نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ما حكاية اكتشاف نيزك غامض في الأردن.. هل يكون وادي رم موطناً للمزيد؟, اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 04:01 مساءً
في قلب صحراء وادي رم بجنوب الأردن وبين جبالها الصخرية بألوانها البيضاء والصفراء والحمراء والبنية، وبتشكيلاتها الجغرافية المميزة عُثر على حجر غامض تبين لاحقاً أنه ربما يكون نيزكاً قمرياً.
حجر غريب الشكل والملمس، عُثر عليه صدفة خلال رحلة سياحية، قد يكون نيزكاً قمرياً هو الأول من نوعه الذي يوثق بهذه المنطقة من العالم.
الكشف يدعمه الفلكي الأردني وعضو الجمعية الفلكية الملكية البريطانية عماد مجاهد، الذي يصف الحدث بأنه الأول من نوعه في الشرق الأوسط «ومن الاكتشافات النادرة عالمياً».
وقال مجاهد لـ«رويترز» إن القصة بدأت عندما كان الأردني مؤيد العتوم في زيارة سياحية إلى منطقة «وادي القمر» بوادي رم، حيث صادف حجراً غريب الشكل أثار فضوله.
وأضاف: «احتفظ مؤيد بالحجر، وسأل عن مختصين في علم الفلك والنيازك، حتى تم توجيهه إلي، وبعد اطلاعي على الصور والمعلومات الأولية، أخذنا عينة من الحجر وأرسلناها إلى مختبر متخصص في النيازك بجزر الكناري في إسبانيا».
وأوضح أن الفحوص المخبرية أثبتت أن الحجر مصدره القمر، وليس من الكويكبات كما هو الحال في أغلب النيازك المعروفة، مؤكداً أن هذا النيزك هو أول نيزك قمري موثق يتم اكتشافه في المنطقة.
وألمح إلى أن وادي رم قد يكون موطناً لمزيد من النيازك: «لا أعتقد أن وادي رم يحتوي على نيزك واحد فقط، المنطقة واعدة، وهناك نية لإجراء مسح موسع يستمر لأسبوع تقريباً للبحث عن نيازك أخرى».
وحول السمات التي أثارت الشك في أن الحجر قد يكون نيزكاً، ذكر مجاهد أن أبرزها كانت وزنه الثقيل، وشكله غير الطبيعي، ووجود آثار واضحة للاحتراق والتآكل، ما يدل على مروره بالغلاف الجوي بسرعة عالية، واحتكاكه بالهواء؛ ما أدى إلى اشتعاله وانصهاره جزئياً.
وتابع: «كفلكيين لا يمكننا الجزم بنوع النيزك بالنظر فقط، بل نحتاج إلى تحليل مخبري دقيق. النيازك القمرية تختلف عن غيرها من النيازك، فهي تحتوي على نسب قليلة من الحديد والنيكل، وغنية بمعادن مثل السيليكا والكبريت، ولا يمكن تمييزها إلا عبر مختبرات متخصصة».
ولفت إلى أن التحليل تم في مختبر لاس بالماس للنيازك في جزر الكناري، الذي يُعد من أبرز المختبرات الدولية في هذا المجال.
وأفاد مجاهد بأنه سبق له اكتشاف نيزكين في وادي رم قبل نحو أربع سنوات، لكن النيزك الجديد «يُعد الأهم، بوصفه نيزكاً قمرياً نادراً... وحتى الآن لم نحدد عمر النيزك، لكننا نخطط لتحليلات مستقبلية ستكشف متى انفصل عن القمر ومتى سقط على الأرض».
وأوضح أنه سيتم إرسال عينة من النيزك، تزن نحو 30 جراماً، إلى إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) لإجراء فحوص علمية موسعة.
لكن رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عمار السكجي أوضح أن الصخرة التي عُثر عليها في الأردن وأثارت جدلاً حول أصلها القمري استندت في تشخيصها إلى تقرير أولي اعتمد على تحليل الأشعة السينية الفلورية. وقال إن هذا التحليل غير كاف وحده لتأكيد الأصل القمري.
وأضاف أن صور «النسيج البريشي والتضمينات المعدنية وعلامات الانصهار مثيرة للاهتمام»، لكنه تواصل مع خبراء محليين وعالميين أكدوا أن الأدلة الحالية لا ترقى إلى مستوى الحسم العلمي، مشيراً إلى ضرورة إجراء تحاليل إضافية لفهم أصل الصخرة بدقة.
وأوضح أن الصخور القمرية «تملك توقيعاً نظائرياً فريداً، خاصة في نظائر الأكسجين، وإن تحليل هذه النظائر يُعد مفتاحاً لتأكيد أو نفي الأصل القمري».
وأضاف أن التجوية الأرضية، وهي العملية التي تحدث عندما تتعرض الصخور لعوامل سطح الأرض، قد تكون غيرت من خصائص الصخرة، ما يتطلب تقييماً دقيقاً لتأثير تلك التغيرات على النتائج التحليلية.
ولفت إلى أن البريشيا القمرية، وهي صخرة مكونة من شظايا صخور قديمة، تحتوي على شظايا صخور متنوعة، ما يعقد التحليل ويتطلب خبرة متخصصة.
ونوه بأن المصادر المحتملة تشمل أصلاً قمرياً، أو أرضياً، أو حتى من كويكب آخر، وأن تحديد الموقع الدقيق لاكتشاف العينة وتحليل ظروف الاصطدام قد يساعد في تفسير أصلها.
وأشار السكجي إلى أنه دعا لتحقيق علمي شامل بمشاركة مراكز بحثية متخصصة وخبراء عالميين، وهناك لجنة التسميات في جمعية النيازك هي الجهة المخولة عالمياً بتصنيف النيازك.
من جانبه، قال مدير هيئة تنشيط السياحة الأردنية عبدالرزاق عربيات إن الهيئة مستعدة تماماً للترويج للنيزك المكتشف في حال تم التثبت من أصله القمري بشكل علمي.
وأضاف أن الهيئة على استعداد للترويج للنيزك بعد عرضه في متحف أو صالة بوادي رم، ليتمكن الزوار من مشاهدته والاطلاع على التقرير العلمي الخاص به، مؤكداً أن هذا النوع من الاكتشافات يشكل عنصر جذب سياحي مهم.
وأشار إلى أن الهيئة ترحب باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين للترويج لهذا الحدث الفريد وزيادة الإقبال على المنطقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق