صحيفة الرياض: زيارة ترامب اختبار لقدرة واشنطن على التكيف مع معادلات المنطقة الجديدة

الفن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صحيفة الرياض: زيارة ترامب اختبار لقدرة واشنطن على التكيف مع معادلات المنطقة الجديدة, اليوم الاثنين 12 مايو 2025 09:18 صباحاً

أشارت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أن زيارة ترامب إلى المملكة، وفقًا لمصادر أميركية، تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية الأميركية مع الرياض وحلفائها الخليجيين، حيث يُتوقّع أن تشهد الرحلة عقد قمة مع قادة مجلس التعاون الخليجي في 14 أيار لبحث سبل التعاون المشترك، إلى جانب عرض رؤية ترمب لدور واشنطن في أمن المنطقة، وتستقبل الرياض ترمب وهي أكثر عزمًا على الاستمرار في تطوير قدراتها الذاتية، وأكثر تنوعًا في تحالفاتها، في ضوء رؤيتها لدورها وقدراتها وفي ظل التحوّلات الجذرية في المنطقة والعالم التي أعادت تشكيل العلاقات الدولية وربما المعادلات السياسية في علاقات الدول.

وأوضحت أنه "هنا قدر المملكة وموقعها في شرق أوسط يُشكّل ملامحه من جديد فلم تعد سورية كما كانت، ولا لبنان أيضا، وسطوة التنظيمات والميليشيات في المنطقة تراجعت بشكل كبير، وهذه العوامل ستساعد ذوي النوايا الطيبة لدفع الاستقرار قدما في منطقة عانت شعوبها من تناقضات السياسات الدولية على مدى عقود. وهنا الرياض التي اختبرت في سنوات معدودات علاقاتها وتحالفاتها على ميزان ضرورات وأولويات اقتصادها وتنمية قدرات شعبها، وتعزيز أمنها الوطني وتوسيع شبكة علاقاتها الدولية".

ورأت أن "من مفاعيل هذه التحولات الكبرى أن ساحة الشرق الأوسط لم تعد فضاء غربيا خالصا فقد برزت قوى جديدة تختبر قدراتها وتوسّع طموحاتها مثل الصين وروسيا، بينما أعادت الأحداث المتسارعة، مثل التفاهم السعودي - الإيراني بوساطة صينية، وتصاعد القضية الفلسطينية بعد أحداث تشرين الأول 2023، رسم أولويات المنطقة".

واعتبرت أنه "هذا المشهد المتغيّر، تظهر الرياض بوزنها كفاعلٍ إقليمي مركزي يتصدّى لقيادة مسار استقرار وتنمية في الشرق الأوسط، معتمدةً على دبلوماسية نشطة ترفض التصعيد والضغوط وتؤكد على الحلول السياسية الدائمة. ولم تأتِ مواقف الرياض صدفة تاريخيّة بل تتويج لمبادئها فقد نجحت في ترسيخ نفسها كوسيطٍ موثوق في النزاعات، وفي الوقت نفسه حافظت على مواقف مبدئية، مثل دعم استقرار سوريا ولبنان، ورفض التهجير القسري للفلسطينيين والدعوة إلى حلّ الدولتين. كما حوّلت القيادة السعودية بلادها إلى ورشة تنموية شاملة، تفتح أبوابها للاستثمارات والشراكات الدولية، في إطار رؤيتها الطموحة لشرق أوسطٍ مزدهر وهي فرصة لترمب وفريقه الاقتصادي للشراكة المثمرة لكل الأطراف".

ولفتت إلى أنه "من المتوقع ألا تكون زيارة ترمب مجرد مناسبة لتعزيز العلاقات الثنائية، بل اختبار لقدرة واشنطن على التكيّف مع معادلات المنطقة الجديدة. فالرياض اليوم تتعامل مع العالم بمنطق المصالح المتبادلة، وتنتظر من حلفائها التكيف مع هذا التحوّل. وفي الوقت الذي تُعيد فيه المنطقة حساب تحالفاتها، فقد تكون هذه الزيارة فرصةً لواشنطن لإطلاق مرحلة جديدة لشراكة أكثر توازنًا، تُبنى على الاستقرار والتنمية وإقصاء السياسات التي لا تجلب سوى المزيد من التعقيدات والصراعات، ومن المؤكد أن ترمب يدرك أن الشرق الأوسط الذي زاره قبل ثماني سنوات لم يعد كما كان".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق