نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإبل.. لطيفة تستند على «الذهب الأبيض», اليوم السبت 7 يونيو 2025 03:36 مساءً
تقترب الإبل الواحدة تلو الأخرى بهدوء من آلات الحلب في مركز تديره نساء، على أمل أن يسهم حليبها المعروف بمزاياه «العلاجية»، في تنمية مناطق صحراوية في جنوب تونس.
أطلقت لطيفة فريفيطة، البالغة 32 عامًا، بالقرب من محافظة مدنين في جنوب شرق تونس، مركزًا فريدًا من نوعه في البلاد لبسترة حليب الإبل.
واعتمدت في مشروعها على أبحاث آمال السبوعي، البالغة 45 عامًا، الباحثة في «معهد المناطق القاحلة»، وهو مؤسسة حكومية مقرّها في هذه المنطقة سجَّلت براءة اختراع لتقنيات جديدة للبسترة تضمن «الحفاظ على الخصائص الغذائية والعلاجية» لهذا الحليب.
ويحوي حليب الإبل نسبة حديد أعلى بخمس مرات من حليب البقر، ويُعد غير مسبب للحساسية وقادرًا على تحفيز الجهاز المناعي، كما يملك خصائص مضادة للأكسدة والبكتيريا والالتهابات.
وتحمل السبوعي شهادة دكتوراه في الكيمياء الحيوية التي درستها لمدة 20 عامًا، وأثبتت أيضًا مع فريقها المكوَّن من عشرة أشخاص، 80 في المئة منه باحثات، تأثيره المضاد لمرض السكري الذي يسمح بتقليل جرعات الأدوية بالنصف أحيانًا.
وخلال المراحل الأولى من إطلاق المشروع، واجهت لطيفة فريفيطة «صعوبات كبيرة»، وأولها إقناع المربين ببيعها الحليب، لأنهم يهتمون أكثر بلحم الناقة ولا يثمنون حليبها.
وتقول لوكالة فرانس برس في هذا السياق «إنهم معتادون على استهلاكه أو إعطائه مجانًا» من دون أن يقدِّروا قيمته.
تعكف مع العاملين معها على اختبار عينات قبل عملية البسترة اللازمة التي تسمح بالحفاظ على الحليب طازجًا لمدة تصل إلى 15 يومًا عند 4 درجات مئوية.
اليوم وبعدما نجحت في إرساء «علاقة ثقة»، تعمل لطيفة فريفيطة على توقيع اتفاقيات مع المربين.
واحتاجت فريفيطة، الحاصلة على ماجستير في تقنيات الأغذية، لسبعة أعوام من التحضير قبل إطلاق شركتها الناشئة شامليه «حليب الناقة» في عام 2023 بدعم من «معهد المناطق القاحلة» الذي يستضيفها في حاضنة الشركات، على بعد بضعة أمتار فقط من مختبر السبوعي.
تفخر لطيفة بـ«تثمين منتج محلي يمثل الجنوب التونسي» حيث تشكل الجمال عنصرًا مهمًا من بيئة العيش الصحراوية.
فضَّلت هذه الأم لفتاة تبلغ من العمر عامين «البقاء والاستثمار في منطقتها» بدلًا من اللحاق بزوجها الذي يعمل خارج البلاد.
وتمثل المحطة التجريبية للحلب، التابعة للمعهد في شانشو، مركزًا لتدريب وتعليم المزارعين ومربي الإبل على تقنية الحلب الآلية في هذه المنطقة الفقيرة.
يمكن من خلال الحلب الميكاني در 6 إلى 7 لترات يوميًّا لكل ناقة مقارنة بلتر واحد إلى لترين من خلال الحلب اليدوي.
وبعد عامين على إطلاق المشروع، تنتج فريفيطة «500 لتر أسبوعيًّا والهدف الوصول إلى ضعف الكمية خلال عامين».
وتوظف مزرعة «شامليه» امرأتين أخريين، لبيع الحليب بحسب الطلب، وفي 12 متجرًا بسعر 12 دينارًا «4 يورو» للتر الواحد.
ويتزايد الطلب على منتجها بشكل تدريجي.
وتقول آمال السبوعي «يدرك الناس فوائد هذا الحليب للصحة من خلال كلام الناس بالتواتر».
وإلى جانب منتجها «شامليه»، ثمرة أعمال المختبر، تفكر الباحثة في استعمالات أخرى لهذا المنتج، إذ يمكن من خلال التجفيف بالتجميد الذي تحتاج إلى براءة اختراع أخرى، أن «يباع كدواء ومكمّل غذائي أو غذاء ذي وظيفة علاجية»، إذا توافرت المزيد من الأبحاث.
وبالنسبة للمعهد، يمثل مصنع لطيفة تجسيدًا ناجحًا لفلسفته القائمة على نقل تجاربه إلى المناطق القاحلة.
يؤكد معز الوحيشي، المسؤول عن التثمين في المعهد «هدفنا الرئيس كمركز أبحاث، هو خلق قيمة مضافة وفرص عمل» وذلك بدعم «حاملي المشاريع بما في ذلك الخريجون الشباب لتعزيز ثروات المنطقة وخلق فرص للبقاء في تونس».
ومنذ عام 2010، أسهم المعهد في إنشاء 80 شركة، ما أدى إلى استحداث 600 إلى ألف وظيفة، حسب الوحيشي.
بالنسبة لقطاع حليب الإبل، من شأن إنشاء أول مركز تجميع للحليب بحلول نهاية 2025 وإرساء تقنية الحلب الآلي في عدة مزارع، أن يؤدي أيضًا بحسب الوحيشي إلى توفير وظائف، ما يجعل هذا المنتج المهمش «ذهبًا أبيض» للمنطقة.
0 تعليق