مع الشروق : اقتحامات الأقصى... تمهيد لحدث مزلزل !

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : اقتحامات الأقصى... تمهيد لحدث مزلزل !, اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025 12:51 صباحاً

مع الشروق : اقتحامات الأقصى... تمهيد لحدث مزلزل !

نشر في الشروق يوم 03 - 06 - 2025

2355663
يكرّر المتطرّفون الصهاينة بشكل يومي وبصفة استعراضية فيها الكثير من الاستفزاز اقتحاماتهم للمسجد الأقصى.. هذه الوتائر المتسارعة التي باتت تنفّذ بها الاقتحامات مع ما يصحبها من استعراض للعضلات باتت تشي بقرب حدوث الحدث الأعظم والمزلزل.. حدث تدمير الأقصى كخطوة أخيرة قبل إعادة بناء الهيكل المزعوم ليكون عنوانا كبيرا لما يسمى «إسرائيل الكبرى» التي تمتد من النيل إلى الفرات.
الحركة الصهيونية لا تؤمن بالارتجال وبالعشوائية.. وتعرف كيف تصبر وكيف تناور وتداور لانضاج الظروف والمناخات المواتية للمشروع الصهيوني.. والصهاينة الذين رضعوا حليب الصهيونية وشبّوا عليه لا يخرجون عن الخطوط الكبرى المرسومة وعن التعاليم التي يتوارثونها جيلا بعد جيل.. وحين انخرط الصهاينة منذ احتلال القدس إثر عدوان 1967 في الحفريات تحت المسجد الأقصى فإنهم كانوا يهدفون إلى ضرب العديد من العصافير بحجر واحد.. فهم أرادوا أولا تثبيت حقهم في منازعة المسلمين على ملكية الأقصى على اعتبار أنه بني على أنقاض هيكل سليمان المزعوم.. وهم أرادوا ثانيا تثبيت قدم لهم على مستوى ملكية جزء من الأقصى فبدأوا بحائط البراق الذي حوّلوه إلى حائط المبكى.. قبل أن يوغلوا في الحفريات عساهم يعثرون على دليل مهما كان كبيرا أو صغيرا يدلل على وجود الهيكل المزعوم.. وهم أرادوا ثالثا اصابة بناء وأساسات المسجد الأقصى في مقتل بفعل التصدعات والارتجاجات التي تحدثها الحفريات والتي تهيئ البناء برمته للانهيار والسقوط بقعل تكرر وتنوع اشغال الحفر أو بفعل ارتجاحات أو زلازل مفتعلة تفضي إلى «سقوط الثمرة» بعد أن أنضجتها الحفريات.
وحين يصر الصهاينة في هذه المرحلة على تكرار اقتحاماتهم للأقصى فإنهم يريدون بذلك توجيه الضربة القاضية لرمزية المسجد ولقدسيته كمعلم تتجه إليه أنظار وأفئدة أزيد من مليار ونصف المليار مسلم.. وحين تضرب الرمزية والقدسية ويتعود المسلمون ومعهم الرأي العام العالمي على مشاهد الاقتحامات وعلى مشاهد عربدة المستوطنين الصهاينة داخل المسجد فإن سقوط المسجد الأقصى يصبح من قبيل تحصيل الحاصل.. لأن الصهاينة يدركون أن سقوط الرمزية وما يفضي إليه من سقوط المكانة الاعتبارية للمسجد الأقصى هو حجر الزاوية.. لأن سقوط الحجر سيكون أمرا ثانويا ومشهدا «عاديا» متى سقط الرمز وضرب الأثر.
والأكيد أن التداعيات الكبيرة لانفلات الوحش الصهيوني من عقاله واندفاع الارهابي بنيامين نتنياهو نحو تغيير وجه الشرق الأوسط تمهيدا لقيام ما يسمى اسرائيل الكبرى تشي بتطورات دراماتيكية مقبلة تطبخ على نار حامية، تطورات ليس أقلها تدمير غزّة بالكامل والتحفز لتهجير سكانها والتخطيط لتهجير سكان الضفة والتمهيد لاحتلال أجزاء من لبنان واسقاط الدولة السورية واستباحة أراضيها مع من يتبع ذلك من تطلع صهيوني إلى أراضي العراق باعتبارها الحد الآخر لما يسمى اسرائيل الكبرى التي سوف تمتد من النيل إلى الفرات.. وهذه التطورات تجتمع فيها الخرافات التوراتية مثل احضار البقرات الحمر لذبحها وحرقها ونثر رمادها على الأقصى والاعتبارات والتحولات الجيوستراتيجية لتشكيل الخيط الناظم لتحركات قطعان المستوطنين بدفع من قائد الاركسترا نتنياهو وحليفيه سموتريتش وبن غفير. فهذه الاقتحامات ليست عشوائية ولا مرتجلة، بل انها تشكل المنهج السياسي للدولة الصهيونية التي تتسلح بالصبر الاستراتيجي اللازم لبناء المشروع الصهيوني حجرا بعد حجر..
من هنا يصبح الاعتقاد جازما بأن المسجد الأقصى المبارك يعيش آخر فتراته وأن الأمّة الاسلامية ستفتح عيونها ذات يوم لتجد أن المسجد قد أزيل.. وما هي إلا بعض بيانات الشجب والادانة وما هي إلا بعض المظاهرات والكثير من الصراخ حتى ينخرط الصهاينة في بناء هيكل سليمان المزعوم كعنوان كبير لتهويد كامل فلسطين ولقيام ما يسمى اسرائيل الكبرى..
أيها العرب، أيها المسلمون استعدوا.. فلحظة الصفر باتت قريبة وقريبة جدا !!
عبد الحميد الرياحي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق