معلم نازح في غزة يزرع الأمل في قلوب الأطفال عبر الموسيقى

قناة المملكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
معلم نازح في غزة يزرع الأمل في قلوب الأطفال عبر الموسيقى, اليوم الأحد 1 يونيو 2025 09:52 صباحاً

في واقع قاسٍ حيث الموارد الشحيحة، اختار أحمد أبو عمشة أن يقدم شيئا مختلفا لأطفال غزة النازحين: الأمل من خلال الموسيقى. فمن خيمته، ومع خمسة من زملائه، يحرص أبو عمشة على تقديم حصص موسيقية مجانية، علّها تخفف عنهم مرارة الحرب ومآسيها.

يعمل أبو عمشة – وهو نازح من بيت حانون شمالي القطاع – مدرسا للموسيقى ومنسقا في معهد إدوارد سعيد للموسيقى. كما يعمل أيضا مدرسا في المدرسة الأميركية الدولية بمدينة غزة.

ونزح مع عائلته 12 مرة منذ بدء الحرب، قبل أن يستقر بهم المقام أخيرا في خيمة متهالكة في ساحة الجندي المجهول في مدينة غزة.

مراسل الأمم المتحدة، في قطاع غزة زار أبو عمشة في خيمته ونقل صورة مختلطة، حيث يحاول أبو عمشة تحويل البؤس إلى بارقة أمل، من خلال عزف الموسيقى وتعليمها للأطفال النازحين.

مثل بقية سكان غزة، كل تفاصيل حياة أبو عمشة تتسم بالمشقة. في ذلك الصباح، كان يحمل قواريره الفارغة في رحلة لتأمين المياه الصالحة للشرب لأسرته، وعاد بعدها بحمله الثقيل وهو يسير بحرص بين دمار والركام في المخيم عائدا إلى خيمته.

وبجوار خيمته، تقف آلة العود الموسيقية بجانب قارورة ماء، لتشهد على جانب آخر من حياته.

يستهل أحمد أبو عمشة حديثه بمعزوفة هادئة، ثم يشارك رؤيته: "أحاول الترفيه عن الأطفال في المنطقة التي نزحنا إليها. الوضع هنا صعب للغاية. نبذل قصارى جهدنا لنشر الفرح والسعادة بين الأطفال. ورغم الجوع والمأساة والخوف، يبقى لدينا أمل بالغناء وتعلم الموسيقى".

"طيور غزة المغردة"

أنشأ أبو عمشة مجموعة موسيقية أطلق عليها اسم"Gaza Birds Singing" – وتعني: "طيور غزة تغني". تضم الفرقة أطفالا نازحين يمتلكون مواهب موسيقية.

ويشرح أبو عمشة فكرة الفرقة بالقول: "وُلدت هذه الفكرة خلال نزوحنا إلى منطقة مواصي خان يونس. هناك، التقيت طلابا وطالبات موهوبين جدا في الموسيقى، فأنشأنا الفريق ودربناهم على العزف والغناء.، والحمد لله، نغني الآن أغاني وطنية وتراثية، وأخرى تدعو للسلام والمحبة".

ويضيف أن الفرقة نظمت عددا من الحفلات في المخيمات، مشيرا إلى أن هذه الأنشطة وجدت رواجا على وسائط التواصل الاجتماعي، وإقبالا جيدا من الناس، "وكان الكثير منهم سعداء بما نقدمه، حتى إننا أصبحنا معروفين على مستوى العالم".

نقص مقومات الحياة الأساسية من غذاء وماء وكهرباء، لم يثن "أبو عمشة" عن مواصلة رحلة الموسيقى وهو يأمل في أن يتمكن مع فريقه من تنظيم الكثير من الجلسات الموسيقية لجميع المخيمات في قطاع غزة.

"كلما شعرت بالخوف، ألجأ إلى الموسيقى"

بفضل العزيمة والشغف بالموسيقى، تحولت خيمة أحمد أبو عمشة إلى مركز لتعليم الفن، حيث يجتمع صبيان وفتيات من أعمار مختلفة ليتعلموا العزف على آلات موسيقية متنوعة تشمل الجيتار، والناي، والطبلة. من بين هؤلاء الطلاب الموهوبين ابنته يارا أبو عمشة، التي تتدرب على آلة الكمان.

وقالت يارا: "أتعلم العزف على آلة الكمان في معهد إدوارد سعيد للموسيقى. قد نزحنا مرات متتالية إلى أماكن متعددة حتى وصلنا إلى الجنوب، وبعد فترة قالوا إن الحرب انتهت فعُدنا إلى بلدتنا، بيت حانون، وكنا سعداء. لكن بعد ذلك، أُجبرنا على النزوح مرة أخرى".

والموسيقى بالنسبة ليارا أكثر من مجرد هواية، بل هي أداة للتكيف مع النزوح المتكرر: "في كل مرة أنزح فيها أشعر بالخوف، ويبدأ قلبي بالخفقان. الآن، كلما شعرت بالخوف، ألجأ إلى الموسيقى، ونأمل أن تنتهي هذه الحرب".

أما معين أبو عمشة الذي يعزف على آلة الناي فيشرح لنا كيف باتت الموسيقى ملاذه الوحيد: "نزحنا مرات عديدة وفي كل مرة ننزح فيها آخذ معي هذا الناي، لأنه ينسيني الحرب وكل ما حولي. عندما نعزف، لا نجد مكانا هادئا بسبب الضجيج، فنحاول أن نعزل أنفسنا في خيمة حتى نتمكن من العزف والاستراحة. صوت الموسيقى يريحني وينسيني الحرب".

المملكة

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق