حرب الـ12 يوماً وضعت العرب في حيرة والفلسطينيين في مأزق

الفن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حرب الـ12 يوماً وضعت العرب في حيرة والفلسطينيين في مأزق, اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 05:15 صباحاً

اما وقد اسدلت حرب الـ"12 يوماً" الاسرائيلية-الايرانية كما باتت معروفة، ستارها، وشهدت تبادلاً مكثفاً للضربات الصاروخية، اصبح الباب مفتوحاً أمام تحولات عميقة في المنطقة. هذا الصراع المباشر بين القوتين الإقليميتين، كان بمثابة رسالة صارخة الى العالم بشكل عام، والى الدول العربية بشكل خاص، بعد "بروفة" عسيرة مرّت بها هذه الدول جعلتها تقف امام خيارين: تفضيل ايران ام تفضيل اسرائيل، والرغبة في ارضاء الولايات المتحدة الاميركية في الوقت عينه.

ولكن الامور لم تكن بالسهولة المتوقعة، لأسباب عدة، ابرزها ان النتائج العسكرية للحرب، عقّدت الامور، فلا اسرائيل حققت انتصاراً واضحاً، ولا ايران تمكنت من تنفيذ تهديدها بازالة اسرائيل من الوجود، غير ان الطرفين نالا نصيبهما من الدمار والالم. امام هذا الواقع، لم تنجح اسرائيل في فرض نفسها كقوة اقليمية وحيدة قادرة على "تخليص" العرب من "البعبع" الايراني، ولا اظهرت ايران نفسها انها قادرة على بث الطمأنينة في قلوب جيرانها العرب كقوة ضامنة للأمن الإقليمي في وجه الاخطبوط الاسرائيلي الذي بدأ يتمدد بشكل سريع ومتنامٍ.

وفي خضم كل ذلك، تواجه ​القضية الفلسطينية​ تحدياً وجودياً في ظل هذه التطورات. فالحرب الإيرانية-الإسرائيلية اعادت خلط الأولويات الأمنية للدول العربية، فيما بدا واضحاً ان تصريح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بعودة التركيز على غزّة بعد الحرب مع إيران، يشير إلى أن الحرب منحت بلاده مساحة أكبر للتعامل مع الملف الفلسطيني من دون ضغوط إقليمية كبيرة.

امام هذا الواقع، يقف الرأي العام العربي مترقباً، فهو لا يزال بمعظمه رافضاً للتطبيع، إلا أن الخوف من القدرات العسكرية المتقدمة لإسرائيل والدعم اللامحدود لها من قبل الادارة الاميركية، قد يخلق تحولاً تدريجياً في المواقف الشعبيّة، فموجة التغييرات التي تشهدها هذه الدول وفي مقدمها المملكة العربية السعوديّة، من شأنها ان تجعل الحاجة للأمن الإقليمي تتغلب على اي اعتبارات اخرى.

لا شك ان الصراع الإيراني-الإسرائيلي يهمّش الدور الفلسطيني كلاعب استراتيجي في المنطقة. فبدلاً من كون القضية الفلسطينية محوراً للصراع العربي-الإسرائيلي، تحوّل الى ملف ثانوي في مواجهة تحديات أكبر. هذا الامر يقوّض إمكانية الوصول الى دولة فلسطينية معترف بها دولياً، ووفق حدود جغرافية مقبولة للفلسطينيين والعرب على حد سواء.

لذلك، يمكن فهم الحماسة التي خاض بها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الحرب ضد ايران، فهو لم يكن يستهدفها مباشرة، بل كان يدرك ان نتائجها ستكون كارثية على القضية الفلسطينية، وهو ما يرغب به في الحقيقة، وفي عمق ذاته. ومع التحالف العربي المتنامي مع إسرائيل (وفقا لاتفاقات ابراهام)، يخفّ التأثير الايراني في المنطقة، وتتراجع بشكل كبير عناصر قوة (ولو معنوية)، كانت تقف خلف إقامة دولة فلسطينية مستقلة بحدود مقبولة بعض الشيء، ويعمّق من عزلة الفلسطينيين إقليمياً ودولياً. وبالتالي، سيجد الفلسطينيون انفسهم امام واقع جديد مفاده الاختيار بين السيء والاسوأ، ولن يكون هناك من مفرّ من اختيار السيء، اي القبول بكل ما يتمّ عرضه عليهم ولو لا يرضي شروطهم واهدافهم ونضال دام لعقود طويلة من الزمن.

هل يمكن القول انّ حرب الـ12 يوماً قتلت القضية الفلسطينيّة؟ لن يكون الجواب حاسماً، ولكنها بالطبع لم تساعدها، ولم تحسن ظروفها على الصعيدين الاقليمي والدولي، لا بل اعطت دفعاً لاسرائيل على حساب الفلسطينيين، وباتت الامور رهن اختيار التوقيت المناسب من قبل الرئيس الاميركي دونالد ترامب والمسؤولين في اسرائيل لتحديد توسيع اتفاقات التطبيع مع العرب، والقضم من القضية الفلسطينية تمهيداً لانهائها...

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق