حذّر رئيس الدورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيليمون يانغ، من أن المنظمة الأممية تواجه "أزمة سيولة متفاقمة" تُهدد قدرتها على الاستجابة للتحديات العالمية، رغم مرور ثمانين عامًا على تأسيسها كأعلى تعبير عن آمال البشرية في السلام والتعاون الدولي.

وقال يانغ في بيان رسمي بمناسبة الذكرى الـ80 لتوقيع ميثاق الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو، إن "الأمم المتحدة لا تزال المنظمة الوحيدة من نوعها في العالم، وقد صمدت ثمانية عقود رغم نشأتها وسط أنقاض حربين عالميتين وسقوط سابقتها عصبة الأمم".

وأضاف: "لم تُنشأ الأمم المتحدة لتأخذ البشرية إلى الجنة، بل لتنقذها من الجحيم، وفي هذه المهمة لم تفشل"، مستشهدًا بتجنّب حرب عالمية ثالثة رغم تصاعد الصراعات في غزة، والسودان، وأوكرانيا، والتوترات بين إيران وإسرائيل.

وأكد يانغ أن "العالم تغيّر جذريًا منذ عام 1945، ومع ذلك، فإن طموحات خطة التنمية المستدامة 2030 تسير بوتيرة غير متكافئة، والمساواة بين الجنسين لا تزال بعيدة، كما أن تعهدات التصدي لتغير المناخ أصبحت على وشك الانهيار".

وأشار إلى أن هذه الانتكاسات يجب أن تدفع الدول إلى مزيد من الحزم وليس تقليل الطموح، داعيًا الدول الأعضاء إلى استلهام روح سان فرانسيسكو القائمة على التعاون بدلًا من الصراع، والعمل بدلًا من اللامبالاة.

وتطرّق يانغ إلى إنجازات الأمم المتحدة في العقود الماضية، ومنها أهداف الألفية الإنمائية التي اعتمدتها 189 دولة عام 2000، وأسفرت بحلول عام 2015 عن خفض الفقر المدقع إلى أكثر من النصف، وتراجع وفيات الأطفال بنسبة 50%، وإلحاق ملايين الأطفال، لا سيما الفتيات، بالمدارس لأول مرة.

كما أبرز التحوّل التاريخي الذي شهدته المنظمة في إنهاء الاستعمار، حيث انضمت أكثر من 80 مستعمرة سابقة إلى الأمم المتحدة، مؤكدًا أن هذا الإنجاز جسّد مبدأ السيادة والمساواة بين الدول.

واستعرض يانغ أبرز نتائج "قمة المستقبل" التي عُقدت في نيويورك في أيلول/سبتمبر الماضي، وتم خلالها اعتماد "ميثاق المستقبل" و"إعلان الأجيال القادمة" و"الاتفاق الرقمي العالمي" بالإجماع، بوصفها أدوات لتجديد التعددية في عالم أكثر ترابطًا وهشاشة.

وأكد أن مبادرة UN80 التي أطلقها الأمين العام أنطونيو غوتيريش، تأتي في هذا السياق، داعية إلى تقديم الأفضل من أجل الإنسانية والنظر إلى المستقبل بأمل ومرونة.

وختم يانغ بالقول: "لقد بنينا نظاما عالميا من أنقاض الحرب. واليوم، نجد أنفسنا أمام لحظة مصيرية جديدة. المخاطر عالية، ولكن قدرتنا على التحرك أكبر".

المملكة