسكرية، وترتيبات سياسية تشمل إيران والعراق وربما تمتد إلى لبنان. وأكد أن تداعيات هذا السيناريو لن تقتصر على الموسم السياحي، بل قد تدخل البلاد في مرحلة صعبة على مختلف الأصعدة قبل أن تصل إلى الاستقرار.
ومن بين التداعيات الأخرى التي قد تطال لبنان، أشار حاصباني إلى أنه مع قرع طبول الحرب، تتحوّل الأنظار المحلية والدولية نحو المعارك والشؤون الأمنية، ويجري التغاضي عن الأولويات الأخرى، وعلى رأسها الإصلاحات المالية والاقتصادية والدعم الدولي الذي يحتاجه لبنان. لذلك، شدّد على أهمية مواصلة العمل على الملفات الإصلاحية والاقتصادية والمعيشية، حتى وإن تراجع الاهتمام الدولي بها مؤقتاً أو تمّ وضعها على نار هادئة.
وختم حاصباني بالتأكيد على ضرورة إبقاء لبنان بعيداً عن أي مواجهات عسكرية، وضرورة استثمار هذه الفترة في التقدم بمسار الإصلاح وتجهيز كافة الملفات المطلوبة دولياً، حتى يكون لبنان مستعداً للاستفادة من التسويات والتحوّلات الكبرى في المنطقة عندما يحين أوانها.
0 تعليق