نشر في باب نات يوم 16 - 06 - 2025

قال محسن رضائي، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران والقائد السابق للحرس الثوري خلال حرب الخليج الأولى، إن الجمهورية الإسلامية تمارس ضبط النفس في مواجهة العدوان الإسرائيلي، مشدّداً على أن ما أظهرته حتى الآن "لا يُمثل سوى جزء بسيط من قدراتها العسكرية".
رسائل الردع والتحذير
وفي مقابلة تلفزيونية بثّها التلفزيون الإيراني مساء الأحد، أوضح رضائي أن إيران لم تستخدم كامل أدواتها حتى اللحظة، مشيراً إلى امتلاكها أسلحة متطورة ورؤوس حربية أكبر لم يتم الكشف عنها بعد. وأضاف:
"نتقدم بخطة دقيقة وبحكمة... وإذا واجهت صواريخنا طائرات أمريكية أو فرنسية أو بريطانية، فستتخذ الحرب أبعادًا أخرى".
حرب مفتوحة وتحوّلات إقليمية
وصف رضائي العدوان الإسرائيلي الأخير ب"العدوان الغاشم" الذي فتح معركة شاملة، معتبرًا أن نهايته ستُعيد تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة، وستُفضي إلى تحولات استراتيجية، من بينها:
* تشكيل جيش إسلامي رباعي (إيران، السعودية، مصر، تركيا)
* تحرير الأراضي المحتلة دون حرب
* ظهور عالم متعدد الأقطاب، يضم إلى جانب القوى الكبرى قطبًا إسلاميًا تقوده إيران
من الدعم إلى المواجهة
وأكد المسؤول الإيراني أن سياسة بلاده كانت دائمًا تقوم على دعم الشعب الفلسطيني دون خوض حرب مباشرة، مشيرًا إلى أن إيران كانت قريبة من تنفيذ عمليات ضد تل أبيب وحيفا لكنها امتنعت تفاديًا لحرب منفردة.
وأضاف أن إسرائيل غيّرت قواعد الاشتباك بعد مهاجمة القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال مسؤولين إيرانيين، ما اضطر طهران إلى الدخول في مرحلة مواجهة مباشرة.
الولايات المتحدة في صلب الصراع
اتهم رضائي الإدارة الأمريكية، وبخاصة الرئيس دونالد ترامب، بإعطاء الضوء الأخضر للعدوان، واعتبر أن واشنطن كانت تعوّل على "ضربة واحدة" لإخضاع إيران. وقال:
"ظنّوا أننا سنوقف التخصيب ونستسلم، لكنهم أخطأوا التقدير. نحن لم نكتفِ بالصمود، بل عززنا قدراتنا بسرعة".
إيران على مشارف مرحلة جديدة
أوضح رضائي أن الجمهورية الإسلامية تخوض هذه الحرب بمنطق استراتيجي يراعي الرأي العام المحلي والدولي، مؤكدًا:
"لن نكون من يبدؤون الحرب، لكننا بالتأكيد سنكون من ينهيها".
وختم بالتشديد على أن هيكل القيادة الإيراني صامد ولم يتأثر بالضربات، وأن المنظومة الدفاعية الإيرانية تستند إلى عمق تنظيمي وتجربة ميدانية تراكمت عبر سنوات من المواجهة مع داعش والإرهاب في العراق وسوريا.

.