مع الشروق : الإرادة اليمنية تكتب فصول العزّة

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : الإرادة اليمنية تكتب فصول العزّة, اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 11:54 مساءً

مع الشروق : الإرادة اليمنية تكتب فصول العزّة

نشر في الشروق يوم 07 - 05 - 2025

2352871
في منعطف تاريخي حاسم، حيث تُعاد صياغة مفاهيم القوة والعزة، يقف اليمن شامخا، لا كدولة ترزح تحت وطأة الحصار فحسب، بل كرمز حيّ لقدرة الإرادة الإنسانية على تحدي جبروت الصهاينة. فالمشهد الذي يتجلى اليوم ليس مجرد انتصار عسكري تكتيكي. بل هو تحوّل استراتيجي يُعيد تعريف موازين القوى المعهودة. ويُسطّر فصلا جديدا في كتاب النصر والهزيمة.
لقد أثبت اليمن، هذا البلد الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، أن المخزون الاستراتيجي للكرامة، حين يقترن بالعزيمة التي لا تلين، يمتلك قوة قادرة على إجبار أعتى الإمبراطوريات على الإذعان. حيث لم تكن صواريخ اليمن فرط الصوتية التي انطلقت من عمق المعاناة لترسم خطوط النار في سماء جبروت الغطرسة الغربية، مجرد إضافة نوعية الى ترسانة عسكرية. بل كانت تجسيدا حيّا لكرامة شعب أبيّ يرفض الضيم، ورسالة عالية هزّت أركان الهيمنة العالمية. وأجبرت الولايات المتحدة على التراجع وإعلان وقف إطلاق النار في جبهة كانت تظنها محسومة لصالحها.
فالمعركة التي تدور رحاها اليوم، والتي يقف فيها اليمن شامخا في وجه العواصف، ليست مجرد صراعٍ تقليدي بين ترسانات عسكرية، كما يراها البعض ممن راهنوا على سقوط صنعاء في غضون أيام معدودات، وانتظروا بفارغ الصبر، تنصيب عميل جديد آخر في المنطقة، ليكون وكيلا لمصالح الصهاينة. بل هي معركة الإرادات والمصالح بامتياز، وتتجاوز حسابات القوة المادية، وفي مثل هذه المعارك المصيرية، يكون التفوق دائما لمن يمتلك مخزونا لا ينضب من الكرامة والعزّة والإباء.
لقد أثبت اليمن للعالم أجمع، من خلال تضحيّاته الجسام وصموده الأسطوري، أن الكرامة ليست مجرد كلمة تُقال أو شعار يُرفع. بل هي قوة دافعة، قادرة على تغيير المعادلات الجيوسياسية وفرض الحقائق الجديدة على أرض الواقع، مهما كانت التحدّيات ومهما عظمت التضحيات. وسيظل اليمنيون أسياد المضايق والمعابر الاستراتيجية، من باب المندب إلى كل شبر من مياههم الإقليمية. وستبقى كلمتهم هي الأكبر تأثيرا في تحديد مصير طرق التجارة العالمية التي تمر عبر هذه الشرايين الحيوية.
لقد سقطت نظرية "الضربات الخاطفة والحاسمة"، تلك العقيدة العسكرية التي لطالما تحدّث عنها المخطّطون الاستراتيجيون الغربيون، وتحطمت على صخرة الصمود اليمني الأسطوري، الذي ألهم الشعوب المضطهدة. ففي البدء كان المجد يمنيّا. وسيبقى رمزا للعزّة والكرامة المتجذّرة، تهتدي بها كل الشعوب التوّاقة إلى الحرية والانعتاق من أغلال الهيمنة والتبعية للقوى الاستعمارية.
فرسالة اليمن واضحة اليوم ومفادها أن الكرامة أولاً وقبل كل شيء. والنصر هو الحليف الدائم لمن يدافع عن حقّه المشروع وكرامته المصانة، مهما بلغت قوة الطرف الآخر ومهما طال أمد العدوان.
هاشم بوعزيز

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق