عودة بحفل تخرج متعلمي المدارس الأرثوذكسية في بيروت: لبنان قادر أن ينهض مجددًا بسواعدكم وعقولكم

الفن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عودة بحفل تخرج متعلمي المدارس الأرثوذكسية في بيروت: لبنان قادر أن ينهض مجددًا بسواعدكم وعقولكم, اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 02:55 صباحاً

لفت متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المتروبوليت ​الياس عودة​، خلال رعايته احتفال المدارس التابعة لأبرشية بيروت للروم الأرثوذكس بتخريج دفعة العام الدراسي 2024-2025، بمشاركة متعلمي مدارس: "الثلاثة الأقمار"، "زهرة الإحسان"، "مار الياس بطينا الثانوية"، "البشارة الأرثوذكسية"، و"ثانوية السيدة الأرثوذكسية"، في باحة مدرسة البشارة الأرثوذكسية – الرميل، إلى "أنّنا نقف اليوم في إحدى لحظات العمر التي لا تنسى، تختصر سنين من التعب والدراسة والنمو والتجارب الصغيرة والكبيرة، التي صنعت منكم ما أنتم عليه اليوم. إنها لحظة امتنان وانطلاق".

وأشار إلى أنّ "الفساد في المجتمع يبدأ حين يغيب الصدق. أن تكون صادقا يعني أن تحترم نفسك، ألا تتلون بحسب الظروف، ألا تتنازل عن قناعاتك من أجل مصلحة أو مركز أو لحظة راحة"، مبيّنًا أنّ "في سنوات الدراسة، تعلمتم أن الغش في الإمتحان خطأ، لكنكم ستواجهون إمتحانات أكبر في الجامعة ثم في العمل والمهنة والحياة: الحسد والفساد والمكائد، أو الطائفية والإقصاء والتطرف والتكفير والعنف والحروب. حافظوا على أخلاقكم في كل الظروف، إعتمدوا الصدق والشفافية ولا تغشوا أنفسكم أولا، لأنكم قد تخدعون الناس لبعض الوقت لكنكم لا تستطيعون خداع ضمائركم إلى الأبد".

وتوجّه عودة إلى الخريجين، قائلًا: "لا تنسوا أننا نعيش في بلد متنوع، تتعدد فيه الديانات والطوائف والتقاليد. هذا ليس ضعفا بل غنى. إلا أن الغنى يتحول إلى خطر حين يغيب الإحترام. لا تسمحوا للإختلاف بأن يبعدكم عن الآخر بل اجعلوه جسرا للحوار. إستمعوا إلى من يخالفكم الرأي وناقشوا بجرأة، لكن دوما برقي. تعلموا أن تختلفوا بمحبة، وأن تحترموا من لا يشبهكم. بهذا تبنون وطنا لا يقوم على العزل والإلغاء، بل على التلاقي والإنفتاح".

وركّز على أنّ "المحبة ليست كلمات نكتبها في الخطابات أو نتغنى بها في الأحاديث، بل سلوك نعيشه كل يوم. أحبوا بصدق، لا تجعلوا منفذا للأنانية والمصالح والكبرياء إلى نفوسكم كي لا تشوه علاقتكم مع أهلكم وأصدقائكم وزملائكم في الجامعة أو من تصادفونه في الشارع. لتكن قلوبكم مفتوحة للآخر. كونوا ودعاء، رحماء، صانعي سلام. ساعدوا المحتاج، واسوا الوحيد والمريض، دافعوا عن الضعيف والمظلوم ومن لا صوت له".

وأضاف: "لتكن هذه الأهداف أمامكم في حياتكم لأن المحبة لا تعلن قولا بل فعلا، ولا تحتاج ضوءا وكاميرات، بل تحتاج إنسانا نقيا يعرف كيف ينقلها بخفر وتواضع واحترام، ويكون نورا لمن هم حوله، كما أوصانا الرب يسوع عندما قال: "ليضىء نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (متى 5 : 16)".

كما خاطب عودة الخّريجين بالقول: "أيها الخريجات والخريجون، أنتم تدخلون عالما لا يرحم الكسالى، خصوصا مع تحدي الذكاء الإصطناعي الذي يشكل خطرا داهما على الكثير من المهن والإختصاصات. أصبحت الكفاءة وحدها لا تكفي، ولا بد من المثابرة والإجتهاد والإلتزام، لكي تؤكدوا للعالم أنه لا يستطيع اللجوء إلى ما هو إصطناعي والتخلي عن بشريتكم المخلوقة على صورة الله ومثاله، وأبرز معالمها أن تكون إنسانا، أي أن يكون قلبك لحميا".

وتابع: "سيواجهكم من يسلك الطرق السهلة أو المعوجة، من يغش أو يساوم أو يتخلى عن مبادئه... فلا تتأثروا بل ثبتوا أنفسكم على صخرة القيم التي ترعرعتم عليها، وإن تأخر نجاحكم لا تيأسوا، لأن الأهم أن يأتي نجاحكم حقيقيا لا مزيفا. أن تصل متأخرا بشرف وصدق ونزاهة خير من أن تصل سريعا بالكذب والخداع والرياء. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: "إخجل عندما تخطئ ولا تخجل عندما تتوب لأن الخطيئة جرح والتوبة هي العلاج".

وأكد أنّ "​لبنان​ ليس بخير بسبب ضلال البعض ومصالح البعض الآخر، وبسبب الحقد والحسد والأنانية وغيرها من الآفات، وأنتم تعرفون ذلك وتعيشونه. لكن لبنان ليس ميتا، ففي داخله نبض، وهو أنتم. لا تنتظروا الدولة لتبني لكم المستقبل. أنتم المستقبل. إبحثوا عن سبل التغيير وعن طرق البناء. إبدأوا من أنفسكم، من عائلاتكم وعملكم، ومن الشارع حيث تقطنون. كونوا أمناء لهذه الأرض، لتراب أجدادكم ومرتع طفولتكم، ولأحلام الأجيال السابقة التي ضاعت وأنتم ستحيونها. لا تسمحوا لليأس بأن يتغلغل إلى قلوبكم. بلدكم الذي أنجب رواد العلم والفن والثقافة والإبداع، قادر أن ينهض مجددا بسواعدكم القوية، وعقولكم النيرة، وأخلاقكم العالية، وطموحكم الذي لا حد له".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق